خبر من اختبأ وراء اولاد روضة الاطفال- هآرتس

الساعة 08:56 ص|12 أكتوبر 2014

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: يُحرم الاسرائيليون على الفلسطينيين أن يخبئوا السلاح تحت المستشفيات والعيادات ورياض الاطفال في حين كانت المنظمات الصهيونية كلها تخبيء السلاح من البريطانيين في الاماكن أنفسها بالضبط - المصدر).

إكتظ الكنيس بالمصلين فقد كان اليوم يوم الغفران، وكانوا يطلبون العفو والمغفرة، ويحاسبون أنفسهم. وأشك في أن أحدا ما منهم لاحظ اللافتة الزرقاء التي نصبت هناك بالقرب من مدخل دار العبادة، من قبل وزارة الثقافة والرياضة، ومجلس الحفاظ على المواقع التراثية في اسرائيل وقرية رشبون الزراعية: "وصل مستوطنو رشبون الى الارض في شباط 1936 وبعد ذلك بشهرين نشبت احداث تلك السنة... وقد اشترى السكان اسلحة للدفاع عن انفسهم لكن البريطانيين حكام البلاد حذروا من حيازة السلاح ولهذا تم اخفاءه في قبو بني تحت أسس المبنى العام الاول. وكان في ذلك المبنى موقع استهلاك وعيادة وروضة اطفال، وكان دخول مخزن السلاح السري من مراحيض روضة الاطفال".

همم... أمخزن سلاح في روضة اطفال؟ أوَ قبو تحت عيادة؟ أوَدخول عن طريق مراحيض الروضة؟ يا ويل الاعين التي تقرأ هذا: إن منظمة الهاغاناة استعملت سكانا مدنيين درعا بشرية استعمالا مستخفا؛ وأخفت سلاحا في عيادات ورياض اطفال وعرضت للخطر بذلك غير المقاتلين. والاستنتاج قاطع وهو أن اولاد روضة رشبون كانوا مستحقين للموت، وكان من حق البريطانيين إن لم نقل من واجبهم أن يفجروا هذه الروضة والعيادة الملاصقة لها ايضا لأنه أُخفي سلاح في قبويهما

كما في مستشفى "الشفاء" بالضبط وكما في مدارس وكالة الغوث بالضبط التي اصبحت ملجأ للاجئين من اهوال الحرب. وزعمت اسرائيل أنه أخفي سلاح في أقبائها ولهذا كان يجوز لها أن تقصفها. ونقول بالمناسبة إن البريطانيين أجروا تفتيشات في رشبون ولم يجدوا شيئا وهم على كل حال لم يخطر ببالهم أن يفجروا روضة اطفال لأنها استعملت كمخزن للسلاح.

وليست رشبون وحدها، فلم تكن بلدة يهودية في هذه البلاد لم يكن فيها مخزن سلاح في قلب "تجمعات سكانية مدنية". ففي عين غنيم تم تخبئة سلاح في داخل كنيس (فهل يجوز قصفه)؛ وفي نهلال تحت منشأة لاستجرار بول الابقار (فهل يجوز قصفها)؛ وكان مخزن سلاح الدمع في ساحة بيت في حي بوروخوف في جفعتايم (فهل يُقصف بالمدافع)؛ وكان مخزن سلاح مقهى بيلتس في تل ابيب في مخزن مشروبات (فهل يُخرب). ولم تتخلف الايتسل ايضا عن مثل ذلك فقد انشأت مخزن سلاح تحت التابوت المقدس في كنيس هحورفاه في البلدة القديمة في القدس. فهل كان سلاح في كنيس؟ هذه هي سخرية المنظمات. وقد استعملت المدارس مواقع تدريب بل استعملت ورشات لصنع السلاح، وفي الليالي أدى فيها اعضاء الهاغاناة الشباب يمين الولاء في مراسم عسكرية. وتوجد الآن في شوارع المدن لافتات تذكر بفخر كيف كانت توجد مخرطة سلاح أو مخزن ذخيرة أو موقع تدريب لأنه هكذا تعمل حركات التحرير ومنظمات العصابات والارهاب، أي في وسط السكان المدنيين.

يوجد اسرائيليون كثيرون يعرفون كل ذلك؛ ويعرف مؤرخون وخريجو المنظمات الاشارة الى كل مخزن سلاح، لكن قليلين يتجرأون على الاشارة الى التناظر التاريخي. فلم يقم أحد في اسرائيل بازاء الدعاية الاسرائيلية التي اتهمت حماس باستعمال السكان المدنيين، وبازاء شتى التسويغات والتعليلات المريبة لقصف المساجد والمدارس والعيادات والملاجيء – لأنه خُبيء فيها سلاح فقط – لم يقم ليقول: وماذا فعلت منظماتنا حينما حاربت حكام البلاد؟ ففي اسرائيل لا تحل المقارنة بين اليهود والفلسطينيين بأي شأن تقريبا، فحماس منظمة ارهاب أما الايتسل فلا. لكن الحقيقة هي أن الفلسطينيين يواجهون احتلالا أقسى واطول ولهذا فان مقاومتهم أعنف.

تغير حكام البلاد منذ كانت احداث 1936 لكن يُحرم على بعض سكانها حيازة السلاح الآن ايضا. فيجوز لاسرائيل أن تتسلح ما شاءت لها نفسها لأنها ليست دولة معتدية بل تريد فقط أن تدافع عن نفسها، لكن لا يجوز في غزة حيازة زناد (وفي الضفة ايضا بقدر كبير). ولهذا يجب على الفلسطينيين أن يخفوا سلاحهم المحظور وهم يفعلون ذلك في المساجد والمدارس والعيادات كما

فعلت ذلك بالضبط الهاغاناة والايتسل. ويكون الدخول عن طريق مراحيض رياض الاطفال كما كانت الحال في رشبون.