خبر مسئول عسكري صهيوني: قاتلنا بكل قوتنا ضد دولة كاملة يقال لها قطاع غزة

الساعة 08:28 م|25 سبتمبر 2014

القدس المحتلة

أكد مسئول الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق اللواء شلومو غازيت أن دولة الاحتلال قاتلت خلال الحرب الأخيرة دولة كاملة في قطاع غزة واستخدمت كل قوتها ضدها، وقال في مقال له تحت عنوان "الجرف الصامد" إنه لم تكن عملية عسكرية كما خطط لها ولكن في الواقع كانت حرب بمعني الكلمة، فـ «اسرائيل» قاتلت دولة كاملة يقال لها قطاع غزة أو حماستان أو فلسطين، استخدمت فيها كل قوتها، ناهيك عن تشرد أكثر من ثلثي سكان «إسرائيل» طوال خمسين يوماً.

وشدد أن الجدل حول نتائج الحرب سیزداد، مشیرا الى ان "الرأی الأخیرة لن تکون بالضرورة الوحیدة أو الأخیرة التی ستنشر فلربما سینشر احصائیات جدیدة بعد شهر أو سنة أو عشر سنوات".

وأشار إلى انه یدرس الحرب من ثلاثة مستویات مختلفة من الناحیة التکتیکیة، والعملیة والإستراتیجیة، مستعرضا کل مستوى على حدة، منتقدا القیادة الصهیونیة  فی تخبطها فی إدارة المعرکة لا سیما فی إیجاد خطط بدیلة لتلک التی کانت تفشلها حرکة حماس سواء على صعید التکتیکات او الاستراتیجیات.

وأکد انه لم یکن یعرف أهداف «إسرائیل» من هذه الحرب، قائلا فی شرحه للناحیة العملیة،"نحن ندرس الخطة التنفیذیة من خلال تحدید الأهداف وطریقة إنجازها، ولکنی أعترف أننی لا أعلم ماذا کانت أهداف «إسرائیل» من الحرب على غزة ، فاقتراح " الهدوء مقابل الهدوء" کان بلا شک اقتراح جدیر لکن حماس لم تستجب وخرقت الهدوء من خلال إطلاق الصواریخ وقذائف الهاون وبطرق أخرى لم تستطع تطبیقها".

وأضاف الضابط الصهیونی أن "تل أبیب لم تحدد لنفسها أهداف فی حال فشل اقتراح الهدوء مقابل الهدوء، فلم تکون هناک صورة واضحة للأهداف لدى الکابینیت أو الحکومة أو الکنیست أو شعب «إسرائیل» ککل، وبالتالی فی حال عدم وضوح هدف معین فإنه لا یمکن الحکم على نجاح «إسرائیل» من الناحیة العملیة، فمرة تلو المرة سمعنا جدالات وأفکار حول ماذا ستفعل «إسرائیل» فی هذه المرحلة أو التی تلیها وبقینا مرتبکین لا نعلم شیئاً".

وتابع اللواء السابق فی جیش الاحتلال،"أما من الناحیة الإستراتیجیة، فهذا الأمر لا یتعلق بقطاع غزة الواقع على مساحة 360 کیلومتر مربع ، بل فی تعامل «إسرائیل» داخل الحلبة الإقلیمیة والدولیة، قدمنا للعالم صورة مضللة ووهمیة وهی أن معظم سکان «إسرائیل» یمتلکون بضع ثوانی کی یبحثوا عن مکان محصن تفادیاّ لخطر الصواریخ المنطلقة من غزة، مما جعل حربنا على غزة الأکثر تبریراً فی العالم ، الإطلاق الکثیف لقذائف الهاون والصواریخ فتح أمامنا احتمالات سیاسیة جدیدة، وخیارات سیاسیة وعسکریة مدروسة کان لزاماً علینا استغلالها، لکن التردد والتخوف کانا المصیبة الإستراتیجیة الکبیرة خلال حرب "الجرف الصامد"، وهنا أصبع الاتهام موجه إلى القیادة السیاسیة".