خبر عادات وتقاليد عيد النحر في المجتمعات الإسلامية

الساعة 08:48 ص|04 أكتوبر 2014

وكالات

احتفل المسلمون صباح هذا اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك لكل منهم عاداته وتقاليده في مثل هذه المناسبات الدينية قبل وبعد ذبح الأضاحي تقربا إلى الله سبحانه وتعالى.

في فلسطين التي تعاني التضييق والحصار خاصة على غزة الجريح ، يفترش المصلون العراء ، مكبرين مهللين ثم صلاة وخطبة الجمعة.

بعد الانتهاء يتسابق المصلون إلى بعضهم تسليما واحتضانا وتهنئة بالعيد قبل الانطلاق إلى مكان أضحيته سواء في المسلخ البلدي أو في الشارع العام.

وتكثر الأضاحي في الميادين والشوارع العامة حيث يتجمع الأطفال والشباب والشيوخ والنساء لرؤية عملية الذبح خاصة العجول التي تحدث جلبة ما يثير المشاهدين.

بعد الانتهاء من الأضحية وسلخها وتقطيعها تجري عملية التوزيع على الأقارب والأحباب والجيران والمعوزين ويبقى المضحي بعضا منها لعائلته تبدأ بعد ذلك في أيام العيد الأخرى الشواء والتنعم بالأكل.

ويصل الناس أرحامهم في هذا اليوم المبارك واعتاد الكثير على اعطاء ما يعرف بالعيدية.

عيد الصين ومصر وليبيا

في الصين، هل تعلم أن المسلمين هناك"الاويجور"لا يذبحون أضحية العيد إلا بعد لعبة تسمّى "خطف الخروف" من فوق أحصنة وبعد الفوز بالخروف بين المتبارين، يجتمع ذكور الأسرة حوله ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية خمس دقائق ثم يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف، وتقسيمه بواقع ثلث للتصدق وثلث للأقرباء والثلث الأخير لإطعام الأسرة المضحية؟

وهل تعلم أن بعض الأسر في ليبيا تحرص على وضع الكحل بالقلم الأسود أو الكحل العربي حول عين الخروف، ويحرقون نوعًا معينًا من البخور يسمّى "الجاوي"، ثم حفر حفرة في الأرض لذبح الخروف فيها، لأنهم يعتقدون أنها ستكون مسكنًا للجن، ويوضع الخروف على الأرض بحيث يكون رأسه قريبًا من الحفرة، ومتجهًا نحو القبلة، ويبدأ الذبح؟

 

وأنّ بعض الأسر في المغرب ومصر وأفريقيا تحرص على غمس اليد في دماء الأضحية ثم طبعها على الجدران أو السيارات اعتقادًا بأن الدماء لها القدرة على منع الحسد؟ وآخرون في الجزائر يحرصون -رغم تحريم العلماء- على تنظيم مصارعة الكباش "الخرفان" قبل حلول عيد الأضحى مباشرة، وسط حشود من المتفرجين، ويفوز الكبش الذي يجبر الآخر على الانسحاب؟

 

وأنّ أطفال البحرين يلقون أضحيتهم الصغيرة في البحر مرددين أنشودة "حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين على حلليني يا حيتي"، والحية بية عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر ثم يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات وتكون وجبة الغداء.

 

بينما تقوم شعوب أخرى مثل الباكستانيين بتزيين الأضحية مثل العروس بألوان على رأسها قبل العيد بحوالي شهر كامل، ويزفونها يوم العيد قبل ذبحها وقراءة القرآن؟

 

أما مسلمو أمريكا وأوروبا فلا يشترون الخراف إلّا من على شبكة الإنترنت، وغالبًا من قرى صغيرة بها مسلمون يسمحون بالذبح، حيث تشدد السلطات الصحية في الذبح هناك خارج المسالخ الرسمية، وبعضهم يقوم بمغامرات أشبه بمغامرات شرلوك هولمز للحصول على أضحية وذبحها بعيدًا عن أعين السلطات في فناء منزله سرًّا؟

 

وهو ما يرفع سعر الأضحية، حيث يختلف سعر الأضاحي من ولاية إلى أخرى ودول أوروبية لأخرى، استنادًا إلى عوامل ديموجرافية واقتصادية وجغرافية، حيث يصل ثمن الكبش في ولاية أطلنطا إلى 250 دولارًا، ويتجاوز 260 دولارًا في كارولينا الشمالية، وقد ينزل إلى 190 دولارًا في كارولينا الجنوبية، أما أغلى الأضاحي فسجلته ولاية نيويورك بسعر يصل إلى 400 دولار.

 

وتختلف لغات وألسنة وعادات وتقاليد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتختلف المشاهد الاحتفالية وأغاني وأهازيج العيد، ولكن تبقى الطقوس الأساسية واحدة في عيد الأضحى حيث يشترك الجميع في نحر الأضاحي عقب صلاة العيد وتوزيعها على الفقراء، وزيارة الأهل والأحباب، والتجمع في منازل العائلة، وصنع أشهر أطباق الطعام المجملة باللحوم والحلويات، وإسعاد الأطفال بالهدايا و"العيدية".

 

في مصر يطلقون عليه "عيد اللحمة"، رغم أنه أصبح بلا لحمة لارتفاع أسعار اللحوم والخراف وتزايد حالات الفقر والبطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ومع هذا تتدبر كل أسرة ثمن الأضحية باعتبارها شعيرة هذا العيد، أو تشترك كل سبع أسر في أضحية واحدة (بقرة) أو جمل، وهو العنصر الأكثر تفضيلًا بسبب رخص سعره مقابل الأبقار والخراف.

 

عيد الخليج واليمن

 

ويتميز عيد الأضحى في الخليج بأنه عائلي. فالأسر السعودية تتحضّر للعيد في ما يسمّى بـ "الاستراحات" التي يتمّ استئجارها لتجتمع فيها العائلات السعودية بجميع أفرادها وهم يجتمعون حول موائد وولائم فاخرة، عقب الذبح وتحضير ما لذّ وطاب من المآكل الفاخرة وأيضًا الحلويات "كالكليجة" و"المعمول".

 

وفي الإمارات تتجمع الأسر أيضًا في المنتجعات والمنازل الكبيرة وتُحضّر أطباق خاصة لهذه المناسبة كـ "اللقيمات" و"البلاليط" والتمور وبعض الحلويات إلى جانب الشاي والقهوة.

 

ويكون العيد في اليمن أيضًا مناسبة للترابط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع اليمني؛ فعندما يلقى الطفلُ جدّه في العيد فإنه يقبل جبهته وركبته في إشارة إلى تواصل الأجيال واحترام الصغير الكبير اللانهائي.

 

ويختلف اليمنيون في عادة تناول اللحم، حيث يتناولون الكعك الذي يقول أحمد سيف عنه إنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعيد سواء عيد الفطر أم عيد الأضحى، أما وجبة الغداء اليمنية في العيد فتشتمل على (الزربيان) وهو طبق من اللحم والأرز وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا.

 

وأيضًا هناك (السبايا)، وهي خليط من الدقيق والبيض والسمن يطهى في الفرن ويضاف إليها العسل اليمني الشهير الذي يعد من أشهر أنواع العسل في العالم إلى جانب (السلتة) التي تطهى من الحلبة والكرات مع قليل من الأرز وخليط التوابل المذابة في الخل والماء وتقدم مع خبز خاص يسمى (الملوج)، وهي كلها من الأكلات التي ارتبطت بالعيد.

 

زفة عيد السودان

 

يشهد عيد الأضحى في السودان تجمع الأهل والأقارب والجيران، حيث يعود السودانيون من صلاة العيد، ويجهزون لذبح الأضاحي، في جو من السعادة والبهجة والسرور، وتوزيعها على الجيران والفقراء والمحتاجين، ابتغاء الثواب، ومرضاة الله سبحانه وتعالى.

 

ولشدة الترابط بين السودانيين، يتجمعون في شكل مجموعات للإفطار أو الغداء، في الحي الواحد أو المنطقة، ويسارع الكل بدعوة الآخر، ونادرًا ما يبقى أحد بمفرده في أي مائدة سودانية، بل يسارعون بدعوة عابري السبيل أيضًا.

 

ومن الأمور المألوفة في عيد السودان، ازدياد عدد الزيجات، حيث ينتهزها المغتربون في الخارج، كفرصة لعقد القران، وكذلك الموظفون والعمال… إلخ.

 

وتعتبر "زفة العيد" مما يمتاز به أهل السودان في احتفالاتهم بالعيد، ففي يوم وقفة عرفات تخرج هذه الزفة إلى الميادين الكبرى والشوارع الرئيسة بالمدن وفي مقدمتها كبار مسؤولي هذه المناطق تصحبهم الموسيقى الشعبية الأصيلة وعشرات بل مئات الأطفال من أبناء الحي لتطوف هذه الزفة جنبات المنطقة (لتزف) إلى أهلها مقدم العيد. كما يشارك في هذه المسيرات الاحتفالية عدد من أبناء القبائل المختلفة في السودان بتقديم فنونها التراثية المميزة ابتهاجًا بحلول العيد.

 

ومن عادة السودانيين صبيحة عيد الأضحى المبارك أن يتناولوا (العصيدة) عقب عودتهم من الصلاة، وذلك لتأخر الإفطار؛ حيث ينهمك الجميع في مراسم الذبح والتضحية، وتتكون العصيدة من خليط من الدقيق مع الماء يضاف إليه البامية المجففة والمطحونة المضاف إليها اللحم المفروم حيث يطلق على هذا الخليط السوداني الخالص قبل إضافته إلى الدقيق والماء اسم (الويكة).

 

ودائمًا يكون العيد -شأن غالبية البلدان الإسلامية- فرصة للتصالح وإنهاء الخلافات بين الناس في السودان، حيث يعمل الجميع على اصطحاب الصغير للكبير ممن نشب بينهم خلاف أو توتر في العلاقة لإنهائه وعادة لا يرفض أحد مطلقًا التسامح والتصالح في العيد.

 

و”المرارة” أكلة سودانية خالصة يتناولها السودانيون في صباح أول أيام العيد في الإفطار وعقب الذبح مباشرة، حيث تأخذ أحشاء الماعز أو الخراف من الكبد والرئة والطحال والكلى وتتبل جيدًا بعد أن تنظف تنظيفًا شديدًا ثم تأكل نيئة دون طهي، ولكنها إذا طهيت فإنها تسمى (كمونية)

 

“تسقية” سوريا تحت القصف

 

وبينما تعيش سوريا في خضم حرب أهلية زادها سوءًا القصف الدولي لما يسمى "التحالف ضد داعش" فوق أراضي سوريا والعراق، لا تزال أحياء قليلة تلتزم بعادات وتقاليد العيد.

 

حيث يذهب أغنياء الحي ووجهاؤه إلى (مختار الحي) أو رئيس الحي لسؤاله عن حالة سكان حيه وعن الفقراء والمحتاجين منهم، حيث يقدم كل منهم ما يستطيع تقديمه مما يملكه، فمثلًا صاحب مصنع الملابس يقدم الملابس الجديدة لمختار الحي لتوزيعها على الفقراء وصاحب مصنع الأحذية يمنح الأحذية، وهكذا، ومن لا يملك يقدم مبالغ مالية يتولى (مختار الحي) توزيعها على الفقراء قبل العيد

 

أما أشهر الأكلات السورية في العيد فهي (التسقية) (فتة بالسمن أو الزيت) و(الشاكرية)؛ وهي عبارة عن لحم على هيئة مكعبات صغيرة يطهى مع اللبن والنشا ويقدم مع الأرز الأبيض أو البرغل.

 

وفي أمسيات العيد يتناول السوريون (الهيلاطية) والمعمول (بالفستق) إضافة إلى التمور بأنواعها