خبر محلل إسرائيلي: حزب الله جاهز للحرب وسنشهد خلال الأشهر القادمة تصعيدًا على طول الحدود

الساعة 11:37 ص|10 أكتوبر 2014

القدس المحتلة

رأى مُحلل شوؤن الشرق الأوسط، آفي إيسخاروف، أنّ العملية التي نفذّها عناصر حزب الله اللبنانيّ يوم الثلاثاء الفائت ضدّ دوريّة تابعة للجيش الإسرائيليّ بالقرب من مزارع شبعا، هي بمثابة رسالة جديدة في سلسلة من الرسائل التي يقوم حزب الله بتوجيهها لإسرائيل. وتابع قائلاً إنّ هذا الهجوم كان وقحًا، تمّ تنفيذه داخل الأراضي الإسرائيليّة، على حدّ زعمه، موضحًا أنّ الرسالة هي أنّه من الآن فصاعدًا سيتم الرد على طول الحدود اللبنانيّة أو السورية على كل حادثة تتسبب فيها إسرائيل بإصابات في صفوف اللبنانيين.
ولفت المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّه على عكس الهجمات الأخيرة الأخرى عبر الحدود، التي لم يُعلن فيها الجناة مسؤوليتهم عنها، كانت الرسالة هذه المرّة بصوت عالٍ وواضحٍ: اعتراف كامل من حزب الله، وإعلان المسؤولية أعطى أيضًا سببًا للهجوم.
كما أشار إلى أنّ حزب الله أورد في بيانه الرسميّ عقب الهجوم أنّ مجموعة الشهيد علي حسن حيدر في المقاومة الإسلامية قامت بتفجير عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا في دورية إسرائيليّة. وأردف قائلاً إنّ حيدر كان مهندسًا عسكريًا في حزب الله، وقُتل في الخامس من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي في لبنان، عندما كان يُحاول إبطال مفعول عبوة ناسفة وضعت على ما قيل إنّه جهاز تجسس إسرائيلي تم اكتشافه في ذلك اليوم، وتعهد حزب الله بالانتقام لاستشهاد القائد العسكريّ. وبرأي المُحلل فإنّه للوهلة الأولى، تبدو التطورات في مزارع شبعا، بما في ذلك إعلان المسؤولية من قبل حزب الله، كأنّها تًنذر بحريق أكبر في الأفق. واحتمال تدهور الوضع آخذ بالازدياد، حيث تُحاول ما أسماها بالمجموعة الشيعيّة، أيْ حزب الله، وضع خطوط حمراء جديدة لإسرائيل، خطوط حمراء من المُرجّح أنْ تجتازها إسرائيل. وشدّدّ على أنّه من شبه المؤكد أنّ إسرائيل ستُواصل عرقلة تهريب الأسلحة من سوريّة إلى لبنان، موضحًا أنّ هذا الأمر في الواقع هو انتهاك للخط الأحمر الذي أخذته إسرائيل على نفسها، وسيضطر حزب الله على الرد في المرّة القادمة التي سيتعرّض فيها هو أْوْ حلفاؤه إلى هجوم من قبل الجيش الإسرائيليّ، على حدّ قول المُحلل إيسخاروف.
مع ذلك، تابع، لا توجد هناك مؤشرات على أنّ أيًّا من الطرفين معنيٌ بصراعٍ مستمرٍ. ذلك أنّ إسرائيل التي خرجت لتوها من حرب استمرت أكثر من خمسين يومًا في قطاع غزة مع خسائر ماديّة لا يمكن الاستخفاف بها في ميزانية الدفاع، تبحث على الأغلب عن الهدوء. علاوة على ذلك، أوضح، أنّ صنّاع القرار في تل أبيب يُدركون جيّدًا أنّ حربًا أخرى ستُضعف موقفها على الأرجح. كما أنّ الحكومة الإسرائيليّة، زاد إيسخاروف، على دراية بعواقب حملة واسعة النطاق ضد حزب الله، مع سقوط صواريخ على المدن الإسرائيلية أكثر من العدد الذي سقط خلال الصراع في الصيف ومع ضحايا أكثر بكثير. في هذه الأثناء، تستغل المنظمة الشيعية القلق الإسرائيلي من أجل بناء مجموعة جديدة من القواعد على الأرض. ومع ذلك، استدرك المُحلل، هناك شك فيما إذا كان حزب الله، الذي لا يتوفر لديه حاليًا الكثير من المقاتلين، يسعى إلى تصعيد الوضع إلى حرب شاملة أو حتى صراع محدود. فحزب الله مرتبط بحرب متواصلة منذ ثلاثة أعوام في سوريّة، ويُحارب إلى جانب قوات الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد.
وزعم أنّه خلال الأسبوع الجاري قُتل ثمانية من مقاتلي المنظمة في معارك في منطقة قلمون السوريّة. بالمجمل، قال المُحلل، إنّ ثلث مقاتلي حزب الله يتواجدون حاليًا في سوريّة، حيث يقاتلون عددًا كبيرًا من الجماعات السنيّة المتطرفة، من ضمنها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام،  سيء السمعة، على حدّ قوله.
وخلُص المُحلل الإسرائيليّ إلى القول إنّه من المُرجّح أننّا سنشهد خلال الأشهر القادمة تصعيدًا على طول الحدود في بعض الأحيان، ولكن ليس تصعيدًا شاملا.
ومع ذلك، أوضح إيسخاروف، قد تكون لهجوم يوم الثلاثاء، الذي أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين، عواقب أسوأ بكثير، وعلينا أنْ نتذكر ما حدث في تموز (يوليو) من العام 2006، حيث أنّ أحدًا لم يتوقّع أنْ يبدأ هجوم عبر الحدود مع نتائج أصعب بكثير، أيْ حرب لبنان الثانيّة، بحسب تعبيره.