خبر إسرائيل تتهّم روسيا بالتنصت على جيشها وتزويد دمشق وطهران بالمعلومات

الساعة 04:31 م|11 أكتوبر 2014

القدس المحتلة

يبدو أنّ إسرائيل تُحاول بشتّى الطرق والوسائل الضغط على روسيا لتغيير موقفها الداعم لكلٍّ من سوريّة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وتحديدًا عقب فشل رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، في إقناع الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، بإلغاء صفقة الأسلحة مع سوريّة.
وفي هذا السياق زعم أمس مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة الأولى الرسميّة في التلفزيون الإسرائيليّ، أمير بار شالوم، زعم، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، أنّ قاعدة التنصت التي استولى عليها الجيش الحر، في الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، والتي اتهمّت إسرائيل روسيا بإدارتها في مراقبة ومتابعة تحركات المعارضة السوريّة المُسلحّة والجيش الإسرائيليّ، زعم أنّه بالإضافة إلى المخابرات السوريّة، التي تلقّت المعلومات من الروس في القاعدة، قامت موسكو أيضًا بإرسال المواد التي تمّ جمعها إلى المخابرات الإيرانيّة.
وتاع المُحلل، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ موسكو تقوم بتزويد المخابرات الإيرانيّة والسوريّة على حدٍ سواء بالمعلومات التي تجمعها عن إسرائيل. كما لفت إلى أنّ الروس، بحسب نفس المصادر، يملكون بالقرب من ميناء طرطوس السوريّ، قاعدة تنصت أخرى، هدفها جمع المعلومات عن تحركات الجيش الإسرائيليّ ونقلها إلى كلٍّ من دمشق وطهران، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة.
وكان مسؤولون إسرائيليون حذّروا الإدارة الأمريكيّة من أنّ روسيا على وشك تسليم منظومة صواريخ “أرض – جو” لسوريّة، الأمر الذي سيعزز قدرة الأخير على درء أي تدخل خارجي لوقف الحرب الأهليّة الدائرة في بلاد الشام منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة، فإنّ المسؤولين الأمريكيين أبدوا اهتمامًا بالمعلومات الواردة إليهم من تل أبيب حيال صفقة أبرمتها دمشق مع موسكو لشراء منظومة “إس 300″ الدفاعيّة، ويعكفون الآن على تحليل معطياتها، رافضين في الوقت نفسه التعليق على الادعاءات الإسرائيلية بأن تسليم أولى دفعات المنظومة قد يتّم في فترة لن تتجاوز الثلاثة أشهر. وتُعتبر بطاريات “إس 300″، التي نُشرت لأوّل مرّة في الاتحاد السوفيتي عام 1979، واحدًا من أفضل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، إذْ لا يحتاج نشرها أكثر من 5 دقائق، كما أنّ قذائفها مختومة، مما يعني أنها لا تحتاج إلى صيانة مطلقًا.
ونقلت المصدار عن الناطق بلسان البيت الأبيض قوله إنّ واشنطن كانت واضحة جدًا في التعبير عن إحباطها من دعم روسيا لنظام الأسد، مشيرًا إلى أنّه تمّ التواصل باستمرار بين واشنطن وتل أبيب. جدير بالذكر أنّ روسيا كقوةٍ كبيرةٍ تُحاول استعادة دورها ومكانتها بين الأمم ولها طموحات كبرى في تعزيز أمنها القومي وتدعيم الاتحاد الروسيّ، ولعب دور أكبر على الساحة الشرق أوسطية والعالم الإسلامي. بينما إسرائيل لم تتخل عن دورها كحليف للغرب وانتقل ولاؤها من بريطانيا وفرنسا، وهما القوتان الاستعماريتان التقليديتان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتستند على الدعم الأمريكي العسكري والسياسي وتأثير الجاليات اليهودية واللوبيات اليهودية في أمريكا وأوروبا.
وبرأي العديد من الخبراء، فإنّ العالم العربي يأمل في تتعمق روابط روسيا مع الدول العربيّة، وأن يساهم الاتحاد الروسي في تقوية مواقع العرب الدولية وتصحيح التوازن المختل مع إسرائيل، على صعيد التسلح والتقنية الدفاعية، كما تتوقع روسيا أن تتعزز مواقعها التجارية والاقتصادية والإستراتيجية في العالم العربيّ، بحسب الخبراء نفسهم.