خبر تصادف اليوم ..تفاصيل معركة الشجاعية البطولية

الساعة 07:13 ص|06 أكتوبر 2014

غزة

تمر علينا الذكرى السابعة والعشرون لمعركة الشجاعية تزامنا مع الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة في معركة البنيان المرصوص، ولتؤكد تلك الدماء التي سالت على أرض فلسطين لأجل الدفاع عن الهوية وكرامة الإنسان الفلسطيني أنها الخيار الأصوب لتحرير الشعوب من العبودية والاستبداد.
 
تعتبر معركة الشجاعية البطولية نقطة تحول مهمة وعظيمة في معركة الصراع الطويل مع العدو الصهيوني، إذ تفجرت على إثرها انتفاضة قوية ومؤثرة في العقل الفلسطيني والإسلامي والعربي، وأعادت كذلك البوصلة من جديد إلى القضية الفلسطينية مؤكدة ضرورة التفاعل معها وإعلان المواجهة مع الاحتلال، كما أسست لمرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني الذي لم يعرف خلالها أي لون من ألوان الاستقرار والهدوء من أجل أن تبقى جذوة المقاومة والمواجهة مشتعلة على الدوام كما أراد الشهيد الدكتور المعلم فتحي الشقاقي " رحمه الله".
 
وتجدر الإشارة إلى أن معركة باسلة وقعت يوم 6/10/1987م في منطقة حي الشجاعية بين مجموعة مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي وجيش الاحتلال الصهيوني، حيث دار اشتباك عنيف استمر لأكثر من نصف ساعة استخدمت خلاله قوات الاحتلال طائرات الأباتشي والسيارات المدرعة، وأسفر الاشتباك عن قتل ضابط المخابرات الصهيوني" فكتور أرغوان" وإصابة عدد آخر من جنود الاحتلال بجروح مختلفة، فيما استشهد أربعة من المجاهدين هم: (محمد الجمل، وسامي الشيخ خليل، وزهدي قريقع، وأحمد حلس).
 
أرّخت لبداية الثورة
وعن هذه المعركة التاريخية يقول المتخصص في الشأن الفلسطيني أ. حسن عبدو: "قدّمت معركة الشجاعية آنذاك الإجابة التي كان يبحث عنها الشباب الفلسطيني التائه بين الشعارات التي ملأت الدنيا ضجيجا.. تارة تتحدث عن وطنية بلا إسلام وتارة عن إسلام بلا وطنية، فكان هذا الجمع الرائع بين الإسلام والوطنية الذي برز جليا بهذه المعركة البطولية التي أرّخت لمرحلة جديدة ومهمة من المواجهة الجريئة مع العدو".
 
وشدد على أن معركة الشجاعية كانت التاريخ الحقيقي والشرارة الأولى للانتفاضة التي أربكت العدو وجعلته يعيش مرحلة جديدة لا يعرف فيها الأمان أو الاستقرار.
 
وأضاف لـ"الاعلام الحربي": "معركة الشجاعية حملت دلالات وإشارات واضحة، وأهمها إرجاع القضية الفلسطينية إلى مكانتها الحقيقية بين جماهير الأمتين العربية والإسلامية التوّاقة لخيار الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الغاصب"، مشيرا إلى أن المعركة جاءت بعد إعداد طويل وإستراتيجية جديدة قامت بها حركة الجهاد الإسلامي على تفعيل دور الجماهير المغيبة في ذلك الوقت عبر تنظيم المهرجانات الخطابية والندوات الدينية والفكرية في المساجد والصلاة في العراء لحشد أكبر قدر ممكن من أبناء شعبنا.
 
ولفت عبدو إلى أن ما ميّز تلك المعركة الباسلة هو المشاركة الجماهيرية الكبيرة والواسعة في تشييع جثامين الشهداء الأربعة، "وكانت أيضا بداية للانتفاضة الشعبية"، منوها إلى ما كان يفرضه جيش الاحتلال على ذوي الشهداء الذين كانوا يرتقون في عمليات فدائية من تشديدٍ ومضايقات تصل إلى تحديد عدد من يشاركون في تشييع الشهداء.
 
وتابع المتخصص في الشأن الفلسطيني حديثه قائلا: "عندما نفذ العدو جريمته ظن للوهلة الأولى أنه قضى على جذوة المقاومة، ولكن سرعان ما تحولت تلك الدماء الزكية إلى لعنة تقض مضاجع المحتلين وتهدد كيانهم"، موضحا دور الانتفاضة في إفشال المشروع الصهيوني بإلغاء الهوية الفلسطينية وجعل الفلسطينيين عبيدا يتحدثون اللغة العبرية.
 
انتفاضة ثالثة
أما المحلل السياسي مصطفى الصواف فأكد الدور البارز والواضح لشهداء معركة الشجاعية في إشعال فتيل الانتفاضة الأولى المباركة، "بالإضافة إلى وضع حد للممارسات الاستفزازية التي كان يمارسها جيش الاحتلال ومستوطنوه ضد الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن الانتفاضة الأولى لم تقم لأجل "رغيف الخبز"، "بل لأجل الكرامة التي أراد الاحتلال المساس بها".
 
وقال الصوّاف لـ"الاعلام الحربي": "ما حدث قبل سبعة وعشرين عاما حمل العديد من الرسائل للعدو الصهيوني، ومنها أن الشعب الفلسطيني رغم كل الإغراءات التي فتحت له أبوابها آنذاك، وما يزال متمسكا بحقه التاريخي والشرعي في الأرض موجها بذلك صفعات قوية للاحتلال وأعوانه بالمنطقة من الأنظمة العربية التي تخلت عن مشروع تحرير فلسطين".
 
وتابع قائلا: "للأسف الشديد هناك من استغل تلك الانتفاضة الباسلة ليحقق بعض المصالح الآنية مغلبا المصالح الشخصية والفئوية على المصالح العليا، وأتى باتفاقية (أوسلو) التي قدمت التنازلات تلو التنازلات للعدو دون أن تحقق شيئا للشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن انتفاضة الأقصى أعادت البوصلة من جديد نحو وجهتها الصحيحة ووضعها الطبيعي.