خبر غزة إلى أين - معاريف الاسبوع

الساعة 09:07 ص|03 أكتوبر 2014

ترجمة خاصة

غزة إلى أين - معاريف الاسبوع

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: بعد اسابيع من الحرب، تحاول حماس العودة للوقوف على قدميها والمسألة الاساسية هي إعمار القطاع - المصدر).

قبل نحو اسبوع عقد اجتماع لاحدى كتائب الذراع العسكري لحماس في حي الشيخ رضوان في غزة. بعد المتحدثين – ابو حمزة، الناطق بلسان الذراع العسكري، وعضو البرلمان مشير المصري – وعدوا المشاركين في أن تجري المعركة القادمة ضد اسرائيل "على مشارف عسقلان والنقب"، تلميح بنية حماس استخدام أوسع للانفاق للتسلل الى الاراضي الاسرائيلية ونقل المعارك اليها.

ولكن في نفس الاجتماع شرح المتحدثون ايضا بان "ليس هذا هو الوقت لاستئناف المعركة". ويؤكد هذا الامر التقدير في جهاز الامن بان اسرائيل حققت الردع الذي اضعف رغبة حماس باستئناف المعارك.

"نحن نعرف بان حماس تعترف بانها تلقت في الحرب الاخيرة ضربات شديدة"، يقول في حديث مع "معاريف" – سوف هشفوع، "العقيد م. رئيس ساحة المعركة الفلسطينية في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي. "كضابط استخبارات أحاول أن انظر الى العدو والى المعركة في محاولة لان افهم كيف يرونها. من ناحيتهم الميزان سلبي. وان  كان فيه انجازات".

ما هو فهمهم للانجازات؟

"مثلا، عدد ايام الحرب لديهم هو 51 يوما، خلافا لعدده عندنا والذي هو 50 يوما، وذلك لانهم يحسبون ايضا اليوم الذي سبق الحرب والذي اطلقوا فيه عشرات الصواريخ نحو اسرائيل ردا على موت ستة نشطاء في نفق. ثمة في ذلك أيضا رغبة في أن يظهروا بان هذه كانت حربا بمبادرتهم من اجل احداث تغيير اقتصادي – ما يسمونه رفع الحصار – في وضع غزة. وحسب فهمهم فقد نجحوا في الصمود لزمن طويل امام الجيش الاسرائيلي القوي، ومسوا بنسيج الحياة في اسرائيل ودفعوا قسما من السكان في غلاف غزة الى المغادرة. هذه هي الانجازات التي يتحدثون عنها، وبالتأكيد علنا. ولكن يجري عندهم، ولا سيما في البعد العسكري، عملية استخلاص دروس ايضا. وهم على وعي بالضربة الشديدة التي تلقوها والاضرار التي لحقت بالبنى التحتية المدنية والبنى التحتية لحكمهم في غزة".

ستة اسابيع مرت منذ نهاية الحرب التي جبت حياة 73 جنديا ومواطنا ونحو 2.300 فلسطيني. وحسب معطيات وكالة الغوث، بقي نحو 80 الف نسمة بلا مأوى، إثر تدمير الاف المنازل. "لقد كانت هذه هي المواجهة الاشد بين اسرائيل والفلسطينيين منذ حرب لبنان في 1982. ولا بد أن هذه كانت التجربة العسكرية الاكبر لحماس منذ تأسيسها"، يضيف العقيد م. "التهدئة الامنية والهدوء منوطان كثيرا جدا فيما اذا كانت ستتحقق تهدئة مدنية واستقرار اقتصادي. مستقبل غزة – ومن هذه الناحية مستوى التهديد الذي يحدق منها على اسرائيل ايضا – منوط بالاقتصاد. وتعزي حماس اهمية كبيرة للموضوع المدني. القصة الكبيرة في غزة هي القصة المدنية. الاعمار. لقد بدأت حماس تنتج وتنشر بضع مئات من الاكواخ، من انتاج ذاتي، للاحياء في شرق خانيونس وبيت حانون. وبالطبع هذا قليل جدا ولا يكفي، ولا سيما قبيل حلول الشتاء، ومن هنا، ولان القطاع في دمار شامل، مهم لهم ان يسرعوا ما نسميه نحن "اقامة مديرية الاعمار"".

قبل نحو اسبوع اعيد من جديد اقرار اتفاق الشاطيء الذي وقع في نيسان بين م.ت.ف وحماس. وهذا هو الاتفاق الذي شق الطريق لاقامة حكومة المصالحة الوطنية. "الاتفاق يرمي الى تحقيق ثلاث مسائل مركزية" يشدد رئيس ساحة المعركة الفلسطينية. "الاولى هي موضوع المعابر. في هذا الموضوع اوضحت حماس بان لا معارضة لديها في أن تسيطر السلطة عليها. ومع ذلك لا يوجد بعد قرار اذا كانت السلطة ستبعث الى مهمة المعابر برجال الحرس الرئاسي ام ستجند من بين رجالها في غزة. والمسألة الثانية هي اعمار البنى التحتية في القطاع باسرع وقت ممكن قبل الشتاء. وفي حماس يأملون بان تدفع الاموال، البضائع، المواد الخام والمباني الجاهزة – ويمكن أن يكون هذا من السعودية، قطر أو من اتحاد الامارات.

"الموضوع الثالث هو رواتب الموظفين. تأمل حماس في أن يتشكل جهاز دولي لتحويل الاموال. وتحدث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله عن جهة ثالثة تحول الرواتب. وتتخذ السلطة الحذر الشديد في هذا الشأن. فهي لا تريد أن تظهر كمن تمول موظفي حماس وتخشى أن يتسرب المال الى الذراع العسكري وتمويل اهداف عسكرية لحماس. وتجري السلطة تمييزا واضحا بين الموظفين في الوزارات المدنية كالبريد، الزراعة، الصحة، المواصلات العامة، وبين  هيئات مثل وزارة داخلية حماس، التي من خلالها تعمل شرطة حماس والامن العام.

متى يفتح معبر رفح بين غزة ومصر؟

"نحن لا نعرف. هذا موضوع للمباحثات بين السلطة والمصريين الذين يريدون أن يروا تواجدا للسلطة في غزة. ويجري هذا الموضوع بوتيرة مصرية. اليوم مفتوح المعبر للحجاج، لجمع شمل العائلات، للطلاب وللحالات الطبية. وبالاجمال نحن نرى أن حماس مستعدة لان تدفع ثمنا رمزيا في شكل تواجد للسلطة على أن تحل المسائل الثلاثة التي احصيتها بسرعة. وخلف كل هذا يمكن ان تنشأ قصة اكبر.

"لاول مرة منذ 2007 توجد امكانية موطيء قدم للسلطة الفلسطينية  في غزة. ولكن محظور الوقوع في الاوهام. حتى لو عملت حكومة المصالحة وحتى لو كان هدوء في القطاع، فان حماس لن تتنازل عن انجازاتها الجوهرية. وهذا بالاساس هو الذراع العسكري وقدراته. وستحاول حماس العودة لانتاج الصواريخ واستكمال المخازن وكذا تجنيد قوة بشرية بدل اولئك الذين قتلوا وجرحوا. ونقدر بانهم يعودون رويدا رويدا منذ الان الى انتاج الوسائل القتالية، بما في ذلك الصواريخ وبناء الانفاق وهذا سيتصاعد. وان  كان بالطبع ليس بالحجوم والوتيرة التي كانت قبل الجرف الصامد".

ماذا بشأن مكانة خالد مشعل؟ هناك تقارير عن ان مكانته ضعفت وربما سيطلب اليه مغادرة قطر والانتقال الى تركيا.

"لا اعرف عن انتقاله من قطر الى تركيا. فلا يزال مشعل هو الذي يصدر النبرة في الحركة. ورغم الانتقاد عليه – في الصحافة الفلسطينية كتبوا عنه بتعابير جهاد الفنادق – فانه يصمم استراتيجيتها. رغم كل شيء يبقى الجهة المركزية في حماس".