خبر العيد يدمي جراح الأسر المكلومة في غزة.. بأي حال عدت يا عيد !

الساعة 06:23 ص|07 أكتوبر 2014

وكالات

جلس الطفل مجد ابن التسعة أعوام في ساعة مبكرة في ثالث أيام العيد , بجانب قبر ابيه الذي استشهد في الحرب الاسرائيلية على غزة وقال "كل عام وانت بخير يا بابا".
 
جاء مجد الدحدوح برفقة والدته وشقيقه الاصغر الى مقبرة "شهداء الشيخ رضوان" في شمال مدينة غزة بعد الصلاة للترحم على والده شعبان الذي اغتالته اسرائيل في غارة جوية خلال الحرب الاخيرة التي استمرت خمسين يوما
 
وامتلأت المقبرة بالعشرات الذين وصلوا منذ الصباح الباكر للصلاة ووضع الزهور على قبور "الشهداء".
 
وكان الدحدوح, القيادي العسكري في حركة الجهاد الاسلامي, استشهد في شقة في برج "النور" المكون من ثماني طبقات والذي دمرته الغارة الاسرائيلية بالكامل.
 
وضع مجد زهورا على قبر والده وقال وهو يبكي "كان ابي يحضر لنا الهدايا والعيدية. كنا نصلي معه صلاة العيد (...) كل الناس تفرح في العيد الا نحن, ابي في الجنة".
 
وقالت ام مجد "كان شعبان كل شيء في حياتنا، وحق لنا ان نفخر به. جئنا لقراءة الفاتحة لروحه في تاعيد بعد استشهاده (...) نريد ان نفرح لكن الفرح في هذا العيد صعب, كيف ننسى انه مات شهيدا".
 
ودمرت طائرة حربية بصاروخين منزل الدحدوح المكون من ثلاث طبقات في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة حيث باتت عائلته وعائلات اشقائه ووالديه بلا مأوى.
 
استشهد خلال الحرب حوالي 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين, ودمرت اسرائيل 60 ألف منزل كليا او جزئيا.
 
وفي حي الزيتون في مدينة غزة, اقام ثابت الحمامي خيمة بجانب منزله المدمر وراح يقدم الحلوى والسكاكر وهو يتقبل التهاني من جيرانه واقاربه بالعيد.
 
وقال ابنه الاكبر نعيم "سنحتفل بالعيد, رغم انف اليهود".
 
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة جلس محمد سكر على كرسي خشبي فوق انقاض منزله المدمر يتقبل التهاني من عشرات المواطنين الذين جاءوا من احياء مختلفة ليعبروا عن تضامنهم معه في حين كان يقدم لهم القهوة والتمور.
 
وقال الشاب ذو اللحية الطويلة "لا نشعر اننا في عيد, العيد للعبادة والفرح ونحن نحاول ان ندخل الفرح الى قلوب اطفالنا وابناء الشهداء".
 
وفي شارع النزاز الذي اصيب بدمار هائل في هذا الحي ذبح الجزار يونس بقرة كبيرة وخروفين قدمتها جمعية "مهجة القدس" الخيرية التي تعنى بشؤون الاسرى كاضحية العيد لتوزيعها على فقراء الحي.
 
ووقف العشرات من اطفال الحي يتفرجون على عملية الذبح وقد بدا على وجوههم الفرح.
 
ولم يتسن لكثير من الغزيين ذبح الاضاحي هذا العيد بسبب الفقر او تدمير بيوتهم، لكن جمعيات خيرية قدمت اكثر من الفي اضحية لتوزيعها على العوائل المحتاجة.
 
وقال زكريا البطش المسؤول في جمعية خيرية في جباليا "الوضع الاقتصادي والمعيشي للناس صعب جدا, لذا يقوم اهل الخير في غزة او الخارج بشراء الاضاحي". واوضح ان الفصائل الفلسطينية وزعت ايضا لحوم الاضاحي لعوائل الشهداء واصحاب البيوت المهدمة.