خبر انتفاضة مدينية -هآرتس

الساعة 09:23 ص|23 أكتوبر 2014

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: في الوقت الذي إنتهت فيه الحرب في غزة واستقر الوضع تدريجيا في الضفة الغربية فاننا نشهد تصاعدا وتزايدا للعنف في القدس سواءً من الجانب الاسرائيلي أو الفلسطيني الامر الذي يمكن أن نطلق عليه إسم انتفاضة مدينية - المصدر).

 

العنف يتفاعل على الارض في مدينة القدس منذ عدة أشهر. وفقط أمس مع حادث الدهس الذي قتلت فيه حايه زيسل ابنة الثلاثة اشهر، يمكن القول إن الاهتمام لدى الجمهور الاسرائيلي سيتركز فيما يحصل في المدينة، ما يمكن تعريفه كانتفاضة مدينية تحدث في القدس منذ الصيف. وفي الوقت الذي توقفت فيه الحرب في غزة كليا بعد اتفاق وقف اطلاق النار في نهاية آب، وفي مناطق أخرى (الضفة الغربية، القرى العربية في اسرائيل) وعاد الهدوء، ففي القدس لم يتوقف العنف للحظة واحدة. وليس المقصود فقط مقتل الشاب محمد أبو خضير في شعفاط على يد مخربين يهود.

 

اثناء الحرب في غزة قام مخرب فلسطيني بواسطة جرافة بدهس مواطن اسرائيلي في مركز المدينة. الوضع الامني في الاحياء اليهودية في شرقي القدس وشمالها تدهور كثيرا في الآونة الاخيرة، والتوتر حول ترتيبات زيارة اليهود في الحرم وجهود الاستيطان في الاحياء العربية آخذة في الازدياد بالتدريج.

 

في السنوات الاخيرة قام رئيس البلدية، نير بركات، بجهود واضحة في القدس من اجل اعادة إحياء السياحة من داخل اسرائيل والخارج، بعد الايام الصعبة للانتفاضة الثانية. ولكن أحد الاجراءات التي ميزت فترة بركات كان مشروع القطار الخفيف الذي يقف الآن في جوهر الصراع الشعبي العنيف من الجانب الفلسطيني. بعد مقتل أبو خضير تم تصوير ملثمين وهم ينشرون الأعمدة في محطة القطار الخفيف، وحوادث القاء الحجارة على القطار عند مروره في الأحياء العربية تحولت الى أمر يومي، وحادث الدهس أمس حصل في محطة القطار في تلة الذخيرة. إن خطوط القطار الخفيف التي تمر في الأحياء العربية يعتبرها الفلسطينيون رمزا للسلطة الاسرائيلية ويجب القضاء عليها – وايضا هدف سهل ومتوفر للهجوم.

 

وبرغم أن الشرطة تستخدم اليد الحديدية تجاه الفلسطينيين المُخلين بالنظام إلا أنها لا تملك حرية التصرف الموجودة لدى الجيش في مواجهة العنف في الضفة الغربية. استخدام السلاح الحي وأدوات تفريق المظاهرات محدود وقليل جدا، وحول الأدوات القضائية التي تملكها مثل اجراءات الاعتقال وبالذات وسط الأحداث حيث توجد قيود يفرضها القانون الاسرائيلي. الشرطة ايضا تعمل بشكل محدود في الأحياء والقرى الفلسطينية البعيدة عن مركز المدينة على الرغم من أن الشرطة استطاعت حتى الآن كبح العنف وعدم توسعه أكثر مثلما حدث في المدينة خلال الانتفاضتين السابقتين، ومع ذلك لم تستطع اعادة الشيطان الى القمقم.

 

خوف الفلسطينيين من الاجراءات التي يقودها اعضاء كنيست من اليمين ومنظمات لاحداث تغيير الوضع القائم في الحرم يزيد أكثر فأكثر من حالة الاحباط والعداء التي مصدرها سنوات الاهمال المستمر في شرقي المدينة. ايضا الاعلان الهجومي لرئيس السلطة محمود عباس الذي حذر من محاولات السيطرة اليهودية على الحرم، كل ذلك ساهم في تصعيد الأوضاع. حكومة نتنياهو ستضطر الى الاستثمار من اجل إحداث التهدئة وبتغطية من قبل الشرطة من خلال تواجدها الكبير من اجل منع تصعيد آخر في القدس. إن استمرار العنف في القدس قد يُحدث تصعيدا في الضفة الغربية.

 

حادثة أمنية حدثت أمس في ساحة اخرى بعيدة عن القدس، الحدود المصرية، ومن التحقيق الذي أجراه الجيش تبين أن خلفية اطلاق النار على الجيش واصابة ضابطة وجندي هي جنائية. مهربو المخدرات اعتقدوا أنه تم كشفهم من قبل سيارة عسكرية تواجدت صدفة في المكان

 

فقاموا بفتح النار من ثلاث نقاط مختلفة قريبا من الحدود. وحسب مصادر الجيش فان الضابطة وجنودها ردوا بالمثل وقاموا باستدعاء قوات اخرى قامت بقتل بعض المهربين.

 

هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فالمهربون البدو يقومون بتهريب المخدرات والسلاح، يصلون الى المناطق الحدودية، وسبق أن فتحوا النار من اجل إبعاد وردع قوات الجيش. في هذه المرة كانت الحادثة خطيرة وفقط الرد السريع بالاضافة الى التنسيق الامني بين الجيش الاسرائيلي والجيش المصري أديا الى إنتهاء الحادثة دون سقوط أرواح في الجانب الاسرائيلي. تبادل اطلاق النار مع مهربين وخلايا ارهابية من الجهاد العالمي، وكذلك تواجد السنيين المتطرفين في سيناء، سيستمر رغم إكمال بناء الجدار على طول الحدود المصرية. لكن الاستعداد الدفاعي الفعال للجيش الذي يستند على تبادل المعلومات والتعاون مع المصريين يمكنه تقليص الأضرار في المستقبل ايضا.