خبر حماس ترفع السعر- يديعوت

الساعة 09:39 ص|13 أكتوبر 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: تحاول حماس أن ترهق الجمهور الاسرائيلي والقيادة بتفاوض لاعادة جثتي مقاتلي الجيش الاسرائيلي وفي ذلك امتحان لاعصاب المجتمع الاسرائيلي وللقيادة الاسرائيلية خاصة - المصدر).

 

تنوي حماس أن تبتز اسرائيل بتفاوض مرهق في أجزاء جثث الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في "الجرف الصامد"، بالضبط بحسب التدبير الذي نجح نجاحا جيدا في قضية جلعاد شليط. يتبين من تصريحات قادة حماس في الاسابيع الاخيرة ومن معلومات اخرى أن المنظمة لم تدرك وضعها الحقيقي في الساحة الاقليمية، وهي تستعد لجعل التفاوض في أجزاء الجثث حملة إذلال لاسرائيل ولتعظيم انجازاتها في عملية الجرف الصامد حتى لو أضر هذا السلوك بايقاع اعمار قطاع غزة.

 

في المباحثات التي سبقت قبيل الهدنة، قبل انتهاء القتال الرسمي، بدأ الطرفان باتصالات لتنفيذ صفقة ممكنة لاطلاق سراح سجناء فلسطينيين عوض جثتي جنديي الجيش الاسرائيلي اللذين اختطفا في القتال في غزة. وكان فرض البدء أن حماس ستحاول أن تحرز اطلاق سراح سجنائها المسجونين في اسرائيل في حين ستحد اسرائيل الثمن ليكون اطلاق سراح رجال حماس الذين اعتقلوا في عملية الجرف الصامد فقط.

 

وحاولت اسرائيل من البداية أن تشمل هذه الاتصالات في قناة التفاوض العام في الهدنة مع حماس، أي أن تُحدث وضعا تكون فيه صلة بين التقدم في التفاوض في الهدنة وبين اعادة الجثتين. وكان يجب أن يكون الثمن الذي يفترض أن تدفعه اسرائيل جزءا من "الدفع" عن الصفقة العامة لهدنة دائمة. بيد أن حماس عارضت ذلك معارضة شديدة وطلبت اجراء تفاوض في قناة مستقلة لا صلة لها بالتفاوض لوقف اطلاق النار، وهذا ما حدث آخر الامر إذ فُصل التفاوض لاعادة الجثتين عن المسار المصري للهدنة الذي كان لحماس فيه دور ثانوي فقط. وأرادت حماس أن تلقى اسرائيل وحدها بوساطة وسطاء يقرقرون حولها كما حدث في الماضي، ومنذ اللحظة التي تكمشت فيها اسرائيل نشأت الحاجة الى أن يُعين سريعا رئيس فريق تفاوض في الاسرى والمفقودين بدل دافيد

 

ميدان الذي طلب انهاء عمله. وعُين لذلك المنصب العقيد (احتياط) ليئور لوتان، ودخل التفاوض منذ تلك اللحظة في سير عملي.

 

بدأت حماس في الاسبوع الماضي حربا نفسية وهي لا تتخلى عن أية حيلة نجحت في الماضي على المجتمع الاسرائيلي. وقد بدأت تطلق سلسلة تصريحات تشير الى احتمال أنها تملك أكثر مما نعرف، وأن زعم اسرائيل أن الحديث عن أجزاء جثث كاذب. وتتجاهل حماس في واقع الامر حقيقة أن اسرائيل أعلنت بأن الملازم أول هدار غولدن والرقيب أول أورون شاؤول مفقودان. ففي لقاء صحفي مع صحيفة "القدس" نشر في الايام الاخيرة زعم مصدر من حماس أنه "توجد عندنا مفاجآت اخرى لاسرائيل". وقال ايضا: "اذا استمرت اسرائيل على اظهار الرفض والاعتماد على المعلومات الخاطئة التي لديها فانه ينتظرنا تفاوض صعب وطويل".

 

وتكررت معادلة شليط ايضا فيما يتعلق بالافراج عن معلومات. ويكرر مسؤولون كبار في حماس قولهم في كل فرصة أن اسرائيل مطلوب منها أن تدفع عن كل معلومة تتعلق بمصير جندي من الجيش الاسرائيلي موجود لديها. أتريدون أن تعرفوا ما هو وضع جثث المخطوفين؟ إدفعوا أولا. وتريد حماس، كما كانت الحال في قضية شليط، أن تحطم الروح المعنوية للجمهور الاسرائيلي بنشر اشاعات أنها لا تملك أجزاء جثث فقط.

 

وتعرض حماس على الداخل صورة لصفقة تبادل أسرى كبيرة جدا وتُحدث توقعات لدى السكان الفلسطينيين لانجازات مدهشة واطلاق واسع لأسرى. وثمة حيلة نفسية اخرى اصبحنا نراها اليوم في شوارع غزة وهي صور ضخمة لاورون شاؤول. وقد كانت هذه الصور ذات مرة لشليط، وقد علقت في أنحاء القطاع وذكرت الجمهور الفلسطيني بانجازات حماس وإذلال اسرائيل وأحدثت توقعات صفقة كبيرة. واصبحت الآن صور مقاتل جولاني الذي قتل في كارثة ناقلة الجنود المدرعة ولم يُعرف موضع دفنه.

 

يفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من محادثات الهدنة التي يفترض أن تثار فيها قضايا كانشاء ميناء ومطار في غزة في مقابل نزع سلاح القطاع – في 28 من تشرين الاول في القاهرة. ومن المنطق جدا أن نفرض أن تجدد حول هذا التاريخ بصورة رسمية ايضا الاتصالات لاعادة أجزاء الجثث التي لدى حماس الى اسرائيل، وهذا امتحان آخر لأعصاب المجتمع الاسرائيلي وللقيادة الاسرائيلية في الأساس.