خبر اختلافات يمكن عقد جسور فوقها- اسرائيل اليوم

الساعة 12:17 م|01 أكتوبر 2014

ترجمة خاصة

اختلافات يمكن عقد جسور فوقها- اسرائيل اليوم

بقلم: دان مرغليت

 (المضمون: مهمة مساعدي الرئيسين اوباما ونتنياهو أن يعملوا الآن قبل اللقاء بينهما على التقريب بين وجهات النظر بينهما كي لا يظهر للعالم اختلاف بين امريكا واسرائيل - المصدر).

إن هذه الساعات التي تسبق اللقاء بين براك اوباما وبنيامين نتنياهو هي الزمان الطيب لمساعديهما الكبار الذين مهمتهم أن يخدموا "ربيهم" كما يعبدون إلههم. وبخاصة أن كل المحللين يتحدثون عن سلسلة اختلافات وعدم تفاهم وعلاقات سيئة. وقد كانت امور تشبه ذلك في الماضي كما كان بين جيمي كارتر واسحق رابين ومناحيم بيغن بعده، وجورج بوش مع اسحق شمير. ووجد دائما من جهد حتى آخر دقيقة في تقديم صياغات شديدة اللهجة وإن لم ينجحوا ايضا في تسوية الاختلافات، لكنهم نجحوا على الأقل في التغطية على شيء من المناوءة الكلامية، والكلمات في السياسة وسيلة عمل وهي مهمة ايضا.

كان واضحا من البدء أن البيت الابيض سيلاحظ أنه غاب عن خطبة نتنياهو ذكر حل الدولتين للشعبين. وكان متوقعا ايضا أن يرد متحدثو اوباما على ذلك بتجهم. ولا يمكن الآن عقد جسر فوق هذه الفجوة، لكن في هذا الوضع التقليدي يكون عمل حاملي الأمتعة أن يُلينوا الامور بحيث يكرر اوباما مثلا ذكر حل الدولتين للشعبين ويقول نتنياهو إنه يريد أن يعود الى الخطة لكنه لا يوجد الآن شريك فلسطيني وهو ينتظره، وهذا تليين يقابل التجاهل.

والامر كذلك ايضا فيما يتعلق بالصيغة التي عرضها نتنياهو على نحو رياضي تقريبا وهي أن داعش = حماس. والولايات المتحدة لا ترى الامر كذلك ولا يراه كذلك اسرائيليون كثيرون ايضا. ومهمة المساعدين من الطرفين أن يجدوا صيغة يستطيع الزعيمان "معايشتها" مثل أن حماس = نصف داعش لا بمصطلحات رياضية بالطبع بل لغوية.

بل يمكن في الشأن الايراني التقريب بين صيغتي الطرفين وإن كان الخلاف سيبقى على حاله. إن الولايات المتحدة التي اصبحت مخطئة خطأ متسلسلا فيما يتعلق بالتطورات في العالم العربي وفي الشرق الاوسط، تتسلى الآن باقتراح أن يستمر الايرانيون على استعمال 4 آلاف جهاز طرد مركزي آخر، ويعتقد نتنياهو أن هذا خطير. ويمكن اصدار اعلان مشترك يقول إنه برغم وجود اختلاف في تفاصيل مختلفة ما زالت الولايات المتحدة تتمسك بموقفها المعلن، وإن يكن غير صادق، وهو أنها ستمنع ايران من صنع سلاح ذري.

إن اوباما غير مهتم باظهار اختلاف مع اسرائيل وهو قريب من انتخابات مجلس الشيوخ ومجلس النواب بعد شهر، وليس لنتنياهو مصلحة ألبتة في أن يظهر الاختلاف مع الولايات المتحدة حتى حينما توجبه المضامين السياسية المتناقضة.

لا شك في أنه اذا تطور اللقاء ليصبح جدلا فان في جعبة نتنياهو طائفة من الامثلة تشهد على عدم وجود فهم أساسي من الادارة الحالية لما يجري في الشرق الاوسط من تطورات.

لكن ما مصلحته في أن يقذف براك اوباما الذي يدرك هو نفسه بيقين أنه اخطأ في الماضي، أن يقذفه بالحقيقة في وجهه؟ ولا سيما أن الرئيس الحالي الذي خالف سياسة اسرائيل بشدة منحها الامن القومي أكثر من أسلافه بكثير، وهو الآن – وإن يكن ذلك متأخرا – في ذروة حرب مناسبة لداعش.