خبر صحيفة : الأنــفــاق تحـتـضــر والـسـلـع الـمصرية الـمـهــربـــة مـرتفـعـة

الساعة 07:17 ص|11 أكتوبر 2014

غ

بدا أن أنفاق التهريب مع مصر دخلت مرحلة الاحتضار الفعلي، مع قيام السلطات المصرية بإغلاق المزيد منها، وتنفيذ إجراءات صارمة، نجحت في الحد من عمليات التهريب، التي كانت تنفذ عبر الحدود المشتركة مع قطاع غزة.

فقد نتج عن تلك الإجراءات وفقا لصحيفة "الايام"، التي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الثمانية الماضية، خلق حالة شح في معظم أنواع السلع المهربة، خاصة السجائر بجميع أنواعها، حيث واصلت الأخيرة ارتفاعها بشكل غير مسبوق، ووصلت إلى مستويات قياسية لم تصلها منذ العام 2007.

فقد ارتفعت أسعار بعض الأنواع في غضون أسابيع ما يزيد على 150%، بينما اختفت أنواع أخرى من الأسواق، ما أجبر آلاف المدخنين إما على ترك السجائر كلية، أو تقليص الكميات التي يدخنونها.

أما باقي السلع التي كانت ما زالت تصل القطاع من خلال الأنفاق، ومعظمها خفيفة وصغيرة الحجم، فقد تأثرت هي الأخرى، وتناقصت الكميات المعروضة في الأسواق، وواصلت أسعارها الارتفاع بصورة متتالية، لاسيما بعض أنواع الأجبان والمنظفات، وسلع أخرى.

السبب إغلاق الأنفاق

وجاءت أزمة السجائر، بالإضافة إلى أنواع أخرى من البضائع المصرية المهربة، في ذروة استمرار وتصاعد الحملات المصرية في الجانب الآخر من الحدود، والتي أسفرت عن إغلاق وتدمير مزيد من الأنفاق، وتراجع عمليات التهريب وانحسارها.

وحسب مصادر متعددة، فإن فرقا متخصصة من الجيش المصري، وقوات من حرس الحدود، نفذت عمليات تمشيط وبحث مكثفة على طول الشريط الحدودي، ونجحت في اكتشاف وإغلاق وتدمير المزيد من الأنفاق، وتسوية مساحات من الأراضي في الجانب الآخر من الحدود، وخلق مساحات مكشوفة.

ويقول المواطن أحمد عبد الله، وكان يعمل في نفق على الحدود المصرية، إن كميات البضائع التي تصل القطاع عبر الأنفاق، انخفضت لأقل من النصف، مقارنة مع النصف الأول من العام الجاري، وذلك بعد تدمير وإغلاق معظم الأنفاق، التي كانت نجت من أتون الحملة المصرية التي بدأت قبل أكثر من عام.

وتوقع عبد الله مزيدا من التراجع في كميات البضائع المهربة في المستقبل القريب، وحدوث مزيد من الارتفاع على أسعارها، مبينا أن التهريب بات في أسوأ أحواله.

ولفت عبد الله إلى أن بعض الأنفاق التي لم تكتشف، آثر مالكوها إغلاقها طواعية وبصورة مؤقتة، خشية اكتشافها وتدميرها.

وكانت مصادر أمنية مصرية، أعلنت أن عناصر من حرس الحدود، "الجيش الثاني الميداني"، تمكنت من اكتشاف وتدمير 11 نفقا على حدود قطاع غزة، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، ليصبح إجمالي ما تم تدميره 1813 نفقاً حتى الآن برفح.

أسواق ملتهبة

وكانت أسواق البضائع المصرية تعرضت لأزمة حقيقية خلال الفترة الماضية، نتيجة انخفاض كميات البضائع المهربة التي تصلها، وارتفاع أسعارها على نحو كبير.

ويقول المواطن كمال عيد، وكان وصل السوق لشراء كمية من السجائر، للمتاجرة فيها، إن الأسعار بدأت ترتفع في الأيام الأخيرة من العدوان، وظن البعض أن الأمر متعلق بقصف طائرات الاحتلال للأنفاق، لكن هذا الارتفاع تزايد إلى أن وصل لحد غير مسبوق.

وبين عيد أن قيام بعض التجار والراغبين في استثمار أموالهم، بشراء كميات مضاعفة من السجائر والبضائع المصرية الأخرى من السوق، وتخزينها أملا في تحقيق الربح بعد ارتفاع أسعارها، أسهم في تعميق الأزمة، وارتفاع الأسعار.

ولفت إلى أنه بات يشعر بأن ظاهرة الأنفاق على وشك الانتهاء، وخلال أسابيع وربما أشهر، لن يكون هناك سلع مهربة في الأسواق، عدا كميات محدودة تصل من خلال المعبر، في إشارة إلى عودة ما كان يعرف قديما بظاهرة "تجارة الشنطة".