خبر ماذا بعد خطاب الرئيس بالامم المتحدة؟

الساعة 12:27 م|26 سبتمبر 2014

وكالات

كد محللون على ضرورة تعزيز خطة الرئيس محمود عباس وما سيتقدم به اليوم الجمعة في خطابه امام الامم المتحدة بشأن انهاء الاحتلال، بسلسلة من الخطوات المساندة اهمها تعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل المقاومة الشعبية، والتحرك باتجاه الانضمام للمنظمات والاتفاقات الدولية.

ويتوقع ان يتقدم الرئيس عباس بمشروع قرار لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وفق جدول زمني معين، يعقبه الذهاب إلى مفاوضات لترسيم الحدود.

وقال المحلل السياسي طلال عوكل لـ القدس دوت كوم: "اذا ما حاز الطرح الفلسطيني على موافقة مجلس الامن فان الرهان على المفاوضات سيعود مرة أخرى وان لم يحصل ذلك، فان انظار القيادة الفلسطينية ستنتقل لخطوات أخرى نحو الامم المتحدة، مثل المطالبة بتغير مكانة فلسطين الى دولة كاملة العضوية، والانضمام لاتفاقية روما وتفعيل تقرير غولدستون وغيره".

واضاف عوكل: "من اجل دخول معترك الامم المتحدة يجب ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهي اساس المواجهة القادمة ما بعد خطاب الرئيس محمود عباس، لان الفلسطينين سيكونون قريبين من نهاية مرحلة وبداية مرحلة" مشيرا الى ان فصل المفاوضات عن المقاومة في المرحلة السابقة لم ينجح في تحقيق انجازات "لا من هذه ولا من تلك ايضا، رغم ان اداء المقاومة كان ممتازا لكن الحصيلة السياسية كانت صفر".

واوضح ان "رفض المبادرة المقدمة من قبل القيادة الفلسطينية يعني ان المفاوضات بعد هذه المبادرة ستصل الى نهايتها، وبعد ذلك يكون الذهاب الى اشتباك مفتوح في الاطار العام، من خلال المقاومة الشعبية السياسية والمقاطعة، والتوجه لمؤسسات الامم المتحدة".

وحول الموقف الامريكي الرافض للمبادرة الفلسطينية كما سبق واعلن، اشار عوكل الى ان "الولايات المتحدة لا ترفض الخطة بحد ذاتها بقدر ما ترفض التوجه للامم المتحدة، لانها لا تريد نقل ملف المفاوضات من يدها او يد اللجنة الرباعية، و تراعي الموقف الاسرائيلي".

ويرى ان "التحالف الدولي الذي انجزه الرئيس عباس مع 7 دول اوروبية اضافة للدول العربية لدعم المبادرة الفلسطينية سيكون له ثقل كبير لكنه لن يمنع الفيتو الامريكي".

وقال: "ان وقوف 7 دول اوروبية من بينها فرنسا الى جانب الفلسطينين، هو تشجيع للتوجه بقوة اكبر للمؤسسات الدولية، وهذا يخلق رأيا دوليا عاما يحرج الولايات المتحدة واسرائيل، باعتبار ان هذه الدول متحالفة مع امريكا عمليا وعندما تأخذ موقفا مغاير عن واشنطن تبدو الاخيرة وكانها معزولة كما هي اسرائيل وهذا يشكل ضغطا حقيقيا".

من جانبه وصف المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، ما يتضمنه خطاب الرئيس عباس في الامم المتحدة، بانه خطة عمل من اجل التدخل الدولي الفاعل لالزام اسرائيل بعملية سلمية جادة على اساس واضح، وهي محاولة باتجاه ان يتحمل المجتمع الدولي المسؤلية الملقاة على عاتقه في مواجهة السياسة الاسرائيلية القائمة على اساس نسف عملية السلام.

وقال سويلم: "هذه محاولة للضغط على المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل، وهي جزء من معركة متشعبة لا تشمل فقط الضغط الدولي سياسيا، وانما قانونيا ايضا، ويتمثل ذلك بهيئات الامم المتحدة ومؤسساتها ومن ضمنها محكمة الجنايات الدولية".

واشار الى ضرورة تفعيل التعاون الاقليمي والفلسطيني العربي لاسناد وانجاح هذه الخطوة دوليا فضلا عن ضرورة وجود فعل فلسطيني مقاوم باطار الشرعية الدولية، بما ينسجم مع "متطلبات التحرر الوطني الملتزمة بقواعد القانون الدولي".

واضاف: "بعد تقديم المبادرة يجب على القيادة الفلسطينية ان تبدأ باجراءات الانضمام للمؤسسات الدولية وان تطارد الاحتلال بالقانون الدولي، وتجعل استمرار الاحتلال مكلفا سياسيا واقتصاديا وثقافيا (على اسرائيل)".

واوضح ان "تكامل العناصر في هذه المعركة هو الضمان لتحقق النتائج المرجوة، لذا يجب تهيئة الاجواء الداخلية للوحدة والصمود".

وحول التحالف الاروبي لدعم مبادرة الرئيس عباس، قال سويلم: " هذا التحالف يأتي في اطار مأسسة الدعم الدولي لفلسطين، واعتقد ان المواقف الاوروبية تتقدم كثيرا نحو تحويل الدعم الاوروبي من دائرة التضامن والشجب الى دائرة الفعل".

واضاف: "المجتمع الاسرائيلي حساس تجاه الموقف الدولي، حتى وان كان اليمين الاسرائيلي يحاول التغاضي عن ذلك، وهذا سيؤثر على طريقة الدعم الامريكي لاسرائيل، وكلما اصبحت محاصرة الاحتلال ممكنة ضاقت سبل دعم سياساته، واعتقد ان اسرائيل تجد نفسها تنزلق شيئا فشيئا كما كانت جنوب افريقيا ابان الضغوط الدولية اثناء فترة الفصل العنصري".

واوضح المحاضر في قسم العلوم السياسية بجامعة بير زيت الدكتور سمير عوض ان خطاب الرئيس عباس يتسم بـ "عدم رضا عن الدور الدولي في المفاوضات، ويطلب التدخل الجدي من الامم المتحدة، وان الولايات المتحدة لن توافق على المشروع الذي يحمله الرئيس وهذا لن يؤثر على اسرائيل، انه يجب ان يكون هناك تفعيل للمقاومة الشعبية الى جانب الحراك السياسي والدبلوماسي".

وحول التحالف الدولي المساند الذي شكله الرئيس عباس قال عوض ان "اي تحرك دولي سيشكل ضغطا ويزيد من عزلة اسرائيل على الساحة الدولية، والضغط السياسي يؤثر ايجابيا، لكن ذلك لا يكفي، حيث انه لن يقيم دولة فلسطينية دون وجود مقاومة شعبية حقيقية".