خبر الولايات المتحدة: الشؤون الخارجية في المركز -اسرائيل اليوم

الساعة 09:38 ص|20 أكتوبر 2014

الولايات المتحدة: الشؤون الخارجية في المركز -اسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: سيكون لسياسة الادارة الامريكية الحالية الخارجية تأثير في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ لصالح الجمهوريين كما يبدو - المصدر).

أصبحت محاربة داعش قبل انتخابات مجلس النواب الامريكي بأقل من ثلاثة اسابيع، أصبحت من العوامل المؤثرة المحتملة في نتائجها لمصلحة الجمهوريين في الاكثر، وهذه هي السخرية مجسدة لأن الخبراء واصحاب استطلاعات الرأي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ولا سيما الشؤون المتعلقة بالشرق الاوسط، قد تنبأوا منذ وقت ليس ببعيد بأنه لن يكون لذلك أي تأثير في الانتخابات – بل زعموا أن المنافسة تعوزها سمات ايديولوجية وأن المقترعين سيحددون انتخابهم بحسب نظرتهم للرئيس اوباما. وهذه الحقيقة ايضا – أي أن يكون الرئيس ذا دور مركزي جدا في تقديرات الاقتراع – مفاجئة جدا، لأن المصلحة المحلية في هذا النوع من الانتخابات هي الحاسمة على نحو عام لا الرؤية القومية العامة. وسيكون التصويت هذه المرة تصويتا بالثقة بمجرد تأدية اوباما لعمله.

وقد عبر عن ذلك ايضا تناول الجمهور للشأن الاقتصادي الذي كان يفترض أن يساعد الديمقراطيين – برغم أن الادارة يمكن أن تنسب الى نفسها انجازات حسنة في هذا المجال منها انخفاض مدهش لنسب البطالة، بيد أن استطلاعات الرأي تشهد على أن أكثر المستطلعة آراؤهم لم ينسبوا التحسن الى سياسة الرئيس.

قبل سنتين فقط أعلنت الادارة تحويل محور سياستها الخارجية والامنية من الشرق الاوسط الى جنوب شرق آسيا، ويشمل ذلك إجلاء كل القوات الامريكية عن العراق وإجلاءً كاملا تقريبا عن افغانستان، ومضاءلة مقدار "محاربة الارهاب". وآنذاك بدأ كل شيء ينفجر في وجهها كأنما يسخر منها؛ ففي سوريا بدأت حرب أهلية دامية، وفي ليبيا قتل السفير الامريكي، وانتشر أتباع القاعدة، وفي مصر حدث انقلاب سياسي لم تفهم الادارة معناه الايجابي ولم تعرف كيف تواجهه – وفجأة ظهر فوق المسرح عامل قوي إسمه داعش. وأحدثت صور قطع الرؤوس وفيها رؤوس امريكيين، والفظائع الاخرى، أحدثت زعزعة عميقة بين الجمهور الامريكي – وحولت الإبرة في البوصلة السياسية من معارضة شاملة لتدخل امريكي ما فيما يجري في الشرق الاوسط الى تأييد متزايد وإن يكن ما زال محدودا.

وشعر الرئيس اوباما ايضا بأن امريكا لم تعد قادرة على مراقبة الامور من موقف المتنحية واستقر رأيه على عملية عسكرية، جوية في الاساس موجهة على داعش، ويبدو أنه أمل ايضا أن يستطيع اعادة بناء مكانة زعامته المصابة. وبرغم أن الجمهور الامريكي أيد قراره لا يتجلى ذلك في هذه المرحلة في تحسن تأييده السياسي وتأييد حزبه.