بالصور عائلتي « أبو أحمد و أبو عبد الله »: فرحة العيد منقوصة برحيل الأحبة

الساعة 07:16 ص|07 أكتوبر 2014

الاعلام الحربي

يأتي العيد المبارك ولازال أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد يلملمون جراحاتهم وآهاتهم بفعل آلة الحرب الصهيونية الأخيرة التي اجتاحت الأخضر واليابس، إلا أن عزيمتهم وإرادتهم التي حاول المحتل أن يكسرها أقوى من كل شيء، فكان الانتصار لأهل الحق واصحاب هذه الارض المقدسة التي جُبلت بالدماء الطاهرة.

عائلة الشهيد القائد صلاح الدين ابو حسنين كانت كغيرها من العوائل التي تأنس بلم شمل أفرادها  في أيام الأعياد والمناسبات السعيدة خلافاً لما تعيشه العائلة هذا العام من فراق وغربة.

فرحة منقوصة

يمر عيد الأضحى المبارك ثقيلاً هذه المرة ليس كعادته على هذه الأسرة المجاهدة، عيد ينقصه العيد في ظل غياب الأب الحنون "أبو أحمد" وغياب اثنين من الأخوة هادي وعبد العزيز بالإضافة إلى هدم المنزل وفقدان المأوى.. هذا ما استهل به "أحمد" نجل الشهيد القائد صلاح الدين أبو حسنين حديثه لمراسل الاعلام الحربي بلواء رفح.

وقال "لم يكن لعيد الأضحى هذا العام ذاك الوقع الذي كنا نشعر به قياساً بالأعوام السابقة، فمقومات الفرح باتت مفقودة ونحن نستقبل العيد وقد فارقنا من نصنع العيد بحضرتهم".

وأضاف احمد نجل الشهيد صلاح ابو حسنين "أذكر لحظات عيد الأضحى في العام الماضي عندما ذهبت برفقة والدي وأخوتي وأقربائي لشراء أضحية العيد، حيث بدت على وجوهنا علامات الفرح بقدوم العيد والنشاط لإحياء شعائره، أما هذا العام فقد غابت هذه المظاهر، لأن جرحنا لا زال غضاً ولم تجفّ دماء المأساة التي حلت بقلوبنا بفراق أبي وأخوتي بعد".

وأوضح احمد بأنه لا يشعر بالضجر ولا بالسخط من حكم الله وقضائه لما تمر به عائلته من ظروف صعبة، وما يعزي قلبه أنهم غادروا شهداء عند الله عز وجل ويطمع بشفاعتهم يوم القيامة.

واسترجع خلال حديثه أبرز المواقف التي كان والده حريصاً على أدائها خلال الأعياد من زيارة للأرحام وزيارة لأسر الشهداء وبعضاً من العائلات الميسورة ، بالإضافة إلى أدائه بعض الطقوس الخاصة بالأعياد والتي كثيراً ما كان يمارسها لإحياء هذه المناسبات الدينية المباركة.

وأشار الى أنه منذ اللحظة الأولى ليوم العيد وانطلاق تكبيرات العيد إلى آخر أيامه وانقضائها كانت كلها لحظات فرح وسرور كنا نتشارك فيها جميعاً الفرحة بصدق.

 

غصة بالقلب

أما عائلة الشهيد القائد دانيال منصور فلم يكن فيها الوضع مغايراً عن عائلة الشهيد القائد صلاح الدين أبو حسنين في إستقبالها لأيام عيد الأضحى المبارك للمرة الأولى بعد استشهاد الشهيدين في معركة "البنيان المرصوص" المباركة.

أبو أنس منصور ابن أخ الشهيد القائد دانيال منصور "أبو عبد الله" وأثناء حديثه لمراسل الإعلام الحربي بلواء رفح بدى متأثراً على إستشهاد عمه الشهيد "أبو عبد الله" صاحب الشخصية التي وصفها بالجامعة بين أقطاب العائلة خصوصاً في أيام الأعياد والمناسبات الدينية.

وأفصح عن إحساسه بغصة في قلبه إزاء حالة الفراغ الكبيرة التي يعاني منها بعد رحيل عمه الشهيد "أبو عبد الله " لما خلفه هذا الغياب من مأساة حقيقية أصابت قلوب أهله ومحبيه، مضيفاً بأن الحديث عن هامة كـ "أبى عبد الله" يطول ويطول ولن تسعفه الكلمات العاجزة عن إيفائه بعضاً من حقه.

وأشار أبو أنس  الى أن عيد الأضحى الذي يمر علينا لا يشبه غيره من الأعياد، في الوقت الذي لا زالت جراحنا فيه غائرة ودمائنا فيه تسيل، موضحاً بأن المكلومين سياخذو حصتهم من الفرح رغماً عن أنوف الحاقدين، ولن يتركوا هذا المحتل المجرم أن يسجل أي انتصار على عزائمهم.

وأبحر أبو أنس في ذاكرته مستذكراً أيام العيد برفقة عمه "أبو عبد الله" الذي كان يظل متسرعاً في قضاء زياراته نظراً لانشغاله الدائم في العمل التنظيمي وحرصه على المواصلة حتى في أيام العيد.

من جانبه عبر أبو إسلام أحد أصدقاء الشهيد "أبو عبد الله" ورفيق دربه بالجهاد عن مدى إشتياقه له قائلاً: "نشتاق لأبو عبد الله كثيرا، هذا الرجل المعطاء وصاحب الشخصية القوية لن ننسى بصامته للحظة في كل شيء وعمله الدءوب في كل موقع وميدان لازال واضحاً".

وأوضح بأن فقدان "أبو عبد الله" شكّـل صدمة حقيقية ألمت بقلوب من عرفه، ولم يعد للفرح مكان في قلوبنا، بل دفعنا الاشتياق للشهداء الراحلين أن نفكر بالانتقام في كل لحظة ثأراً للدماء التي سالت وروت طهر أرض فلسطين المباركة.

وتطرق أبو إسلام في نهاية حديثه لجانب من حياة الشهيد دانيال منصور التي خاض غمارها في دروب الجهاد والمقاومة قائلاً "أبو عبد الله كان ركناً أصيلاً للعمل المقاوم ومحفزاً قوياً للدفاع عن فلسطين من بحرها إلى نهرها، وحمل الفكرة وانطلق وقلبه يحمل عشق يسع أرجاء الدنيا".

 

 
عائلة صلاح ابو حسين ودنيال منصور
عائلة صلاح ابو حسين ودنيال منصور
عائلة صلاح ابو حسين ودنيال منصور
عائلة صلاح ابو حسين ودنيال منصور
عائلة صلاح ابو حسين ودنيال منصور
عائلة صلاح ابو حسين ودنيال منصور