خبر الاحتلال يبدأ بترميم مواقعه العسكرية التي عطلتها المقاومة على حدود غزة

الساعة 06:22 م|28 سبتمبر 2014

وكالات

سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومع وقف الحرب على قطاع غزة قبل قرابة الشهر بإعادة تشييد وأعمار وترميم مواقعه العسكرية التي تضررت وتعطلت بفعل ضربات المقاومة خلال الحرب، من اجل بناء منظومة جديدة للدفاع عن تلك المواقع والمستوطنات التي تقوم بحمايتها، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الحرب رغم تفوقها العسكري والتقني.

ويعتبر موقع المدفعية الذي يقع شرق بلدة "جُحر الديك" وسط القطاع، والذي عطلته المقاومة الفلسطينية بفعل ضرباتها المتواصلة له، وكذلك عطلت الموقع البديل له؛ أحد أهم المواقع الذي تعكف قوات الاحتلال على ترميمه بشكل كامل، وتحصينه باليات ومعدات أكثر تطورًا لتفادي الأخطاء التي وقع بها جيش الاحتلال خلال الحرب، ووضع خطة جديدة لهذا المواقع الهام بعد فشله الكبير خلال الحرب، بحسب مراقبين.

وتعرض قطاع غزة في السابع من تموز (يوليو) الماضي لحرب إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2158 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة، في حين تمكنت المقاومة من قتل وجرح المئات من جنود الاحتلال، وإطلاق الآلاف من الصواريخ.

وقال سكان محليون لـ "قدس برس" أن قوات الاحتلال شوهدت مؤخرًا وهي تقوم بنقل الآليات المدفعية المعطلة من موقع المدفعية شرق بلدة جُحر الديك إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948م وتزويد الموقع باليات مدفعية جديدة وذخائر وتحصين الموقع من جديد .

كما قام جيش الاحتلال برفع منطاد عسكري جديد في أجواء الموقع ويحمل هذا المنطاد وفق خبراء عسكريين أجهزة استشعار عن بعد عالية الدقة تهدف إلى إنذار الجنود فور انطلاق أي مقذوفات باتجاههم، وبنفس الوقت فان هذا المنطاد يعد هو والقمر الصناعي سلاح أساسي لتوجيه وتعديل مسار القذائف المدفعية التي تطلق. بحسب السكان.

تحصين الموقع
وتأتي هذه الخطوة من جيش الاحتلال بعد الخطر الكبير الذي شعر به في هذا الموقع خلال الحرب على غزة، ليسارع إلى تحصينه بكافة الأشكال سواء بسواتر ترابية أو مكعبات أسمنتية أو أجهزة استشعار أو رادارات وكاميرات مراقبة على أعلى مستوى من التقنية؛ لا سيما بعد فشل هذا الموقع الهام خلال الحرب والذي حولته المقاومة الفلسطينية إلى "مدينة أشباح" مع الأيام الأولى للحرب.

ويعتبر موقع المدفعية شرق بلدة "جُحر الديك" احد أهم وأكبر المواقع العسكرية الإسرائيلية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتقدر مساحته بأربعة كيلوا متر مربع، ويقع خلف أشجار حرشيه كثيفة وهو محصن من الواجهة الأمامية المطلة على الحدود بسواتر ترابية عالية ومكعبات أسمنتية كبيرة بالإضافة إلى الكثير من أجهزة الاستشعار والرادار وكاميرات المراقبة المحيطة به.

وهذا هو الموقع الوحيد الذي يمكنه أن يقسم قطاع غزة إلى نصفين شمال وجنوب ، وكان من مهام هذا الموقع المنوطة به ضرب كافة أرجاء قطاع غزة من الشمال حتى الجنوب، ويعد الموقع الأساسي للتمهيد لجنود واليات الاحتلال في حال دخولهم إلى قطاع غزة برا، بما يعرف بعملية "التطهير" أو المسح من خلال القصف.

وما أن بدأ الاحتلال حربة على قطاع غزة حتى شرع موقع المدفعية بقذف حممه باتجاه منازل وأراضي المواطنين الفلسطينيين ، ولكن الاحتلال لم يكن يعلم بأنه قد فتح على نفسه بذلك أبواب جهنم ليصبح هذا الموقع تحت نار المقاومة الفلسطينية الكثيفة، لتقوم فصائل المقاومة الفلسطينية يشتي أذرعها العسكرية بقصف هذا الموقع بالصواريخ المضادة للدروع والأفراد من نوع "107" الذكية ، وكذلك قذائف الهاون يشتى العيارات .

ضربات المقاومة
وقال سكان محليون في بلده "جُحر الديك" لـ "قدس برس" لم تكن تمر دقيقة حتى نستمع لأصوات الانفجاريات الكبيرة والمتتالية بداخل موقع المدفعية، وكذلك أصوات سيارات الإسعاف التابعة لجيش الاحتلال كنا نستمع لأصواتها داخل الموقع، وكنا بشكل مستمر نستمع لأصوات صفارات الإنذار بداخله، وكذلك لمكبرات الصوت التي كانت تتحدث بالعبرية قائلة "اختبؤا اختبؤا " .

وأضاف السكان القريبون من الحدود انه وبعد تلقي جيش الاحتلال للعديد من الضربات الموجعة ونقل العديد من القتلى والإصابات من الموقع إلى مشافي الاحتلال توقف الموقع عن العمل قرابة خمسة أيام.

وأوضح احد المواطنين في حديثه لـ "قدس برس" انه بعد سماعهم للانفجارات بداخل الموقع على مدار ثلاثة أيام متتالية وعلى مدار الساعة والدقيقة وأصوات الإسعافات، فجأ توقفت كل هذه الأصوات وباتوا لا يستمعون لأصوات مدفعية الاحتلال وهي تقصف أو أي حركة بداخله، مما يدلل على أخلاء الموقع بالكامل .

وبعد أن توقف موقع المدفعية عن العمل التام باتت تسقط قذائف مدفعية بمناطق اختصاص موقع المدفعية وكانت هذه القذائف تنطلق من مناطق بعيدة مثل أحراش "كسوفيم"(شمال شرق خان يونس) والواقع إلى الجنوب من موقع المدفعية، وأحراش موقع الإرسال شمال موقع المدفعية شرق جباليا ومن شرق موقع المدفعية مسافة تبعد أكثر من 14 كيلومتر .

إفشال مخططات الاحتلال
وقال: "احد الخبراء العسكريين لـ "قدس برس" انه كان من المخطط لدى جيش الاحتلال أن يقوم موقع المدفعية الواقع شرق بلدة "جُحر الديك" بتنفيذ مهامه المنوط به ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن لذلك اتجه جيش الاحتلال لخطط بديلة يغطي بها فشل موقع المدفعية بالقيام بمهامه ، ولكنها لم تكون في نفس المستوى".

وأضاف: "ما أن بدأ جيش الاحتلال بحربة البرية على قطاع غزة حتى سارع الجيش بإنشاء موقع مؤقت لموقع المدفعية، وهذه المرة كان الموقع خارج الحدود بداخل بلدة "جُحر الديك" ، فبعد سيطرت الاحتلال على تلك المنطقة ونشر الاحتلال لآلياته وقواته الخاصة على مباني المواطنين بدأ بإنشاء موقع مؤقت للآليات المدفعية في تلك المنطقة وكان الموقع يبعد عن الحدود مسافة 900 متر انطلاقاٌ من الحدود غربًا"

وقام جيش الاحتلال بوضع سواتر ترابية حول هذه المدفعيات تخوفاً من تسلل مقاومين فلسطينيين لهذا الموقع المؤقت للمدفعية .

وقال السكان انه بعد إقامة هذا الموقع المؤقت للمدفعية سارعت فصائل المقاومة الفلسطينية بقصفة بقذائف الهاون وصواريخ الـ 107 الذكية، ليعاود الاحتلال مرة أخرى ليخلي هذا الموقع المؤقت كما قام بأخلاء موقع المدفعية الأساسي سابقًا .

ما تعرض له موقع المدفعية شرق بلدة "جُحر الديك" أكدته البلاغات العسكرية للمقاومة والتي كانت تمطر هذا الموقع وبقية المواقع بعشرات القذائف والصواريخ دفعة واحدة، وكذلك اعترافات قادة جيش الاحتلال حول الدور الذي لعبته قذائف الهاون في إخلاء هذه المواقع والمستوطنات الإسرائيلية.