رغم العدوان الزيتون بكميات وفيرة..

بالصور للزيتون والاحتلال قصة عداء لا تنتهي.. وزيتها يضئ رغم ظلمة الحرب

الساعة 03:50 م|15 أكتوبر 2014

غزة- خاص

"قبل أيام كانت الدموع تجري كالنهر بين فتحات وجنتيها، وكانت صورتها تدمي القلب، وفجأة ارتسمت الفرحة على كل تفاصيل وتجاعيد الكبر التي غطت وجهها لتبدأ مسيرة النضال من جديد رغم الدمار والخراب الذي لحق "بكرم الزيتون" أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

المسنة أم عبد الله وأثناء تفقدها للمرة الأولى بعد الحرب "لكُرومها" وجدت آثار القنابل الإسرائيلية وهي تخترق الأرض لتقتلع جذور الشجر الشامخة كشموخ الجبال ولاحظت المسنة بأن المدفعية الإسرائيلية كانت تستهدف كل شبرٍ من أرضها بإلقائها نحو 10 قنابل مدفعية متفرقة ولسان حالها يقول: "الاحتلال يفشل في إخفاء التاريخ من جديد".

قصة الزيتون

ولأشجار الزيتون قصة خاصة مع الاحتلال الإسرائيلي فهي تثبت أحقية الفلسطينيين التاريخية لهذا الأرض لذلك يضمر لها العداء، ففي كل حرب يرتبكها الاحتلال في قطاع غزة يُصر على استهداف الأراضي الزراعية المكتسية بأشجار الزيتون علاوة عن استهدافها في الضفة الغربية بشكل يومي بقنابل الغاز والرصاص المعدني وملاحقة قاطفيها، معتقداً بأن ذلك سيخفي الآثار التاريخية التي تثبت ملكية الفلسطينيين الحقيقية لهذه الأرض.

وشجرة الزيتون من الأشجار المعمرة وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية. ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون ذو فوائد صحية وغذائية.

وتستخدم شجرة الزيتون لترمز للصمود والتمسك بالأرض في الثقافة الفلسطينية الحديثة مثلا، إلى جانب حضورها الواضح في الرموز والثقافة التقليدية باعتبارها رمزا وطنيا.

ذكرتها بأجدادها

المسنة أم عبد الله فقدت 15 شجرة زيتون في الحرب وبقي لها 5 أشجار أغصانها تبكي دماً لإصابتها بشظايا القنابل الإسرائيلية ورغم ذلك لم تتوقع المسنة بأن يدر الله البركة في أغصانها التي وضعت 54 رطلاً من حبات الزيتون ونحو 20رطلاً لزيت الزيتون.

يشار إلى أن وزارة الزراعة أعلنت عن بدء موسم قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية مؤكدة أن موسم الزيتون لهذا العام أفضل من العام السابق، على الرغم من تدمير قوات الاحتلال خلال حربها على غزة لأكثر من 20 % من شجر الزيتون.

أم عبد الله أكدت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، أن شجر الزيتون يذكرها بجدها ووالدها وزوجها فهو يروي تاريخ العائلة التي ضحت بأبنائها في الانتفاضة المباركة ومازالت تضحي بفلذات أكبادها، قائلة: "الاحتلال اتخذ طريقة جديدة للحرب معنا هذه المرة باستهداف الشاهد التاريخي لورثتي ولكنه فشل في تدميرها وسيفشل في اقتلاع ما تبقى من جذور فهي موجودة متشبثة بالأرض وسأعمل كل جهدي لكي تنمو وتزدهر من جديد وسأسلم المسؤولية لأحد أبنائي".

الحاجة المسنة أم عبد الله أكدت أن العام الماضي وضعت أشجار الزيتون كمية قليلة جداً لكن هذا العام رغم ما حصل للأشجار إلا أنها وضعت كمية كبيرة بحمد الله تعالى.

الزيتون انتصر

بينما أبو محمود أحد أبنائها الذي يقف على بعد 20 متراً يراقب أنابيب مصنوعة من المعادن وهي تخرق الأرض لتُخرج من باطن الأرض مياه جوفية، معلنة عن إنشاء بئر خاص للمياه فقال لمراسلنا: "ما فعله الاحتلال سيعود بإرادتنا وبصمودنا وصبرنا ولن يكسر عزيمتنا".

ويضيف أبو محمود ممسكاً غصن الزيتون المصاب متسائلاً: "لماذا تقتلع الأشجار من جذورها وتصاب بأغصانها فهل هي من قتلت المستوطنين والجنود؟..!، فما حصل لأشجار الزيتون في قطاع غزة هي معركة تاريخية لن ينجح الاحتلال في إخفاء أثارها مهما حاول أن يفعل".

ويشير أبو محمود لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أنه وأشقائه منذ انتهاء الحرب وقلة المياه وما شاهده من دمار لأشجاره دفعه ذلك إلى إقامة بئر للمياه لكي يسقي الزرع ويواجه المحتل من جديد بمعركة الصبر والصمود والتاريخ.

ويشير أبو محمود إلى أن أشجار الزيتون لها قصة خاصة مع المحتل فهي تروى تاريخ فلسطين قبل وجود الكيان الصهيوني وهو يحاول أن يطمس هذا التاريخ لكن كل محاولاته باءت بالفشل ولن ينجح في طمس تاريخنا وتراثنا وكل ما يثبت حقنا في هذه الأرض.

وشجرة الزيتون تعيش لفترات طويلة جداً ومعدل نموها بطيء وهناك الكثير من أشجار الزيتون المعمرة في سوريا وفي شرق المتوسط، حيث توجد مثلا أشجار في فلسطين يقدر عمرها بـ6000 عام.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شن حرباً ضروساً على قطاع غزة الشهر الماضي أستمرت 51 يوماً، دمر الاحتلال خلالها مئات الدونمات الزراعية خاصة التي كانت تحوي شجر الزيتون.


زيتون
زيتون
زيتون
زيتون
زيتون
زيتون
زيتون
زيتون