خبر إعتراف- هآرتس

الساعة 09:35 ص|20 أكتوبر 2014

بقلم: أوري مسغاف

(المضمون: للمُشهرين بالمهاجرين من البلاد أقول إن من حق كل انسان أن يبدي رأيه على أن نعرف مسبقا ما هي حالته الاقتصادية – الاجتماعية وابدأ بنفسي - المصدر).

 

تبين في نهاية الاسبوع بأن المحاولات التلقائية للتشهير بصورة مبادر الاحتجاج من برلين فشلت. يتبين أنه ليس يساري متطرف/ نشيط حزبي/ ذو مصلحة اقتصادية/ مقتلع اسرائيل. هو مجرد ضابط مسرح إبن 25، صهيوني "يموت على الدولة"، على حد تعريفه، إبن طيب من رمات غان وخريج "بليخ" لم ينجح في أن يرى هنا مستقبلا اقتصاديا وذُهل حين اصطدم عن كثب بالبديل الاوروبي. منذ البداية كان واضحا بأن الجهود الفزعة لمهاجمته، بدلا من التصدي للواقع الذي يصفه، مآلها الفشل. هكذا هو الحال دوما حيث يتم التصدي للمدعي وليس لادعائه.

 

غير أنه قد يكون حان الوقت لأن نجري بالذات سياقا معاكسا: أن نفهم هل يوجد ما يميز من يقف ضد الاحتجاج، وهل يمكن أن نتعرف من هذه المزايا على الموضوع نفسه. على أي حال فان ادعاءات معظمهم ضعيفة بما يكفي (اولئك الذين تكبدوا على الاطلاق عناء طرح الادعاءات ولم يشتموا فقط). كان هناك من شدوا حدود البحث نحو السخافة. وزير المالية يئير لبيد، الذي امتطى نحو منصبه احتجاج غلاء المعيشة، ويُقدر ماله بعشرين مليون شيكل، وصف المهاجرين بأنهم "عصبةكريهة ممن هم ما بعد الصهاينة" يسيرون نحو "وعاء الطعام".

 

وهزأت مذيعة الراديو عيرين لينور من اولئك الذين ينتقلون الى "دولة القتلة" ويُبخسون دم جدهم وجدتهم. وسار بعيدا بني تسيبر الذي أعلن من على صفحات "هآرتس" بأن من يهاجر الى برلين وينتقد اسرائيل هو بربري، عديم الثقافة وعديم الاحترام الذاتي. وهذا لماذا؟ لأنه عديم الولاء لوطنه، خلافا مثلا لجموع الالمان الذين تبقوا موالين لوطنهم حتى عندما أصبح نازيا. ولمن وجد نفسه يفرك عينيه في ضوء ما يقرأ، سارع تسيبر لأن يوضح: "واضح أنه كانت آثار هدامة للولاء الالماني الأعمى هذا... ولكن من قال أنه كي يكون المرء إبن ثقافة هو أمر بسيط؟".

 

كان هناك منتخبون من الشعب ورجال اعلام ممن تحفظوا من الاحتجاج الجديد بطريقة موضوعية وأكثر انضباطا. وتساءل بعضهم اذا كان غلاء المعيشة هو حقا مسألة مشتعلة بهذا القدر. آخرون اعترفوا بوجود المشكلة، ولكنهم تساءلوا اذا كانت تبرر "التخلي عن الوطن"، غير أن هم ايضا وكذا سابقوهم ينتمون، بلا استثناء تقريبا، لطبقة عمرية واقتصادية مميزة جدا. بينما الازمة وانعدام الأمل، بشكل عام، هما من نصيب وحدة عمرية وطبقية اخرى.

 

في ضوء ذلك يُخيل لي انه حان الوقت لصياغة مدونة اخلاقية أساسية للبحث في غلاء المعيشة وفي الاحتجاج الاقتصادي – الاجتماعي: كل واحد بالطبع يمكنه أن يشارك وأن يبدي رأيه بحرية، ولكن فقط بعد اعتراف قصير ووحيد، من خلال الاجابة على الاسئلة التالية: ما هو عمرك؟ أين تربيت؟ ما هي الطبقة الاقتصادية لأبويك؟ هل تلقيت منهما شقة كهدية أو كإرث؟ هل تحوز منازل وسيارات؟ ما هو وضعك التشغيلي؟ هل الدخل الشهري لعائلتك أعلى من الدخل الاوسط في اسرائيل؟ هل مجموع أرصدتك في البنك يوجد في الزائد؟ وما هي حالة حساب الجاري مدين خاصتك في نهاية الشهر؟ هذه هي الاسئلة التي هي مثابة المحظور في اسرائيل. وها أنا أتطوع لنشرها. أنا وزوجتي إبنا اربعين. تربينا في الكيبوتسات. آباؤنا وأمهاتنا أجيرون. لم نتلق منهم شقة، ليس في حوزتنا منزل ولا سيارة ايضا. كلانا نعمل بشكل متواصل منذ أن تسرحنا من الجيش. دخلنا أعلى من الدخل الاوسط. مجموع أرصدتنا في البنك توجد في المدين، ونحن لا ننهي الشهر. الآن تعالوا نتحدث.