خبر واشنطن تصطف إلى جانب إسرائيل وتصف خطاب عباس بـ «الاستفزازي»

الساعة 01:56 م|27 سبتمبر 2014

وكالات

اصطفت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل ووجهت انتقادات شديدة لخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ألقاه يوم أمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصفته بأنه «استفزازي».

وكان عباس حينما أعلن عن خطوته المتمثلة في التوجه للأمم المتحد لاستصدار قرار يحدد جدولا زمنيا لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 قد توقع أن تثير هذه الخطوة غضب واشنطن.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ضغط على عباس خلال اجتماعهما يوم الخميس الماضي من أجل عدم التقدم بقرار من هذا النوع، ووصف مصدر فلسطيني لـ "عرب48" أجواء اللقاء بأنها «غير مريحة»، حيث حاول كيري إقناع عباس بعدم اتخاذ ما أسماه «خطوة من جانب واحد لا تسهم في بناء الثقة».

وقد عبرت واشنطن  يوم أمس عن اسيائها من خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس،  في الدورة 193 للجمعية العامة للامم المتحدة، واعتبرته الخارجية الأمريكية «خطابا استفزازيا»

 وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، جنيفر بساكي، إن تصريحات عباس "استفزازية". وقالت "كانت في خطاب الرئيس عباس اليوم(يوم أمس) توصيفات مهينة هي في العمق مخيبة للامال ونرفضها".

وأضافت أن "مثل هذه التصريحات الاستفزازية غير مثمرة وتقوض الجهود لايجاد مناخ ايجابي واعادة الثقة بين الجانبين".

أما أوساط رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتانياهو، فقالت إن هذا الخطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "يحرض على الكراهية ومليء بالأكاذيب". وقال مصدر قريب من نتانياهو لوكالة فرانس برس "ليس بهذه الطريقة يتحدث رجل سلام".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اتهم- في بيان- عباس بممارسة "إرهاب دبلوماسي". وقال إن "محمود عباس لا يريد ولا يمكنه ان يكون شريكا في تسوية سياسية للنزاع". وأضاف "ما دام محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية فإن النزاع سيستمر".

وخلافا لما اعلن الاثنين، لم يحدد عباس برنامجا زمنيا جديدا لمفاوضات السلام مكتفيا بطلب قرار من مجلس الامن الدولي لا فرصة لاقراره.

واتهم  عباس في كلمته إسرائيل بارتكاب "جريمة إبادة" في قطاع غزة، مؤكدا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المفاوضات فشلت وحان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و"لاستقلال دولة فلسطين".

وتحدث عباس عن "حرب إبادة" شنتها اسرائيل على غزة، في إشارة الى الحرب العدوانية  على قطاع غزة التي استمرت خمسين يوما وأسفرت عن استشهاد 2140 فلسطينيا معظمهم من المدنيين وأدت إلى تدمير القطاع.

وقال عباس "آن لهذا الاحتلال الاستيطاني أن ينتهي الآن (...) هناك احتلال يجب أن ينتهي الآن وهناك شعب يجب أن يتحرر على الفور. لقد دقت ساعة استقلال دولة فلسطين".

وبعد أن وصف الهجوم على غزة الذي جرى بين تموز(يوليو) وآب(أغسطس) الماضيين "بحرب إبادة"، أكد عباس أنه "باسم فلسطين وشعبها أؤكد هنا اليوم: لن ننسى ولن نغفر ولن نسمح بأن يفلت مجرمو الحرب من العقاب".

وأضاف أن "الحرب الأخيرة على غزة كانت سلسلة من جرائم الحرب مكتملة الأركان نفذت وببث مباشر على مرأى ومسمع العالم بأسره لحظة بلحظة. فلا يعقل أن يدعي أحد الآن أنه لم يدرك حجم وهول الجريمة". وتابع "لا يعقل أن يكتفي البعض بإعلان دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون الاهتمام بمصير آلاف الضحايا من أبناء شعبنا".

لكن الرئيس الفلسطيني لم يشر الى إمكان اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي سبق أن توعد به مسؤولون فلسطينيون.

وتستطيع فلسطين الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية منذ حصولها عام 2012 على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، ومن ثم أن ترفع شكوى ضد إسرائيل لدى المحكمة المختصة بالنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعمليات الإبادة.

وجدد عباس مطالبته برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع الذي "يخنق غزة ويحولها الى أكبر سجن في العالم لنحو مليوني مواطن فلسطيني".

وطالب الرئيس الفلسطيني بقرار يصدره مجلس الامن الدولي "ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويحقق حل الدولتين دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 الى جانب دولة إسرائيل مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام"