خبر الزمن في طالحنا -معاريف الاسبوع

الساعة 10:17 ص|14 أكتوبر 2014

الزمن في طالحنا -معاريف الاسبوع

بقلم: اسحق بن نير

 (المضمون: الويل لنا اذا ما رفضنا اقتراح السيسي أو تملصنا منه، اذا امتنعنا عن أن نوقف بالمفاوضات ابو مازن في عدوه، كداعش سياسي، يحصل على سيطرة حقيقية على القطاع، وكمن يهدد من أنه اذا لم يقرر مجلس الامن الموعد لانسحابنا الى خطوط 67، فسيحل السلطة – وكل المسؤولية عن الفلسطينيين في جزئي فلسطين ستقع على كاهلنا - المصدر).

 

في الايام الصعبة، حيث تدور العاصفة حولنا، والمقاتلون الاكراد البواسل في الموصل وفي كركوك في العراق وفي كوباني في سوريا يضحون بانفسهم في مواجهة موجات التسونامي الجنكيزخانية لداعش؛ وحين ترفع اعمال القصف الامريكية وشركائهم المزعومين على قوات الاسلام المتطرف العتب؛ وحين يدير اردوغان مزدوج الاخلاق حسابات القوة ويختفي الافق في الدم – يشرق خطاب الرئيس المصري السيسي في اجتماع الدول لاعمار غزة كشعاع الشمس الذي يخترق السحب السوداء فوقنا، ليبث فينا الامل والتفاؤل.

 

يتحدث السيسي الينا والى الائتلاف الحاكم، الذي يغلق عينيه؛ الى الحكومة المغرورة التي توهم نفسها وتوهمنا بافعالها وبقصوراتها بانها تقودنا الى مستقبل آمن. السيسي، الزعيم العربي الاول الذي يأخذ اسرائيل بالحسبان كجزء من الاتحاد الامني – السياسي الاقليمي، يطلب منا أن نوافق على البحث في اقتراح السعودية والجامعة العربية كأساس لاتفاق سلام اقليمي – وقبل كل شيء، الموافقة على الدولتين للشعبين، اليهودي- الاسرائيلي والفلسطيني – العربي.

 

لقد اعتقد فهيمياهو خاصتنا، مع ابتسامته الصغيرة والذكية اكثر من كل شخص آخر، بان تموضعنا بين مصر، السعودية، دول الخليج والاردن سيسمح لنا أن نتجاهل فلسطين وان ننخرط في المنطقة – ولكن هذا كما يتبين لن ينجح: فكل شلل، كل جر للوقت، تذاكٍ، تلبث عابث أو ازدواجية لسان، كل امتناع عن اعداد خطة سلام مقبولة، وكل استخفاف بالشريك (الذي ظهر كمبادر سياسي نشط في كل ما يتعلق بعزل اسرائيل حتى بين اصدقائها القلائل وبعرضها كرافضة للسلام) سيعمل فقط في طالحنا.

 

وفي مقال مؤطر: خطة سلام اسرائيلية يجب أن تكون مشروطة بحكم واحد على الضفة والقطاع، رفض كل حزب فلسطيني سياسي يؤيد أو يعنى بالارهاب، بقبول العودة الى حدود 67 مع تعديلات حدودية، وقف مطلق لاعمال الارهاب والمبادرات المناهضة لاسرائيل من جهة، ووقف تام للاستيطان والبناء الاستيطاني، حتى انهاء المفاوضات. اسرائيل ملزمة بان تقترح مبادرات مثل المعبر الفوقي او التحتي من القطاع الى الضفة، و/او شق قناة بحرية من البحر المتوسط أو من خليج ايلات – العقبة الى البحر الميت، بما في ذلك لضخ المياه وكذا للابحار ومشاريع الطاقة، الخدمات والسياحة، على ضفتي القناة. وسيكون تمويل المبادرات بمساعدة دولية وبتنفيذ اسرائيلي، فلسطيني واردني، كمحفز للاعتراف المتبادل والتعاون، في عمل الشباب من الشعوب الثلاثة، ممن سيؤهلون لذلك. وبالطبع، حدود متفق عليها ونهائية والتوقيع بان ليس للاطراف بعد الان ادعاءات ومطالب متبادلة.

 

اضغاث احلام. ولكن على الاقل يبقى الحلم. في هذه الاثناء، أدرنا ظهر المجن لكل الساخرين والمهددين، من اوري ارئيل مبتز الاموال وحتى يريف لفين الديمقراطي ("اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة"، قال أمس في الراديو مبادر القوانين المناهضة للديمقراطية، حين طلب اليه التعقيب على تصريحات الرئيس المصري). الويل لنا اذا ما رفضنا اقتراح السيسي أو تملصنا منه، اذا امتنعنا عن أن نوقف بالمفاوضات ابو مازن في عدوه، كداعش سياسي، يحصل على سيطرة حقيقية على القطاع، وكمن يهدد من أنه اذا لم يقرر مجلس الامن الموعد لانسحابنا الى خطوط 67، فسيحل السلطة – وكل المسؤولية عن الفلسطينيين في جزئي فلسطين ستقع على كاهلنا.

 

ما الذي يعيدنا الى المفاوضات مع الفلسطينيين؟ فقط اذا ما تقدم لبيد، لفني وليبرمان انذارا لتفكيك الحكومة اذا لم نعد الى المفاوضات مع خطة مرتبة، حينها فقط سيتحرك شيء ما. ربما. اذا ما وجد "يوجد مستقبل" و "الحركة" الشجاعة للقيام بفعل ما، سيعود الامل بمستقبل افضل. وهذه ليست مجرد آلاعيب لفظية.