خبر ذهب الشريك- معاريف الاسبوع

الساعة 08:58 ص|03 أكتوبر 2014

ترجمة خاصة

ذهب الشريك- معاريف الاسبوع

بقلم: آفي بنياهو

(المضمون: الخطاب البائس لابو مازن قبل اسبوع من على منصة الامم المتحدة فقد أعاد الثقة بين الشعبين ثلاث سنوات الى الوراء - المصدر).

1. لم يسبق أن صادفت اسم أو صورة وزيرة خارجة ليختنشتاين، ويخيل لي أني لم أزر هناك في أي مرة، ولكن هذا الاسبوع، في خطابها امام الجمعية العمومية للامم المتحدة قبل وقت قصير من خطاب نتنياهو قالت امورا ذات مغزى. فقد قالت اورليا بريك: "كان الرجال مسؤولين على مدى سنوات طويلة جدا عن شؤون الحرب والسلم على حد سواء – ونتائجهم لم تكن جيدة كثيرا".

السيدة بريك محقة تماما. صورة الوضع في العالم بالادارة الرجالية لا تتطابق وارادة الجماهير في ارجاء العالم ممن يريدون العمل بكرامة وان يكون لهم ولعائلاتهم الطعام والمأوى. واذا ما اضيف الى ذلك التعليم، جودة الحياة والبيئة، الخدمات الصحية والرفاه في مستوى جيد – ممتاز.

اما الخطاب البائس لابو مازن قبل اسبوع من على منصة الامم المتحدة فقد أعاد الثقة بين الشعبين ثلاث سنوات الى الوراء. وينبغي الافتراض بان رئيس السلطة كان على وعي بذلك، ومشكوك أن تكون محافل الاستخبارات في الجانب الاسرائيلي فوجئت. ومثلما كتبت قبل اسبوعين، يتمتع ابو مازن بمكانة رئيس دولة دون المسؤولية عن دولة. هذا الوضع مريح له، وهو يخشى اتخاذ قرارات أليمة والوصول الى اتفاقات. فمع اسرائيل يقيم علاقات خاصة من "الجهة المعتدلة" حيال حماس من جهة، وعلى الفور عندما "يمتلىء الدلو بالزيت الطيب" لعجلات المفاوضات – فانه يركله.

يعرف ابو مازن جيدا بان اقوال التشهير والخداع التي القاها لن تلقى الحزن او الاكتئاب في الجانب الاسرائيلي، بل الفرح والبهجة وستترجم على الفور الى رسائل "لا شريك"، "تمزيق القناع" و "قلنا لكم".

وفقط قبل شهر، في الجرف الصامد وبعدها، اتخذ ابو مازن للحظة صورة الحليف للتقدم مع اسرائيل، مصر والاردن حيال حماس ومنظمات ارهابية اخرى. اما الان فهو يظهر مرة اخرى كمن وضع مصلحة شعبه جانبا من اجل منفعته الشخصية، ويوفر لحكومة اسرائيل وقادتها كل الرسائل الصحيحة من ناحيتهم. المشكلة هي اننا، شعب اسرائيل، والى جانبنا الشعب الفلسطيني "نأكل الطين" للزعامة الناجية عبر تغذية العداء المتواصل، وهذا حقا محزن بعض الشيء.

وعندما يأتي هذا مع اول المطر والسماء المتلبدة ومع فهم ما يحصل من حولنا، فان هذا باعث على الاكتئاب بعض الشيء.

2. هذا الاسبوع، عند اجماله لحملة الجرف الصامد في الندوة في تل أبيب، قال وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون انه لم يتبقَ لدى حماس سوى 2.000 صاروخ من أصل نحو 10.000 كانت بحوزتها في بداية الحرب. حسنا؟ وماذا في ذلك؟ ماذا بالضبط يهم هذا؟ إذن بقي 2.000 وفي الاشهر القادمة سينتجون 8.000 صاروخ آخر، إن لم يكن أكثر، وحتى عندها فان هذا لن يعني شيئا.

بعد تحقيقات الجيش الاسرائيلي سيتوجب فحص وتغيير عموم التفكير والنهج حيال تهديد حماس (وبالمناسبة، تحقيقات معاهد البحوث على انواعها تسبق قليلا تحقيقات الجيش الاسرائيلي، والتي يبدو أنها تجرى بجذرية اكبر). ان الدرس الواجب من الجرف الصامد هو أن مطاردة وسيلة الاطلاق وكذا الاطلاق للصاروخ لم تثبت نفسها.

لقد هاجم سلاح الجو آلاف حفر الاطلاق، المخازن، مواقع الانتاج ومنصات الاطلاق، ولكن حماس اطلقت النار حتى اليوم الاخير من الحملة. ما غير النتيجة النهائية لـ "حرب الخمسين يوما" الغريبة التي جرت هنا هو منظومة "القبة الحديدية" (التي لن تتمكن من توفير ذات مستوى الخدمة في معركة اوسع، مع حزب الله مثلا). وهذه مرة اخرى فرصة للاعراب عن التقدير لعمير بيرتس على اصراره.

من الجهة الاخرى، ما ادى الى الاحساس بتفويت الفرصة والاحباط في الايام الاخيرة للحملة كان اطلاق النار من حماس نحو غلاف غزة ونحو مناطق الدخول، والتي الحقت ضررا شديدا بالبلدات وبالسكان وفي بعض الحالات كان هذا اكثر من أن يحتمل. فقد هجرت البلدات وموت الطفل دانييل تريغرمان ابن الاربع سنوات ادخلت دولة كاملة في حداد وطني.

ان الحل اللازم الان هو العثور على جواب لحماية بلدات الغلاف. فالانذار المبكر والحماية الناجعة لغلاف غزة سيكونان المفاجأة الاستراتيجية للجولة القادمة. وبالتالي فان عدد الصواريخ التي كانت وتبقت حقا لن يكون هاما. العكس هو الصحيح – في مثل هذا الوضع سيكون من الافضل ان تستثمر حماس في انتاج الصواريخ وبقدر أقل في امور اخرى. كل هذا، بالطبع الى أن يأتي السلام الى المنطقة، الى أن تحقق اسرائيل تجريد القطاع او الى ان يحكم العقل السليم.