تقرير خلاف فتح - حماس هل يؤثر على المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال؟

الساعة 03:22 م|24 سبتمبر 2014

غزة

التأمت حركتي فتح وحماس اليوم الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة لبحث خلافاتهما الداخلية التي قد تعيق وفقاً لمحللين سياسيين التوصل لإبرام اتفاق تهدئة دائمة مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتدور الخلافات بين فتح وحماس حول عدد من المواضيع الرئيسية بينها السيطرة على قطاع غزة ويمكن لاستمرار هذه الخلافات أن تؤثر على التوصل لاتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال والفلسطينيين الشهر الماضي لإنهاء الحرب في غزة شرطا بأن تتسلم السلطة الفلسطينية الإدارة المدنية لقطاع غزة من حركة حماس، لكن الخلاف بشأن امتناع السلطة الفلسطينية عن دفع رواتب موظفي القطاع العام في غزة صعد التوتر بين الفصيلين مما زاد مخاطر الانزلاق مجددا إلى الصراع.

فلسطين اليوم حاورت محللين سياسيين للوقوف على تأثير خلاف فتح – حماس على مفاوضات وقف إطلاق النار الغير مباشرة مع الاحتلال، حيث تباينت آراء المحللين في تأثير الخلاف على المفاوضات الغير مباشرة مع الاحتلال.

فقد أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل على أن الخلاف يؤثر على الوفد الموحد الذي يفاوض المحتل، فيما اختلف معه المحلل السياسي مصطفى إبراهيم الذي يرى أن الخلاف بين فتح وحماس لن يؤثر على مفاوضات وقف إطلاق النار كون الفصائل وبخاصة منظمة التحرير توافقوا على التفاوض مع المحتل ضمن الشروط التي وضعتها المقاومة والشعب الفلسطيني.

واتفق المحللان على ضرورة أن ينتهي الخلاف بين الحركتين وأن يتم مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية في حوار وطني شامل يضع استراتيجية موحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

زيادة الخلاف لمنع أي انجاز

فقد أكد المحلل والكاتب السياسي طلال عوكل أن المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني الموحد والوفد الإسرائيلي في العاصمة المصرية القاهرة متعثرة نتيجة تعنت الاحتلال ومماطلته في عقد اللقاءات.

وأوضح عوكل في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن اللقاءات بين الوفدين أُجلت مرتين الأولى عندما أعلن وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات الغير مباشرة بعد شهر من وقف إطلاق النار والثانية تأجلت أمس عندما أعلن عن تأجيل المفاوضات حتى نهاية شهر أكتوبر بحجة الأعياد اليهودية.

وقال عوكل: "الاحتلال يسعى منذ بداية المفاوضات الغير مباشرة لمنع تحقيق أي انجاز ميداني يذكر للفلسطينيين بزيادة الهوة بين فتح وحماس، وهو لا يقبل وجود وفد موحد للفلسطينيين ويسعى منذ البداية إلى عودة الأمور كما كانت في السابق هدوء مقابل هدوء، مبيناً أن فرض هذه السياسية تدفع المحتل إلى تخفيف الحصار بإدخال مواد البناء والبضائع واستمرار حالة الانقسام.

وأضاف: "إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل كبير على تعميق الخلاف الفلسطيني بين فتح وحماس واستمرار الانقسام لمنع تحقيق أي انجاز يذكر في المفاوضات غير المباشرة".

وشدد على أن المصالحة يجب أن تكون حاضرة وبقوة في المفاوضات غير المباشرة مشيراً إلى أن لقاءات المصالحة ناقصة وغير مكتملة الأطراف فهي بحاجة إلى حوار وطني يشمل كافة الفصائل الفلسطينية"، مشيراً إلى أن الخلاف بين فتح وحماس وعدم التوصل إلى مصالحة حقيقية يؤثر بشكل سلبي على الوفد الموحد الذي يفاوض المحتل الإسرائيلي بالقاهرة.

تحذير ..!

من جانبه حذر المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، حركتي فتح وحماس من استمرار الانقسام وتعميق الخلاف بينمها خاصة أثناء المفاوضات الغير مباشرة في القاهرة، مؤكداً أن الاحتلال يسعى للاستفادة من تعميق الخلاف بين فتح وحماس من خلال الاستفراد بحركة فتح والسلطة والاستفراد بقطاع غزة من الناحية السياسية والعسكرية".

وأكد إبراهيم في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن لا تأثير على المفاوضات الغير مباشرة مع الاحتلال رغم وجود فجوات كبيرة بين فتح وحماس، مشيراً إلى أن منظمة التحرير وكافة الفصائل تبنت مطالب المقاومة والشعب في مفاوضات وقف إطلاق النار مع الاحتلال.

وقال إبراهيم: "يجب على كافة الفصائل أن تضع حد للانقسام الفلسطيني وعقد حوار وطني يشمل كافة الفصائل الفلسطينية لأن الاحتلال يسعى لتعميق الخلاف بينهما والاستفادة قدر الإمكان منه".