خبر ليس فقط بسبب غلاء المعيشة- هآرتس

الساعة 09:38 ص|13 أكتوبر 2014

ليس فقط بسبب غلاء المعيشة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"احتجاج برلين"، الذي أخذ ينال الزخم، يخرج عن الانشغال بأسعار الميلكي ومسألة غلاء المعيشة بشكل عام – وهي مشكلة مقلقة بحد ذاتها، لم تتمكن حكومة نتنياهو من معالجتها رغم شدة الاحتجاج الاجتماعي في 2011.

 

يعكس الاحتجاج تطلع جيل شاب لشكل الحياة الذي بات متعذرا في اسرائيل القومية – الدينية المتطرفة، رغم أن اجزاء واسعة من السكان لا يزالون معنيون به – حياة علمانية، ليبرالية وغربية.

 

عندما لا يعرض رئيس الوزراء اي رؤيا سياسية، او خطة لتحسين جودة الحياة في اسرائيل، بل مجرد سلسلة سيناريوهات كارثية لابادة الشعب اليهودي؛ عندما يوجه أفضل مقدرات الدولة الى العناية بالمستوطنات في المناطق المحتلة بدلا من الاستثمار في رفاه مواطني اسرائيل؛ عندما تتعرض سلطة القانون لهجوم لا يتوقف، وتتعرض حريات الفرد للتهديد المرة تلو الاخرى، وتغرق الكنيست بمشاريع قوانين مناهضة للديمقراطية – فان الشباب المثقف ذا الاتصال بالعالم الغربي لا يجد سببا منطقيا للعيش هنا.

 

ان الانتقاد العنيف ضد "المهاجرين" والذي يترافق بشكل تلقائي مع ذكر الكارثة – يؤكد لب المشكلة. فالمنتقدون، وعلى رأسهم المنتخبون من اليمين، لم يستوعبوا بان جزءا هاما من الجمهور في اسرائيل يتطلع، وعن حق، الى حياة طبيعية، بدل حياة الخوف، الانطواء والقلق في ظل الكارثة.

 

قسم كبير من الجمهور في اسرائيل يطالب، وعن حق، بعيش معقول، في ظروف اقتصادية – اجتماعية معقولة، وهي غير مستعد لان يكتفي بعد الان بالصمت والتفادي باسم ملك الامن. قسم كبير من الجمهور لا يريد حكما قوميا – دينيا، يتدخل بشكل فظ في حياة الفرد، ويفرض عليه قيما غريبة عنه، بل وغير معني بدولة تميز بين مواطنيها وتسيطر على شعب آخر.

 

ان المحاولات لاتهام هؤلاء المواطنين الكثيرين بمناهضة الصهيونية او بمناهضة الوطنية تشوش الواقع الاشكالي والسبل لحله. المشكلة ليست في المغادرين بل في سلطة اليمين التي لم تتمكن من أن تعرض على الشباب مستقبل افضل من الحياة على الحراب في ظل الاستعباد الاقتصادي المنهك. لقد جعل اليمين اسرائيل مكانا ينقصه الامل، من لديه امكانية تشغيلية او اقتصادية يغرى الا يسكن فيها. وعلى هذا يجب محاسبته، وليس محاسبة المغادرين الى برلين.