خبر الجنرال مروم:حزب الله ليس خائفًا من المواجهة مع « إسرائيل »

الساعة 07:55 ص|10 أكتوبر 2014

وكالات

اعرب قائد سلاح الجو البحريّة السابق، الجنرال في الاحتياط، إليعزر مروم، عن خشيته من أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تسعى لتسخين منطقة الحدود الشماليّة، بين لبنان وإسرائيل، مستعينًا بالهجوم الذي نفّه عناصر حزب الله على دوريةٍ إسرائيليّةٍ في مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة.
وقال الجنرال مروم لصحيفة (معاريف) العبريّة إنّه ما من شك بأنّ تفجير العبوة الناسفة بالقرب من مزارع شبعا يوم أوّل من أمس الثلاثاء، وإسراع حزب الله إلى إعلان تحمله المسؤولية عن هذا التفجير، يطرحان السؤال: لماذا قرّر حزب الله الآن عرض نفسه مدافعًا عن سكان لبنان باسم المقاومة؟.
ولفت أيضًا إلى أنّه بغضّ النظر عن الحجة التي لجأ إليها حزب الله لتنفيذ هذه العملية، فإن الهدف الأبعد منها هو المساس بإسرائيل، مشدّدًا على أنّه لدى حزب الله  العديد من الأسباب التي تدعوه إلى ذلك، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، الانتقام من إسرائيل لقيامها بقتل القائد العسكريّ في حزب الله، الشهيد حسن اللقيس في بيروت في بداية العام الجاري، على حدّ قوله.
وأشار مروم، الذي قاد عملية القرصنة للسيطرة على سفينة (مافي مرمرة) التركيّة في العام 2010، أشار إلى أنّه حتى اللحظة كانت الأوساط الرسميّة في تل أبيب تؤكد على أنّ حزب الله مشغول حتى أخمص قدميه فيما أسماها الجنرال الإسرائيليّ بالحرب الأهلية الدائرة في سوريّة، ولذلك، استنتج، فإنّه من غير المنطقي أن يفتح جبهة عسكريّة ضدّ إسرائيل. كما شدّدّ على أنّ حزب الله ما يزال مشغولاً بهذه الحرب الأهلية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول دوافع وتوقيت قيامه بمثل هذه العملية وتحمله المسؤولية عنها. وتبنّى الجنرال الإسرائيليّ النظريّة الإسرائيليّة القائلة إنّ حزب الله هو الذراع الأماميّة لإيران، وبناء على ذلك، أضاف، فإنّ السؤال الذي يجب طرحه هو: هل هناك مصلحة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الآن في اندلاع مواجهة عسكريّة بين حزب الله وإسرائيل؟ ولفت إلى أنّه من أجل الإجابة على السؤال المطروح، لا مفرّ من أنْ نأخذ بعين الاعتبار أنّ إيران تُعاني في الوقت الحالي عزلة سياسيّة كبيرة، فالولايات المتحدة الأمريكيّة ترفض إشراكها في الائتلاف الدوليّ الذي يحارب تنظيم “الدولة الإسلاميّة” في كلٍّ من سوريّة والعراق، والمفاوضات الجارية بينها وبين مجموعة الدول 5+1 حول برنامجها النوويّ تسير ببطء شديد، وعليه، برأي الجنرال، لا يُمكن لإيران أنْ تقوم بتقديم التنازلات التي يُطالب بها الغرب. علاوة على ذلك، قال الجنرال مروم، فإنّ مصر وتركيا بدأتا استعادة دورهما الإقليميّ في منطقة الشرق الأوسط، وأمريكا تلهث وراءهما. فهل هذا ما يدفع طهران نحو تسخين الوضع في منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان بواسطة حزب الله؟ وهل تحاول طهران أنْ تعود إلى مركز الأحداث الإقليميّة من خلال إثارة التوتر في هذه المنطقة ثم العمل على تهدئته؟ لا نملك أي إجابة عن هذه التساؤلات، لكنّ ذلك كلّه يُحتّم على إسرائيل أنْ تكون في أقصى درجات الحذر والجهوزية.
وخلُص الجنرال إلى القول إنّه يتعيّن أيضًا على إسرائيل أن تُحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن عملية الثلاثاء الماضي، وأنْ تطلب من مجلس الأمن الدوليّ إعادة الهدوء والأمن إلى منطقة الحدود مع لبنان.
في الوقت نفسه على إسرائيل أن تردّ بقسوةٍ على أي مساس بسيادتها كي يكون بإمكانها أن تستعيد قوة الردع وتحول دون أيّ تصعيد أوْ حرب استنزاف، على حدّ قوله. في السياق ذاته، نبّه المحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس)، عاموس هرئيل، حكومة نتنياهو، إلى ضرورة أخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد، معتبرًا أنّ المنظمة تعمل بشكل مستمر من أجل تثبيت ميزان ردع جديد مع إسرائيل وهي لا تريد ضبط نفسها أمام ما تعتبره عدوانًا من جانبها. وأضاف أنّه على الرغم تصريحات القادة الإسرائيليين بشأن الحرب على غزة، يبدو أنّ حزب الله ليس خائفًا ولا يرتدع عن شن هجمات بوتيرة منضبطة ضد جنود الجيش الإسرائيليّ. ولفت إلى بحسب التحقيقات الأوليّة يبدو أن مقاتلي حزب الله رصدوا جنود وحدة نزع الألغام حينما كانوا يحاولون تفكيك حقل عبوات ناسفة فشغّلوها بتحكم عن بعد.
وهكذا بحسب هرئيل فإنّ “الخط الأحمر” الذي حددته إسرائيل بشأن الهجمات في الشمال خرق منذ زمن. فمنذ آب (أغسطس) 2013 وقعت على الحدود الشمالية 11 عملية تفجير عبوات ناسفة وإطلاق قذائف وإطلاق نار من أسلحة خفيفة، على حدّ تعبيره.