خبر دراسة: خطر حماس و”الدولة الاسلامية” وسّع مصالح إسرائيل مع الدول العربيّة الـ”مُعتدلة”

الساعة 11:41 ص|10 أكتوبر 2014

غزة - وكالات

أطلقت قمة الدول العربيّة في بيروت، والتي انعقدت بين 27 و28 آذار (مارس) بيروت نداء للسلام عبر المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وأقرت بالإجماع كمبادرة عربية تهدف إلى إحلال السلام في المنطقة.
في المقابل ردت إسرائيل بقيادة أرييل شارون، يوم الـ29 من نفس الشهر، أيْ بعد يومٍ واحدٍ، بإعادة اجتياح الضفّة الغربيّة، مرتكبةً المزيد من أعمال التدمير والقتل والترويع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى تحولّت المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية إلى ساحات للدمار والمجازر، حيث فُرض الحصار حتى على القتلى والجرحى والكنائس.
وزير الأمن آنذاك، بنيامين بن إليعازر، الذي كان مُرحبًا به لدى الرئيس المصريّ المعزول، حسني مبارك، على الرغم من قيامه بقتل مئات الجنود المصريين في العدوان الثلاثيّ عام 1956، صرّح في مقابلة أدلى بها لصحيفة (معاريف) العبريّة، حيث قال بالحرف الواحد، إنّ المُبادرة العربيّة هي أكبر إنجاز حققته الحركة الصهيونيّة منذ مؤتمرها الأوّل في بازل السويسريّة عام 1896.
وفي مؤتمر القمة الذي عُقد في العاصمة السعوديّة، عام 2007، عاد العرب وأقّروا المبادرة مرّة أخرى، في حين واصلت إسرائيل رفضها، على الرغم من أنّها تمنحها السلام الدائم والشامل والتطبيع الكامل مع جميع الدول العربيّة، مقابل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها خلال عدوان 1967. وخلال العدوان الإسرائيليّ الأخير على القطاع، صرّح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنّه يلوح أفق سياسيّ جديد، الأمر الذي اعتبره المُراقبون في إسرائيل، مُحاولة من نتنياهو للقفز عن الفلسطينيين، والتحالف مع الدول العربيّة، المُصنفّة إسرائيليًا بالمُعتدلة.
 وفي هذا السياق رأت دراسة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، المُرتبط عضويًا بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب، والذي يرأسه الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق في الجيش الإسرائيليّ (أمان)، رأت أنّ عملية الجرف الصامد وتنامي قوة تنظيم (الدولة الاسلامية)، أدّيا إلى توسّع المصالح الإستراتيجيّة المشتركة للجناح المعتدل في الشرق الأوسط، بقيادة مصر والسعودية، زاعمةً أنّ حركة حماس باتت تُشكّل عبئًا وتهديدًا على الرياض والقاهرة، والسلطة الفلسطينيّة والأردن، لافتةً إلى أنّ الدولة العبريّة باتت تدرس خطواتها أيضًا والابتعاد عن تمسّكها بمواصلة سيطرة حماس على القطاع.
وشدّدّت الدراسة على أنّ إعادة إعمار غزّة أصبح بالنسبة للدول التي ذُكرت حاجة إستراتيجيّة، ذلك أنّه بدون إعادة بناء القطاع، سيبقى التهديد قائمًا، ولكنّ المعضلة، بحسب الدراسة، تكمن في أنّ حماس ترفض إعادة البناء بدون تدّخلها، لأنّها تعتبر هذه الخطوة كنزًا إستراتيجيًا، ولكن الدول المانحة والسلطة في رام الله سيرفضون تدّخل حماس، الأمر الذي سيُعيق عملية إعادة البناء، وتحويلها إلى عملية تقتصر على المساعدات الإنسانيّة فقط. وتتوقّع الدراسة أنّ تعنت حماس سيؤدّي إلى إضعاف عبّاس وسلطته الهشّة أكثر فأكثر، كما أنّ التشويش على إعادة البناء سيُعتبر إنجازًا لحماس ولقطر وتركيّا، وبالتالي، فإنّ دور الحلف المعتدل وإسرائيل يكمن في أضعاف حماس، وعدم السماح للحركة بالتدّخل السلبيّ في إعادة الإعمار. بموازاة ذلك، أضافت الدراسة، أنّ تنظيم (الدولة الاسلامية) يُشكّل خطرًا على استقرار الأنظمة في الدول العربيّة، وقدرة التنظيم على العمل يُحتّم على المعتدلين زيادة التعاون المخابراتي لإحباط العمليات الإرهابيّة، التي من الممكن جدًا أنْ يُنفذها (الدولة الاسلامية)، وعليه، فإنّ الهدفين الإستراتيجيين للحلف المعتدل من العرب وإسرائيل يكمن في إضعاف حماس، وإحباط مخططات تنظيم “الدولة الإسلاميّة.
وقالت الدراسة، وعليه، من أجل تحقيق هذين الهدفين، يجب أنْ يُتفّق بين إسرائيل والدول العربيّة المعتدلة على أنْ تكون المبادرة العربيّة أساسًا لإنجاح تحقيق الهدفين، ولكن بما أنّ عبّاس وقّع على حكومة توافق فمع حماس، فإنّ شرط إقامة الدولة الفلسطينيّة يجب أنْ يكون عن طريق تقزيم دور حماس وإثبات قوّة السلطة.
ولكيّ تقوم الدول المعتدلة بدفع عجلة إعادة الإعمار في غزّة، وإضعاف (الإخوان المسلمين)، المدعومين من قطر وتركيّا، يجب تشكيل حلف إقليميّ، الذي يرتكز على مصلحة إستراتيجيّة مشتركة، وهذا الحلف، شدّدّت الدراسة، يُمكن أنْ يخرج إلى حيّز التنفيذ على أساس المبادرة العربيّة، التي ستضمن أنْ يبقى طويل الأمد، حتى بعد إقامة الدولة الفلسطينيّة العتيدة،. كما رأت الدراسة أنّ المبادرة العربيّة يُمكنها أنْ تُشكّل قاعدةً للتعامل والتنسيق مع التحدّيات المُشتركة.
وبالتالي، من أجل القفز عن الحواجز، يجب تعديل المبادرة العربيّة، وعدم فرضها على إسرائيل، بحيث تتحوّل إلى حلف، يشمل إسرائيل، وذلك بهدف تحسين إمكانية التوصّل إلى عملية سياسيّة فاعلة بين تل أبيب ورام الله. وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ الحلف الأمنيّ الإقليميّ، الذي يرتكز في الأساس على التعاون والتنسيق بين الدول العربيّة المعتدلة وإسرائيل، حتى بدون علاقات دبلوماسيّة في المراحل الأولى، ولكن مع اعتراف الدول العربيّة المعتدلة بأهميّة إسرائيل، من شأنه أنْ يقود في نهاية المطاف إلى تشكيل خطوة مهمّة جدًا، والتي ستقود إلى منطقة إقليميّة أكثر أمنًا وآمانًا، والذي سيكون بمثابة بديل عقلانيّ وجدير وصائب للفوضى العارمة في المنطقة، والتي تتوسّع من يومٍ إلى آخر، على حدّ قول الدراسة.