خبر الوسط العربي: يغضبون من الممثلين، ولكن بصمت- اسرائيل اليوم

الساعة 10:12 ص|21 أكتوبر 2014

بقلم: دانييل سيريوتي

(المضمون: الاغلبية الصامتة في الوسط العربي في اسرائيل تستنكر سلوك ممثليها الغارقين في الاهتمام بالفلسطينيين في الضفة والقطاع على الاهتمام بالمشاكل الداخلية ولكن هذه الاغلبية تخاف التعبير عن نفسها علنا - المصدر).

في إطار دوري كمراسل "اسرائيل اليوم"، أتجول في البلدات العربية في اسرائيل، التقي منتخبي الجمهور وكذا السكان وأتعرف منهم بين الحين والاخر بان معظمهم لا يتماثلون مع القول الاستفزازي للنائبة حنين الزعبي. غير أن الحديث لا يدور فقط عن الغضب من الاقوال نفسها؛ فالنواب العرب الاخرون ايضا لا يتمتعون بشعبية عالية في الوسط ولا يعني هذا ان الجمهور العربي في اسرائيل اصبح صهيونيا، بل يعني ان الاحساس هو ان من يفترض أن يمثله يستثمر جهودا أكبر من اجل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، واقل جدا من أجل عرب اسرائيل.

ورغم ذلك، يكاد لا يكون هناك تعبير في أوساط الجمهور العربي عن التنكر لافعال واقوال الزعبي الاستفزازية. الاحاسيس القاسية في اوساط الجمهور العربي تجاه منتخبيه في الكنيست تصعد وتطفو اساسا في الاحاديث المغلقة أو في الاحاديث العابرة بين العرب سكان المدن المختلطة وبين جيرانهم اليهود.

شرح لي مسؤول كبير في الوسط العربي غير مرة بان في اوساط الجمهور العربي ايضا توجد اغلبية صامتة. تلك الاغلبية ممن يرون أنفسهم مواطنين مخلصين لدولة اسرائيل ومتماثلين مع القضية الفلسطينية، ولكنهم لا يرون تناقضا بين الوطنية الفلسطينية التي يتماثلون معها ومجرد كونهم مواطنين محافظين على القانون. "هؤلاء الناس يخشون من التعبير عن رأيهم وعن احساسهم ضد الاستفزازات التي تثيرها الزعبي. اما من يفعل ذلك بالفعل ويتحدث ضد استفزازات النواب العرب فانه يتعرض للهجمات المبالغ فيها من جانب الجمهور العربي في اسرائيل لدرجة التهديد على حياته"، هكذا شرح يقول.

وتوجد أمثلة كثيرة: منذ وقت غير بعيد اضطر فتى عربي – والذي هو بالمناسبة قريب للزعبي – الى أن يترك اسرائيل وينتقل للسكن والتعلم في الخارج في أعقاب تهديدات على حياته، بعد أن نشر في الشبكات الاجتماعية فيلما صور نفسه فيه مع علم اسرائيل من خلفه وهو يندد باختطاف تلاميذ المدرسة الدينية في الخليل وتصريحات الزعبي التي ادعت فيها ان الخاطفين ليسوا ارهابيين.

لقد اضطرت صحفية عربية معروفة في الوسط مؤخرا الى اغلاق صفحة الفيسبوك خاصتها بعد أن تعرضت للعديد من الشتائم بل والتهديدات على حياتها لتجرؤها على "انتقاد" انعدام عمل النواب العرب من اجل جمهور ناخبيهم. وروت الصحفية تقول انه "بالاجمال نشرت عبارة على الفيسبوك طلبت فيها من الجمهور العربي التنكر للازدواجية الاخلاقية، والنظر في المرآة والقول علنا ما يقوله الجميع بهدوء وبهمس – بان معظم النواب العرب وحنين الزعبي على رأسهم يلحقون فقط ضررا بالجمهور العربي في اسرائيل، ويتسببون بالتوتر بين الشعبين اللذين يسعيان الى العيش هنا بسلام ولا يحركون ساكنا للقضاء على مشاكل الفقر، التمييز، الاهمال، العنف والجريمة المستشرية". وشددت على أنها قررت اغلاق صفحة الفيسبوك بعد بان جاءت بعض ردود الفعل الغاضبة من معارف لها أيدوا في احاديث خاصة معها رأيها تماما: "في هذه النقطة انكسرت تماما وفهمت عمليا اني اقاتل طواحين الريح واناس يفضلون العيش في الكذب".

بالمناسبة، في السلطة الفلسطينية ايضا لا يتحمسون لنبش النواب العرب في السياسة الفلسطينية الداخلية. وهي منذ زمن بعيد "شخصية غير مرغوب فيها" في المقاطعة في رام الله والتوتر بينها وبين السلطة ازداد فقط بعد أن وصفت ابو مازن "خائن" في اعقاب استمرار التنسيق الامني بين الاجهزة الفلسطينية في الضفة الغربية والجيش الاسرائيلي.