خبر عام على رحيل القيادي بالجهاد الإسلامي « يوسف العارف »

الساعة 06:11 ص|11 أكتوبر 2014

نابلس - خاص

"كان عصيًا على الكسر خلال هذه السنين وكان منارة يقدم ما لديه من علم لجموع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال" بهذه الكلمات نعى أحد رفقاء السجون القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والأسير المحرر يوسف العارف أبو مالك، وتابع:" عرفناه علم بكل ما تحمله الكلمة من معنى ورجل من رجال الوحدة الوطنية".

أبو مالك توفي قبل عام وتحديدا في مثل هذا اليوم 11 من أكتوبر/ تشرين أول، ليلتحق بمعلمه وقدوته المعلم "فتحي الشقاقي" الذي غيبه الموت شهيدا في هذا الشهر أيضا، بعد أن مضى على خطاه سنوات مقاوما عنيدا ومفكرا تربويا وسياسيا.

مات أبو مالك والذي كانت له جولاته وصولاته مع الاحتلال لسنوات، إثر تعرض قلبه المريض لنوبة قلبية حادة، في مدينته نابلس، إلا أن أرثه لا يزال مناره تنير سيرته النضالية والعلمية.

أبو مالك، الأستاذ المربي والمفكر والمقاوم العنيد توفي عن عمر 67 عاما، قضها معظمها في السجون مقاوما بالكلمة والفكر والإيمان ... مما جعل عدوه يحسب له ألف حساب.

ولد أبو مالك في بلدة جالود جنوب مدينة نابلس في حزيران 1946، وتدرج في التعليم حتى ألتحق بالجامعة الأردنية في العام 1964 ودرس اللغة العربية وعاد إلى البلاد بعد احتلال العدو الصهيوني لكامل فلسطين.

ومنذ ذلك الحين بدأ أبو مالك بدوره في تعليم الأجيال اللغة العربية والدين وقضيته الفلسطينية الأمر الذي عرضه لاعتداءات ومضايقات متواصلة من قبل سلطات الاحتلال التي كانت تراقب عمل المدرسين في المدارس وتضييق عليهم.

وبعد اعتناقه لفكر الشقاقي وحركة الجهاد الإسلامي بدأت مرحلة جديدة من المضايقات والاعتقالات والتضييق عليه وعلى عائلته، فقد أعتقل أربع مرات قضى خلالها ما مجموعة عشر سنوات في سجون الاحتلال، ومنعت عائلته من زيارته، وتعرضت لمئات الاقتحامات لمنزلها.

وكان الاعتقال الأخير الرابع من أكتوبر/تشرين أول من العام 2010 قضى خلاله في الاعتقال الإداري المتجدد عام ونصف، حيث أفرج عنه في نيسان/أبريل 2012، وطوال هذه الفترة كان الشيخ الجليل ممنوعا من السفر من قبل سلطات الاحتلال وتعرض أبناءه للاعتقال أكثر من مرة.

ومن أبناءه مالك الذي أعتقل لأكثر من مرة إداريا، وحمزة المحكوم بالسجن 33 عامًا بتهمة تنفيذ عمليات جهادية ضمن صفوف سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في نابلس، وعاصم الذي توفي في عزل الرملة إثر صراع مع المرض عام 2006.

وفي بيان نعي لحركة الجهاد الإسلامي عند وفاته قالت فيه "إن الشيخ يوسف العارف دفع سني حياته خلف قضبان القهر والإذلال، كي يرسخ هذا الدرب القويم على خطى الشهيد المعلم فتحي الشقاقي، ويقضي في سجون العدو سنوات عديدة صابرًا محتسبًا".

وتابع البيان أن الشيخ يوسف العارف له بصمةٌ دامغة في تربية الأجيال، وتشريبها الفكر الجهادي الأصيل، من خلال عمله كمدرس على مدار 30 عامًا، فضلًا عن تأليفه كتبًا عدة، وكتابته مئات المقالات التي تؤصل لنهج وثقافة المقاومة.

وكان يوسف عارف ولد بتاريخ 16/06/1949م في قرية جالود قضاء نابلس وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الأردنية، وعمل في سلك التدريس حتى عام 2004.

وكانت حصيلة حياته العلمية عددا من الدراسات والمقالات والكتب أبرزها "التاريخ الجهادي لحركة الجهاد الإسلامي" و"الميزان بين السنة والشيعة، "تيسير العسير في النحو والصرف"، و"مخزون الذاكرة"، بالإضافة إلى مذكرات غير مطبوعة أبحاث في اللغة العربية والتاريخ.

وكان بصدد كتابه تفسير للقرآن الكريم، حيث يعتبر أبرز المراجع في اللغة العربية بالضفة الغربية، حيث كان يعطف على إصدار كتاب "تيسير العسير في النحو والصرف"، بالإضافة لكتابته عشرات المقالات في جريدة الاستقلال التي تصدر من غزة.