خبر منصب وزير العدل الأمريكي…وظيفة شاغرة لا يريد أي أحد استلامها

الساعة 06:20 ص|29 سبتمبر 2014

رام الله

يواجه البيت الأبيض معركة شرسة في الكونغرس لتأكيد خلف للمدعى العام اريك هولدر ولكنه قبل ذلك يواجه عقبة اشد وهي العثور على شخص ما يريد هذه الوظيفة .

ودفعت قائمة الترشيحات الرسمية والمحتملة على الفور بعض الشخصيات العالية المستوى الى اعلان عدم رغبتها في احتلال المنصب حيث اعلن حاكم ولاية ماساتشوستس ديفال باتريك والسناتور شيلدون وايتهاوس ممثل ولاية كاليفورنيا والنائب العام كامالا هاريس في غضون ساعات قليلة من استقالة هولدر بانهم يريدون البقاء في وظائفهم الحالية .

وهنالك عدة اسماء اخرى تحوم حولها الشائعات في واشنطن ولكن الخبراء قالوا بانه مهما كان الخليفة المنتظر وخاصة من بين ذوي التطلعات السياسية العليا فان هنالك تحفظات جدية بشأن منصب وزير العدل في العهد الاخير من رئاسة اوباما .

وقال جون هوداك من معهد بروكينغز أن منصب وزير العدل محاصر بالقدرة على اتخاذ قرارات مثيرة للجدل للغاية واجراءات وانشطة معقدة وان المنصب يحتاج لشخص لديه طموحات حقيقية ويود تجنب الاضطرار لاتخاذ قرارات لا تحظى بشعبية مع جزء كبير من السكان او « حمل المياه « نيابة عن الرئيس الامريكي لاتخاذ خيارات ليست لصالح الوزير .

الرئيس الامريكي باراك اوباما بحاجة للتصرف بسرعة لاختيار خليفة لوزير العدل المستقيل لأن فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية المقبلة لمجلس الشيوخ في تشرين الثاني سيمنح الحزب القدرة على منع الترشيحات الرئاسية ضمن سيناريو لا تحبذه الادارة الامريكية ولكن جوش ارنست السكرتير الصحافي للبيت الابيض قال بانه لا مخاوف حول ذلك على الاطلاق .

وقال مراقبون أن مواقف الوزير المستقيل نفسه قد ادت الى صعوبة في ايجاد بديل له، واوضح مساعد زعيم الاقلية في مجلس النواب جيم كلييبورن بان هولدر رغب بالاستقالة في نهاية فترة اوباما الاولى لوتمكن من ذلك وان الجميع يعلم بانه كان يود ترك منصبه .

وهنالك عدة اسباب تجعل اى شخص يحلم بمكتب سياسي الابتعاد عن منصب وزير العدل حيث يضطر وزراء العدل لمعالجة القضايا الساخنة التى تتراوح بين استراتيجية الارهاب الى الحقوق المدنية وقوانين السيطرة على الاسلحة، واستبدال هولدر يعنى بان الوزير الجديد مضطر للتقاطع مع كل قضية ساخنة في الافق، ومن بين هذه التحديات القادمة مسألة اتخاذ اجراءات ضد شرطة مدينة « فيرغسون « في ولاية ميسوري التى شهدت اضطرابات عنيفة على خلفية مقتل مراهق اعزل على يد الشرطة وقضية تقديم عفو عام عن مرتكبي جرائم المخدرات غير العنيفة وتنفيذ الاوامر المتعلقة باصلاح قوانين الهجرة ومعالجة القضايا المرفوعة ضد البنوك بتهمة التلاعب بالعملة .

ويتطلب الموقع الوزاري، ايضا، معالجة الدعاوى المرفوعة ضد الجهات المانحة للحزب الديمقراطي وهي قضية محفوفة بالمخاطر السياسية حيث أن ملاحقة اعضاء من الحزب الذي تنتنمى اليه سيجلب لك الكثير من الاعداء مما يفسر الدهاء السياسي لحاكم ماساتشوستس الذي رفض المنصب لانه يعلم بانه لا يوجد أي شيء يمكن كسبه من هذا المنصب.

وقال ديفيد لويس استاذ العلوم السياسية في جامعة فاندربيلت أن احتلال المنصب في نهاية عهد الادارة يجعله مهمة غير جذابة على الاطلاق كما ان السنوات الاخيرة من الرئاسة تشهد غالبا علاقات صعبة ومتوترة بين البيت الابيض وكابيتول هيل، واذا تمكن الحزب الجمهوري من تحقيق نصر انتخابي يؤهله للسيطرة على مجلس الشيوخ فان ذلك يعنى بلا شك زيادة طفيفة في تحقيقات الكونغرس للادارة واخضاع النائب العام « الوزير « لتدقيقات شرسة.

ومن المرجح ان يفشل الرئيس اوباما في اختيار مرشحه المفضل للمنصب وربما مرشحه الثاني او الخامس لأنه من الصعب الحصول على شخص موهوب حقا.

ومما زاد من صعوبة العثور على شخص مؤهل اعلان السيناتور ايمي كلوبوشار عدم نيتها لشغل المنصب حيث قالت أنها سعيدة بعملها ككمثل لولاية مينسوتا وأن هنالك الكثير من العمل الذي ينتظرها في الكونغرس فيما ردت وزيرة الأمن الداخلي السابقة جانيت نابوليتانو في رسالة أنها سعيدة في عملها الحالي في جامعة كاليفورنيا ولا تريد المنصب.