خبر عداء حزب العمال -هآرتس

الساعة 10:07 ص|21 أكتوبر 2014

عداء حزب العمال -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: مبادرة حزب العمال في البرلمان تستوي مع عداء الحزب للصهيونية وللدولة اليهودية في الماضي. مثلما كان في الماضي الآن أيضا - المصدر).

 

أمر قادة حزب العمال في بريطانيا أعضاء الكتلة في البرلمان للتصويت في صالح مشروع القرار الذي يدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطينية. ولما كان معظم أعضاء البرلمان المحافظين تغيبوا أو امتنعوا عن التصويت – فقد اتخذ القرار. ومع ان الحديث يدور عن قرار عديم المعنى، الا أنه من ناحية حزب العمال كانت هذه فرصة لان يوضح مرة اخرى بانه ليس صديقا لاسرائيل.

 

كانت أزمنة، قبل قيام الدولة، علق فيه حزب العمل (العمال) الصهيوني أمله بالعمال البريطاني. كأخ أيديولوجي، كما اعتقدوا هناك، سيوجه العمال بريطانيا الى مسار مؤيد للصهيونية حين يصعد الى الحكم. في تلك الايام ساد في بريطانيا حزب المحافظين، وحكومة نويل تشمبرلين، تبنت، رغم معارضة العمال، سياسة الكتاب الابيض سيء الصيت والسمعة الذي أصدره مالكولم مكدونالد والذي كان معناه حكم الموت للحلم الصهيوني.

 

ما قاله حاييم وايزمن لمكدونالد – "انت تسلم اليهود لقاتليهم" – تبين كقول صحيح. فسلاح البحرية البريطاني طبق هذه السياسة اللاانسانية، من خلال اغلاق شواطيء بلاد اسرائيل واطلاق النار على سفن اللاجئين من اوروبا. "ستروما" التي ابحرت من رومانيا، وصلت الى اسطنبول في كانون الاول 1941 ولم تنجح في مواصلة رحلتها. فالحكومة البريطانية لم توافق على منح اللاجئين على السفينة تأشيرات دخول الى بلاد اسرائيل خشية ان تصل سفن لاجئين اخرى من اوروبا التي احتلها الالمان في اعقابها. في شباط 1942 جرت السفينة الى البحر الاسود، حيث قضى نحبه 781 يهوديا نجحوا في الفرار من اوروبا. لقد حكمت سياسة الكتاب الابيض بالموت على مئات الالاف الذين كان يمكنهم أن ينجوا.

 

في تموز 1945، مع نهاية الحرب، فاز حزب العمال بالانتصار في الانتخابات وانطلق تنفس للصعداء في بلاد اسرائيل. ولكن التوقع في أن يقلب حلفاء حزب العمل الصهيوني في بريطانيا رأسا على عقب سياسة الحكومة البريطانية تجاه المشروع الصهيوني اصيب بخيبة أمل مريرة.

 

في السنوات الثلاثة التالية وصلت العلاقات بين بريطانيا والحركة الصهيونية الى درك اسفل غير مسبوق. فقد استجدى بقايا يهود اوروبا للوصول الى بلاد اسرائيل، ولكن حكومة العمال اصرت على مواصلة تطبيق سياسة الكتاب الابيض. في سنوات الحرب علل البريطانيون هذه السياسة بالحاجة الى تأييد العالم العربي (والذي لم يحظوا به). والان عملوا انطلاقا من العناد الاعمى، الذي تتبل بلاسامية وزير الخارجية من حزب العمال، آرنست بوين. واللاجئون الذين امسك بهم في الطريق الى بلاد اسرائيل ارسلوا الى معسكرات اعتقال في قبرص. أما اولئك الذين ابحروا في سفينة اكسودس، فقد اعيدوا الى هامبورغ. واصبحت المشانق رمزا لسياسة الحكومة البريطانية في بلاد اسرائيل. فقد حبس الالاف في عكا، في اللطرون، في القدس وفي بيت لحم؛ واجلي المئات الى افريقيا وامتلأت ايدي الجلادين للعمل.

 

مع اندلاع المعارك بين اليهود والعرب في اعقاب قرار التقسيم في الامم المتحدة، لم تتردد حكومة العمال في الايضاح أي جانب تؤيد. فقد حاولت الدبابات البريطانية اعاقة مقاتلي الارغون (ايتسل) ممن تقدموا الى يافا. وقاد ضباط بريطانيون الفيلق العربي الاردني، الذي سلحه البريطانيون وشارك مشاركة فاعلة في الجهد العربي المشترك لتصفية الدولة اليهودية التي قامت لتوها. فقد احتل يهودا، السامرة والقدس الشرقية، بالحي اليهودي فيها. وقال بوين لتشرتشل ان العرب يوشكون على الانتصار. ولكن التأييد البريطاني للاجتياح العربي لم ينجح في منع انتصار دولة اسرائيل.

 

ثمانية اشهر فقط بعد قيام دولة اسرائيل، وبعد اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بها، تفضل البريطانيون بالاعتراف بها. بالمقابل، اعترفت حكومة العمال بضم الاردن للمناطق التي احتلها الاردنيون. وفقط دولة واحدة اخرى اعترفت بهذا الضم – الباكستان.

 

مبادرة حزب العمال في البرلمان تستوي مع عداء الحزب للصهيونية وللدولة اليهودية في الماضي. مثلما كان في الماضي الآن أيضا.