بالصور "الشهيد شادي عليوة: رحلة جهاد لن تنضب

الساعة 02:44 م|11 أكتوبر 2014

الاعلام الحربي

يعجز اللسان عن وصف هؤلاء الرجال الذين لا نعرف من أين سنبدأ الحديث عنهم  فسير هؤلاء العظماء مليئة بأجمل وأبهى الصور التي حفظت داخل عقولنا وعندما رحلوا تركوا لنا الأثر الطيب والجميل فهم الشهداء وهم من عالم لا يشبه أبداً عالمنا وكيف لا والله اصطفاهم ليكونوا تحت ظل عرشه وفي الفردوس الأعلى  يوم لا ظل إلا ظله، حديثنا اليوم عن رجل عشق الشهادة والشهداء فما كان من الله إلا أن يحقق له هذه الأمنية التي تمناها منذ أن لحق بهذا الركب الجهادي المقدس لتكون النهاية كما تمناها شهيداً مقبلاً غير مدبر، حديثنا عن الشهيد المجاهد شادي سلمان عليوة (أبو سلمان) .

 

البطاقة التعريفية بالشهيد شادي عليوة:

الاسم / شادي سلمان علي عليوة.

تاريخ الميلاد/ 13-6-1989م.

مكان السكن/ التفاح – الشعف.

الحالة الاجتماعية / أعزب.

الرتبة التنظيمية / مسؤول سلاح المدفعية لسرايا القدس بكتيبة التفاح.

تاريخ الاستشهاد/ 26/8/2014م .

 

ولد شهيدنا القائد الميداني شادي سلمان عليوة في حي التفاح وتربى في كنف عائلة محافظة تعرف ما لها وما عليها تجاه دينها ووطنها، وترتيب الشهيد هو الثاني بين إخوانه وعدد أفرادهم 9 أشخاص مع والديه، ودرس الشهيد في المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الشجاعية المشتركة وبعدها درس الثانوية في مدرسة يافا ووصل لصف الثاني الثانوي وترك الدراسة والتحق بدبلوم مهني ليحصل على شهادة في مجال صيانة الالكترونيات والطابعات.

 

وقال أبو أنس ابن عم الشهيد شادي عليوة كان الشهيد كل شيء للعائلة رغم ترتيبه الثاني بين إخوانه تحمل أعباء أسرته منذ الصغر فكان لهم بمثابة الأب والأم كان طيبا حنونا يحبه الجميع الجيران وأقاربه واحترامه للآخرين كان ملاكاً يمشى على الأرض رحمه الله.

 

انتماءه للجهاد والمقاومة

يكمل أبو أنس حديثه لــ"الاعلام الحربي": "انتمى الشهيد أبو سلمان لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ نعومة أظافره وتربى وترعرع في مسجد البشير في الشعف وهناك زاد حبه وعشقه لهذا النهج الطاهر والتحق بحلقات القرآن الكريم والذكر وبعدها ترقى في اللجان الدعوية داخل المسجد  ليرتقي بعدها في الأسر التنظيمية وترقى في الرتب التنظيمية فأصبح أميراً لإحدى الأسر ولكن حلم الشهيد كان أكبر فأصر على إخوانه القائمين على العمل الالتحاق بسرايا القدس وبعد إلحاح وإصرار كبير من الشهيد رشحه الإخوة للالتحاق بركب المجاهدين وبعد أن خاض كل الاختبارات اللازمة للالتحاق بالعمل العسكري تم قبول الشهيد ضمن صفوف سرايا القدس في عام 2006م.

 

وبعد قبوله في سرايا القدس عمل بصمت وسرية ولشدة إخلاصه وحرصه في العمل تدرج في العمل العسكري فعمل في وحدة المدفعية في كتيبة التفاح  وشارك في العديد من مهمات إطلاق القذائف وصواريخ 107 وأيضاً عمل ضمن ملف "الوضعية" التابع لسرايا القدس بلواء غزة وشارك إخوانه المجاهدين بإطلاق العشرات من صواريخ الجراد والقدس وكان له الشرف بأنه شارك في إطلاق صاروخ براق 70 على مدينة القدس المحتلة قبل استشهاده بيوم واحد فقط.

 

رجل لا يهاب الموت

ولمعرفة تفاصيل حياة الشهيد المجاهد شادي عليوة التقى "الإعلام الحربي" برفيق درب الشهيد في الجهاد والمقاومة "أبو صهيب" أحد مجاهدي سرايا القدس وممن رافق الشهيد في العمل العسكري، حيث قال:" شهيدنا شادي في معركة البنيان المرصوص لم يعرف الكلل ولا الملل وكان يشرف بنفسه على العمل أثناء التجهيز والإعداد لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال".

 

وأضاف: "شارك الشهيد أبو سلمان بالعديد من المهمات الجهادية بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون و107 وترقى في الرتب العسكرية وأعجبت القيادة بشخصيته لما تحمله من صفات فريدة، فرشح لتولي وحدة الإسناد والمدفعية في كتيبة التفاح".

 

وأكمل أبو صهيب حديثه عن الشهيد أبو سلمان: "عندما بدأت الحرب أصبح الشهيد يجهز نفسه ويستعد للمواجهة وبالفعل قام بإطلاق قذائف الهاون و صواريخ  107 على مستوطنات غلاف غزة وأمطرها بنار غضبه حتى هرب المغتصبين من مستوطناتهم".

 

وأردف قائلاً: "في بداية المعركة البرية وتوغل قوات الاحتلال قرب المناطق الحدودية وبالتحديد شرق حي التفاح قام شهيدنا بإمطارهم بعشرات القذائف من العيارات المختلفة وصواريخ 107 وقصف التجمعات العسكرية شرق التفاح والمقبرة الشرقية بالإضافة لمستوطنات غلاف غزة والمواقع العسكرية كموقع "نحال عوز" "وكفار سعد" و"كفار عزا" .

 

ويتابع أبو صهيب: "شارك الشهيد أبو سلمان في المجموعات الميدانية خلال الاجتياح البري وأوكلت له العديد من المهمات الميدانية القتالية برفقة عدد من المجاهدين مثل مهمات الرصد ونصب العبوات الناسفة وذلك بحكم أنة أيضا يعتبر أحد مجاهدي وحدة المغاوير في سرايا القدس ومن أبرز العمليات التي شارك فيها الشهيد خلال المعركة البرية حيث قام برصد قوة عسكرية خاصة من الجيش الصهيوني كانت تتحصن داخل أحد البيوت شرق التفاح وأطلق هو والمجاهدين الذين كانوا برفقته قذيفة "R.P.G"  تجاه هذه القوة وتمت إصابتها بشكل مباشر".

 

ويكمل: "قام أبو سلمان بتأمين مجموعة من الاستشهاديين لكي يصلوا إلى مناطق متقدمة جدا عند تمركز الآليات العسكرية شرق التفاح  فقام بفتح جدران المنازل وتنقل من منزل لآخر عن طريق هذه الفتحات وأوصل المجاهدين إلى المكان المراد الوصول له وأمن لهم كافة العتاد العسكري وكان حلقة الوصل بين المجاهدين والقيادة بسبب انقطاع آليات التواصل، وأيضا شارك بنصب عبوات جانبية وأرضية وشارك مع الأخوة في الوحدة الصاروخية وأطلق العديد من الصواريخ تجاه أرضينا المحتلة".

 

ومن أبرز العمليات التي نفذها الشهيد المجاهد شادي عليوة قال أبو صهيب: "قام بإسناد مجموعة عسكرية من كتائب القسام مكونة من 10 مجاهدين كانت محتجزة داخل نفق بالقرب من منطقة جبل الصوراني فتواصل مع الشهيد أحد قادة القسام بحي التفاح وطلب من الشهيد أبو سلمان بأن تقوم سرايا القدس بإسناد المجموعة المحاصرة لكي تخرج من النفق فقال أبو سلمان له سأتواصل مع القيادة وأبلغ القيادة وقالت له " نفذ ثم بلغ عن المهمة وأنقذ أرواح المجاهدين" وبعد أن أخذ الأمر قام الشهيد بإطلاق قذائف الهاون من عيار 80 ملم وصواريخ 107 باتجاه تمركز الآليات العسكرية في جبل الصوراني  وتمكن كل المجاهدين المحتجزين من كتائب القسام داخل النفق من الخروج سالمين وشكر المجاهدين من كتائب القسام الشهيد شادي عليوة والمجاهدين الذين كانوا برفقته.

 

يشار إلى أن الشهيد شادي عليوة شارك في العديد من المهمات العسكرية منها إطلاق الصواريخ والقذائف قبل معركة البنيان المرصوص فكان له صولات وجولات في أكثر من معركة خاضتها سرايا القدس مثل عملية كسر الصمت في مطلع هذا العام و كان له دور بارز فيها معركة السماء الزرقاء عام 2012 ومعركة بشائر الانتصار عام 2011 وعدوان عام 2008.

 

رحلة الخلود

ويتابع أبو صهيب رفيق دربه تعرض الشهيد شادي قبل استشهاده بعام إلى إصابات بالغة أثناء تجهيز أحد مرابض صواريخ 107 حيث أصيب عندما أطلق أحد الصواريخ، وأصيب حينها إصابات طفيفة تمثلت بحروق في أغلب أنحاء جسده وتعالج وكان يتابع أخبار عمله وهو مصاب لا يتوانى للحظة ولم يقصر أبداً عن متابعة ما يجري من حوله من تطورات داخل الميدان وكان يشارك المجاهدين في تربيض الصواريخ وهو مصاب بيديه التي لم تتعافى بعد من الحروق حتى أنه استشهد وجرحه لم يشفى بعد.

 

وقال في نهاية حديثه: "أوكل للشهيد أبو سلمان مهمة إطلاق صواريخ 107 على المستوطنات  فخرج الشهيد برفقة رفيق دربه الشهيد المجاهد سالم محمدين ونفذ الشهيد المهمة وأطلق رشقة صاروخية وهم عائدين من المهمة باغتهم صاروخ من طائرة استطلاع أصابهم إصابة مباشرة ارتقيا على إثرها الى علياء المجد والخلود وكان استشهادهم في اليوم الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار، ظهر يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014م  حيث ارتقيا بعد رحلة طويلة من الجهاد والعطاء".

 



الشهيد شادي عليوة

الشهيد شادي عليوة

الشهيد شادي عليوة

الشهيد شادي عليوة