خبر زيارة عباس لغزة: حذارِ من الإيهام -اسرائيل اليوم

الساعة 10:19 ص|14 أكتوبر 2014

زيارة عباس لغزة: حذارِ من الإيهام -اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

 

(المضمون: اذا كانت حماس لا تريد حكومة الوفاق سوى تحسين حالتها الاقتصادية دون الالتزام بالارادة العالمية منها فيحسن أن تتخلى الحكومة الفلسطينية عن مشاركتها - المصدر).

 

مهما يكن حل الصراع فان لاسرائيل مصلحة في وجود عنوان فلسطيني واحد، ولها مصلحة في أن تتبنى حماس اتفاق اوسلو وتنزع سلاحها. ومن هذه الجهة كان انشاء الحكومة الفلسطينية المشتركة قبل نصف سنة بشرى مفرحة، وكانت مقاطعتها أو قطع الصلة بالرئيس محمود عباس بسبب انشائها، كانت خطأ. وكان من المفرح ايضا أن نسمع أنه عُقد في يوم الخميس الماضي اجتماع للحكومة الفلسطينية في غزة في منزل الرئيس عباس، وأن جميع الوزراء الذين يسكنون في الضفة الغربية جاءوا اليه بمساعدة حكومة اسرائيل السخية.

 

بيد أن السم في العسل لأن حكومة الوفاق الفلسطينية قائمة دون أن تمسك بقرني الثور ودون أن تحل الاختلافات الشديدة بين الحركتين السياسيتين الرئيستين: الحركة الفلسطينية الوطنية والاخرى الاسلامية. وهي مشكلة "تقنية" يبدو أنها جاءت من عالم احكام العمل، وحظيت بحل غير واضح وقد تشتعل في كل لحظة، والحديث عن دفع الرواتب الى العاملين في الامن في غزة، والحديث عن اكثر من 17 ألف شخص موالين لحماس والذين النفقة عليهم في واقع الامر هي نفقة على عصابة مسلحة معادية للسلطة الفلسطينية ولفتح. وهناك مشكلة اكثر جوهرية وهي تمسك حماس بابقاء السلاح والذخيرة في حوزتها، فما بقي الوضع كذلك فلا معنى حقيقيا لوجود حكومة مشتركة ولا للزيارة النادرة ايضا للحكومة الجديدة لقطاع غزة لأنه اذا بقيت غزة في واقع الامر تحت سيطرة حماس، تحت مظلة السلطة الفلسطينية، فالحديث عن إيهام بالوحدة ينبع كله من دفع حماس الى مشكلات ميزانية.

 

وتوجد مشكلة ثالثة ايضا وهي أن أحد الاتفاقات التي مكنت من انشاء الحكومة الفلسطينية الحالية هي التوجه الى انتخابات في غضون اشهر قليلة. ولن تكرر أية حكومة اسرائيلية خطأ اريئيل شارون البالغ ولن تعترف بانتخابات تشارك فيها حماس (بخلاف كامل لاتفاق اوسلو

 

الذي يقضي بأنه لا يستطيع أي انسان أو منظمة يحرضان على العنف المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني)، اذا لم تقبل حماس شروط الرباعية. ومعنى ذلك أنه حتى لو اتفق الفلسطينيون بينهم على موعد الانتخابات ودستور الانتخابات فلن تُجرى هذه الانتخابات.

 

وخطر كل تلك الاشياء هو أنه اذا كان كل ما تريده حماس هو أن تحظى بجزء من ميزانية السلطة الفلسطينية وربما بموافقة على انتخابات ايضا دون أن تقبل مطالب العالم منها، فانها ستجعل السلطة الفلسطينية في وضع المسؤولية عما يحدث في غزة دون سيطرة حقيقية.

 

يجب على الحكومة الفلسطينية أن تحدد لنفسها جدولا زمنيا تنزع حماس سلاحها في اطاره. واذا تبين لها أن الحديث عن مسار لا أمل منه فيحسن أن تعلن لنا وللعالم أنها تسحب يدها من المسؤولية عن غزة قبل أن ندخل في دوار لا حاجة له من العنف والقاء المسؤولية والرد.