خبر بعد 41 عاما.. إسرائيل منشغلة بحرب أكتوبر

الساعة 02:58 م|06 أكتوبر 2014

وكالات

بعد أكثر من أربعين عاما، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يكشف كثيرا مما أخفته عن أسرار ووقائع حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973. ومع حلول الذكرى 41 للحرب، كشف الاحتلال الإسرائيلي وثائق أكدت حجم الأزمة التي عاشتها أثناء الحرب وفداحة الهزيمة التي لحقت بها.

رغم مرور 41 عاما على حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 فإن "إسرائيل" ما زالت منشغلة بها بوصفها "أقسى الحروب" بالنسبة لها.

وعشية الذكرى السنوية الـ41 للحرب التي خسرت فيها "إسرائيل" 2700 جندي، نشر الأرشيف الإسرائيلي بعض الوثائق الجديدة المحفوظة بملفات لجنة اغرانات للتحقيق بحرب 1973.

وكشفت الوثائق حجم "الفشل الاستخباراتي" قبيل نشوب الحرب التي مكنت المصريين من استرداد سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967، وحملت شهادات عن بسالة الجنود المصريين والسوريين أثناء المعركة.

انهيار

وفي واحدة من مستندات الأرشيف، يستذكر ضابط إسرائيلي يدعى "يرمياهو يوفال" ما شهده في سيناء قائلا إنه "اكتشف -منذ اليوم الأول- مأزق الجيش الإسرائيلي وهو يتعرض لضربات قاتلة من قبل الجيش المصري. مضيفا "شهدت إنجازات الجنود المصريين وهزائم مرّة للجنود الإسرائيليين".

ويحكي الضابط عن خسائر الجيش الإسرائيلي ومفاجأة صواريخ "ساغر" المصرية التي نالت من دباباته، قائلا "ما زلت أسمع صرخات جنودنا يطلبون النجدة وما من مجيب، ما شاهدناه في الأيام الأولى كان انهيارا حقيقيا".

ويضيف "كنا ببساطة نفر من أمام الجنود المصريين وذيولنا بين أرجلنا كالكلاب وبالنسبة لي كانت هذه لحظة مؤسسة".

وتركز الوثائق الأرشيفية على الفشل الاستخباراتي قبيل الحرب، وتظهر أن ضباطا برتب متوسطة داخل جهاز الاستخبارات العسكرية "اعتقدوا أن مصر وسوريا تتجهان لشن حرب على إسرائيل، بخلاف تقديرات رئيس الجهاز الجنرال إيلي زعيرا".

ومن هذه الشهادات، شهادة قائد وحدة التنصت يوئيل بن بورات، التي يؤكد فيها توفر معلومات "تكفي لاستطلاع نوايا العدو آنذاك". مضيفا "لم يكن هناك سبب لكي نفاجأ".

اعترافات مائير

ومن بين الاعترافات التي تم كشفها اعترافات رئيسة حكومة إسرائيل أثناء الحرب غولدا مائير، التي كشفت واحدة من هذه المستندات أنها أقرت أمام أعضاء لجنة التحقيق بالحرب (لجنة إغرانات) بقلة تجربتها وفشلها في قراءة معلومات استخباراتية تنذر بالحرب، قائلة إنه "كان عليها أن تتخذ قرارا باستدعاء جيش الاحتياط بخلاف توصيات الاستخبارات".

ووفقا للوثائق، اعترفت مائير أن قرار الرئيس المصري الراحل أنور السادات بطرد الخبراء الروس من مصر عشية الحرب بدا غير منطقي، وأسهم في تشويش أفكارها وقبولها التقديرات التي استبعدت هجوما مصريا.

وتضيف مائير إنها "لم تجرؤ" على مجابهة قائد الجيش ورئيس الاستخبارات العسكرية اللذين نفيا احتمال نشوب الحرب في 1973، مؤكدة أن أيا منهما "لم يطالب بتجنيد الاحتياط".

وتتابع "طالما قالوا لي إن إسرائيل ستتلقى إنذارا مبكرا بشأن أي هجوم عربي عليها، وقد كرسنا أموالا طائلة بالاستخبارات لهذا الغرض ومع ذلك فشلنا".

وردا على سؤال الجزيرة نت، يوضح المعلق إيتان هابر أن الوثائق "تظهر حجم الفشل الاستخباراتي قبيل الحرب".

وعن إبقاء محاضر أخرى من جلسات "إغرانات" طي الكتمان، يقول هابر إن ذلك يعود لحالة الفوضى والخوف التي سادت البلاد، والتي انعكست على جلسات الحكومة، والرغبة في عدم الكشف عنها لأنها "وقائع محرجة تظهر ضعف وهشاشة الدولة آنذاك".

وعزا هابر هذا الانشغال الواسع في إسرائيل بالحرب رغم مرور 41 عاما عليها بأنها "أخطر وأقسى الحروب في تاريخها"، مشددا على أنها كانت بمثابة "الجحيم على الأرض"، وتسببت في قتل وإصابة آلاف الجنود الإسرائيليين، وفق قوله.

هابر -الذي قاتل في الحرب- أقر بصدق الوثائق المكشوفة، وقال إن المعارك شهدت لحظات بكى فيها قادة إسرائيليون (خراب الهيكل الثالث) في ما فقد قادة آخرون كبار صوابهم.

يشار إلى أن تسريبات كثيرة أفادت في الماضي بأن وزير الدفاع خلال الحرب موشيه ديان كادت تنهار أعصابه في الأيام الأولى من الحرب، فدعا الحكومة لاستخدام السلاح النووي، بينما ألمحت لو كيدار سكرتيرة رئيسة الوزراء غولدا مائير إلى أن الأخيرة فكرّت في الانتحار.

وتشير وثائق "إغرانات" إلى أن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال دأب على لقاءات سرية مع ساسة إسرائيليين بمنطقة وادي عربة بعد حرب 1967.

وتركز الوثائق على لقاء تم في تل أبيب بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 1973 بين غولدا مائير والملك حسين الذي كشف -بحسب الوثائق- ملامح خطة سرية وشيكة لمصر وسوريا من أجل مهاجمة إسرائيل، وقوله إنه رفض المشاركة فيها.