خبر إعمار القطاع كمصلحة إسرائيلية- يديعوت

الساعة 02:22 م|01 أكتوبر 2014

ترجمة خاصة

إعمار القطاع كمصلحة إسرائيلية- يديعوت

بقلم: ديف شارما

 (المضمون: اذا كان بوسعنا أن نحطم القبضة الخانقة لحماس على اقتصاد غزة، فسيكون ممكنا أن نرى بسرعة شديدة التحدي لسيطرتها السياسية. وهذا شيء سيخرج منه كاسبا أمن اسرائيل مثلما سيكسب سكان غزة ايضا - المصدر).

زرت الاسبوع الماضي إحدى بلدات غلاف غزة – كيبوتس ناحل عوز. وكان الاحساس هناك كل شيء باستثناء الطبيعية. اسوار عالية من الاسمنت تحيط روضة الاطفال والعديد من العائلات لم تعد بعد

الى منازلها خوفا من انعدام الامن في كل ما يتعلق بالمستقبل. ويعتبر الهدوء الحالي في نظر السكان مؤقتا وهشا.

خمسون يوما من المواجهة مع غزة جبت ثمنا باهظا من الطرفين. ولكن وقف النار الحالي بقي هزيلا جدا. والوضع الراهن يجب أن يتغير والا فهناك خطر حقيقي لاستئناف نار الصواريخ على اسرائيل. "في اعقاب وقف النار وسعت اسرائيل منطقة الصيد الى غزة الى ستة أميال بحرية. 400 شاحنة تحمل البضائع تقطع كل يوم معبر الحدود في كرم سالم. وعندما زرت هناك رأيت كل شيء – من اكياس القمح وحتى كراتين حفاضات الاطفال، من لحوم البقر من استراليا وحتى غاز الطبخ، بل والواح السقوف وبذور البطيخ تقطع الحدود. هذه خطوات ايجابية وفي الاتجاه الصحيح، ولكنها ليست كافية، يجب اتخاذ خطوات اخرى.

هذا هو السبب للاهمية الكبرى للاتفاق الذي اعلن في بداية الاسبوع بين اسرائيل، السلطة الفلسطينية والامم المتحدة، والذي يسمح باعادة بناء واعمار قطاع غزة. كما أن هذا هو السبب الذي يجعل دولا كاستراليا تسارع الى تأييده.

لدى اسرائيل مخاوف شرعية في مواضيع الامن. فكل آلية لاجتياز الحدود يجب أن تعطي فيها الرأي. ولن تقبل أي دولة في الاسرة الدولية وضعا تستخدم فيه اكياس الاسمنت لبناء الانفاق للهجمات الارهابية على اسرائيل. ولكن على فرض أنه سيكون ممكنا توفير احتياجات الامن لاسرائيل، فان تحسين الوضع الاقتصادي لسكان غزة هو هدف يمكن لاسرائيل أن تتقاسمه مع الاسرة الدولية.

ان احتياجات الاعمال لغزة حقيقية وذات مغزى. وليس اقل اهمية من ذلك هو تحسين الفرص الاقتصادية التي تسمح لسكان القطاع بكسب رزقهم بشكل مستقل. عندما زرت غزة قبل بضعة اشهر، صدمت من قوة سيطرة حماس على الاقتصاد المحلي. واذا كان للناس عمل، فهم يعملون في خدمة حماس او يعملون في خدمة منظمات الاغاثة الدولية. ومعظم السكان يعيشون على مخصصات الاغاثة والصدقات. وتجمد الاقتصاد. هذه صورة وضع بائسة لمكان كان معروفا ذات مرة بطبقة تجاره المزدهرة.

ان آلية جديدة لمعابر الحدود، مع رقابة واشراف وتأكد ناجع، يمكن أن يغير هذه المعادلة. واذا كان بوسع البضائع ان تتحرك بحرية أكبر من والى غزة، واذا كان ممكنا استئناف التصدير، واذا كان ممكنا اعادة بناء القطاع الخاص – فسيكون ممكنا احداث ثورة في سياسة غزة، يمكنهم ان يبيعوا محصولهم في الضفة الغربية، حيث الدخل للفرد اكبر بثلاثة اضعاف منه في القطاع. ويمكن للفلسطينيين سكان الضفة أن يصبحوا أيضا مصدرا للسياحة في شواطيء غزة.

هذا لن يحصل بين ليلة وضحاها. ولكن اذا كان بوسعنا أن نحطم القبضة الخانقة لحماس على اقتصاد غزة، فسيكون ممكنا أن نرى بسرعة شديدة التحدي لسيطرتها السياسية. وهذا شيء سيخرج منه كاسبا أمن اسرائيل مثلما سيكسب سكان غزة ايضا.