خبر مدير عمليات الصليب في الشرق الاوسط: قطاع غزة أصبح خراباً

الساعة 11:43 ص|24 سبتمبر 2014

غزة

قال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط روبير مارديني: "لقد أصبح قطاع غزة خراباً بعد 52 يوماً من النزاع".

وأضاف مارديني عقب مهمة قام بها في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "سعياً لتلبية الاحتياجات الهائلة في قطاع غزة، تعمل اللجنة الدولية في الوقت الحاضر على زيادة ميزانيتها الأولية المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية هناك بنسبة 70 في المائة تقريباً لتبلغ الميزانية الإجمالية المخصصة لذلك بالتالي 73.3 مليون فرنك سويسري (80.2 مليون دولار أمريكي تقريباً).

وتابع مارديني قوله : "لقد كانت اللجنة الدولية حاضرة في الميدان في قطاع غزة طوال هذا النزاع الأخير، وواصلت اضطلاعها بعملها الإنساني كما فعلت من قبلُ خلال النزاعات السابقة.

وبين أن اللجنة الدولية تلتزم ببذل قصارى جهدها من أجل مساعدة الناس على النهوض مجدداً، مشدداً على أنه لا بدّ من النظر في الوضع الإنساني الراهن ضمن السياق العام المتمثّل في الاحتلال المتواصل، وكذلك في الإغلاق المستمر والقيود الشديدة المفروضة على حركة البضائع والأشخاص منذ ثماني سنوات، وثلاثة نزاعات حدثت خلال ست سنوات فقط، وبنية تحتية ضعيفة أصلاً".

ووفقاً لأقوال مارديني فإن الحرب أدت إلى إيجاد احتياجات هائلة وقد اضطُرّ عشرات الآلاف من الناس إلى هجر بيوتهم المدمرة تدميراً كاملاً، ودُمّرت الآلاف من المنازل والبُنى الأخرى تدميراً كاملاً أو جزئياً، وأُصيبت شبكة المياه والمنشآت الكهربائية بأضرار جسيمة، واضطُرّ القطاع الطبي إلى العمل بطاقته القصوى، وأُصيبت المستشفيات بقذائف أو بذخائر أخرى، وأُغلقت المؤسسات التجارية، فحُرم بسبب إغلاقها ما لا يُعدّ ولا يُحصى من العائلات من سُبل عيشهم، وجعلت الحرب 40 في المائة من الأراضي الزراعية بوراً، وأتلف المحاصيل، ويعاني زهاء 60 في المائة من سكان قطاع غزة الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً من صدمات نفسية شديدة، بينما تهدّد الذخائر المتروكة أو غير المنفجرة حياة الناس هناك.

وبين مارديني أن اللجنة تعمل في الوقت الحاضر على تخصيص المزيد من الموارد البشرية والمادية والمالية لتلبية هذه الاحتياجات. وستجمع اللجنة الدولية بين أنشطتها الرامية إلى تلبية الاحتياجات العاجلة وبرامجها المتوسطة والطويلة والأجل بالتنسيق مع الشركاء المحليين والسلطات المحلية.

وأشار مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدني والأوسط إلى أن أولويات اللجنة الدولية الرئيسية أثناء العمليات القتالية وبعدها في ضمان معالجة الجرحى والمرضى في الوقت المناسب، ولذلك ستعزّز اللجنة الدولية دعمها لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ولا سيّما لخدمات الطوارئ الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وستواصل اللجنة الدولية تزويد المستشفيات الرئيسية بالإمدادات الطبية وبقطع الغيار اللازمة للمولدات الكهربائية وبالوقود، كما ستواصل إسداء المشورة التقنية اللازمة إليها، وسيجري إصلاح أربعة مستشفيات أُصيبت بأضرار جسيمة أثناء القتال.

ولفت إلى أن اللجنة الدولية ستعمل أيضاً مع الهيئات المحلية المعنية بالمياه من أجل إصلاح ما تعطّل من شبكة الإمداد بالمياه، وإسداء المشورة التقنية اللازمة إلى تلك الهيئات عند الضرورة.

وتقوم اللجنة الدولية بتوزيع المواد الغذائية واللوازم المنزلية على النازحين والعائدين بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وتعتزم اللجنة الدولية، فضلاً عن ذلك، تقديم مساعدات للمزارعين في المناطق الحدودية.

وستواصل اللجنة الدولية تعاونها مع جمعية "ماجن دافيد أدوم" الإسرائيلية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ودعمها لكلتا الجمعيتين الوطنيتين من أجل المساعدة على ضمان تقديم الخدمات الإنسانية في الوقت المناسب.

وقال "مارديني" بشأن عواقب الحرب على غزة "يفوق حجم الخسائر البشرية التي أوقعها النزاع في صفوف المدنيين وحجم الدمار الناجم عنه كلّ ما شهدته المنطقة في السنوات الماضية. ويدلّ هذا الأمر على ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني على الرغم من تذكيرنا المتواصل لكافة أطراف النزاع بواجباتها المتعلقة بحماية المدنيين والممتلكات المدنية".

وقامت اللجنة الدولية، استناداً إلى معاينتها المباشرة ورصدها المباشر لما جرى في الميدان، بتقديم بيانات ومذكرات إلى كافة الأطراف المشاركة في النزاع. وتواصل اللجنة الدولية زيارة الأشخاص المحتجزين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية، حيث تهتمّ على وجه الخصوص بالأشخاص الذين أوقفتهم السلطات الإسرائيلية لأسباب متعلقة بالعمليات القتالية التي دارت رحاها أثناء النزاع الأخير.

وستواصل اللجنة الدولية حوارها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن عواقب القيود المفروضة على حركة البضائع والأشخاص على سُبل عيش الفلسطينيين. وقال "مارديني" في هذا الصدد: "لقد حان الوقت لإيجاد حلّ مناسب نظراً لمعاناة المدنيين الشديدة من هذا الأمر، وضرورة إدامة أي انتعاش حقيقي على مرّ الزمان".