خبر « الوضع الراهن » ليس شتيمة -اسرائيل اليوم

الساعة 10:09 ص|21 أكتوبر 2014

بقلم: ايزي ليبلار

(المضمون: ما أن يكون لنا شريك حقيقي للسلام، شريك مستعد لان يقبل مطالبنا الامنية، سنتنازل عن معظم المناطق. وفي هذه الاثناء، سنبذل كل جهد مستطاع لتخفيض تواجدنا في المناطق العربية وتحسين شروط المعيشة لسكانها - المصدر).

 

اسرائيليون من كل أطراف الطيف السياسي يتوقون بيأس للسلام. الراديكاليون من اليسار واليمين يحرضون لعمل كاسح ويتوقعون السواد اذا ما بقي الوضع الراهن "الستاتوس كو". اليسار الهاذي يدعو الى انسحابات من طرف واحد، بينما اليمين المتطرف يطالب بالضم الفوري.

 

اليسار مقتنع بان ابقاء الوضع الراهن سيؤدي الى خرابنا. ودعوتهم لحلول سحرية تسللت عميقا في وعي الامة. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء اسحق رابين الراحل اعترف بانفتاحية بان اتفاقات اوسلو كانت رهانا، وكان الاصرار المثابر لشمعون بيرس ويوسي بيلين الذي يقضي بانه لا

 

يوجد أسوأ من الوضع الراهن هو الذي سمح للحكومة بتبني المسيرة. وعقب ذلك اندلعت الانتفاضة الثانية وفقد آلاف الاسرائيليين حياتهم.

 

وبقدر ما تراكمت الادلة، بات واضحا أن خراب اسرائيل يبقى الهدف المركزي للسلطة الفلسطينية. فقد ادعى اليسار في حينه، مثلما يدعي حتى اليوم، بان المفاوضات مع السلطة هي الامكانية المفضلة والوحيدة للتقدم. وطولب الاسرائيليون بان يتجاهلوا التحريض ضدهم بسبب الحجة بان عرفات وعباس بعده يمارسان الخطاب اللاسامي "لاغراض داخلية فقط".

 

وقد تم تبرير فك الارتباط عن غزة هو ايضا على اساس الحاجة للتقدم من أجل تجاوز الوضع الراهن. ولكن الانسحاب بالذات شجع المتطرفين على تحويل الارض الزراعية التي اقامها الاسرائيليون الى اراض لاطلاق الصواريخ الموجهة ضد المدنيين.

 

وحتى بعد المواجهة الاخيرة مع حماس، في الصيف الاخير في حملة "الجرف الصامد" نتلقى مرة اخرى التحذير من الابقاء على الوضع الراهن ومن التضحية بالفرصة "الاخيرة" للسلام.

 

لقد تبنى اليسار خطة السلام السعودية من اللحظة الاولى كأساس للحل. وحتى مع تجاهل البند المركزي الذي يتعامل مع حق العودة للفلسطينيين، فان احداث الزمن الاخير جسدت كم كارثيا سيكون قبول الحدود القائمة على اساس خطوط ما قبل 1967. ومؤخرا انطلقت دعوات متجددة في مؤتمر المانحين لغزة من جانب الرئيس المصري السيسي وآخرين طلبوا من اسرائيل أن تتبنى الصيغة السعودية كأساس للتسوية.

 

وتوقظ الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الان هما ايضا "الخطر" الذي في الوضع الراهن، على سبيل فرض مزيد من التنازلات على الاسرائيليين.

 

يثور تساؤل اي نتائج كانت ستكون اذا ما وعندما لا يرد ابو مازن باستخفاف العروض الفضائحية لرئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت. كانت حماس ستسيطر على الضفة الغربية، وكانت اسرائيل ستلزم بان تعمل عسكريا على استئناف السيطرة في المنطقة في ظل التكبد بالكثير من الضحايا وتوفر للولايات المتحدة الأساس لفرض الحلول عليها.

 

لقد كان الوقت للاعتراف بالواقع. فمعظمنا يفضلون فصل أنفسنا بشكل مطلق عن الفلسطينيين، ولكن العاصفة التي تثور حولنا وانعدام الشريك الحقيقي للسلام يجعلان الامر متعذرا. حاليا، علينا أن نرفض المزيد من التنازلات الاقليمية، في ظل الامتناع عن دعوات اليمين للضم – الامر الذي سيجعل اسرائيل دولة ثنائية القومية.

 

ما أن يكون لنا شريك حقيقي للسلام، شريك مستعد لان يقبل مطالبنا الامنية، سنتنازل عن معظم المناطق. وفي هذه الاثناء، سنبذل كل جهد مستطاع لتخفيض تواجدنا في المناطق العربية وتحسين شروط المعيشة لسكانها.

 

علينا أن نطالب منتقدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مثل تسيبي لفني واسحق هرتسوغ ان يعرضوا مطالبهم منه بشكل محدد. هل هم حقا يطلبون تحقيق تسوية مع عباس في الظروف الحالية؟ استطلاعات الرأي العام تتوقع أن في حالة انتخابات، ستنتصر حماس على السلطة الفاسدة. طالما لا يكون منتقدو نتنياهو مستعدين لتأييد قيام دولة ارهاب كهذه، فان عليهم الكف عن انتقاداتهم الديماغوجية، التي توفر ذخيرة لخصومنا وتقوض التأييد لنا بين اصدقائنا.

 

في غياب حل سحري على جدول الاعمال، لا مكان للمراوحة في استطلاع انجازاتنا، وذلك رغم الوضع الراهن. نحن نواصل كوننا جزيرة سكينة في منطقة عاصفة، رغم كل التحديات التي أمامنا، أو نشكل الامة المميزة والاكثر نجاحا في زماننا.