خبر نقطة اللاعودة -إسرائيل اليوم

الساعة 09:41 ص|24 سبتمبر 2014

نقطة اللاعودة -إسرائيل اليوم

بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي

(المضمون: هل يكون التدخل الامريكي في العراق وسوريا بداية لتدخل واسع بري ومأساة امريكية اخرى؟ - المصدر).

 

بعد سنوات بذل فيها براك اوباما كل جهد ليضائل تهديد الراديكالية والارهاب الاسلاميين، صحا آخر الامر للعمل. وسار الرئيس الامريكي لمواجهة اندفاع منظمة داعش القاتل في طريق عملية عسكرية وان تكن جوية فقط.

 

ففي فجر امس بعد اسابيع كانت تقصف فيها مواقع داعش في العراق وسع نشاطه الى الجبهة السورية ايضا. واصبح البيت الابيض هذه المرة عازما على ان يقود حلفا واسعا لمواجهة التحدي المشترك لارض العراق وسوريا معا، بخلاف صدوده عن استعمال القوة في الميدان السوري على نظام الاسد قبل سنة.

 

ان ما لا يقل عن خمس دول في الشرق الاوسط شاركت في الهجوم الكثيف على اهداف استراتيجية في شمال سوريا الذي كان بحسب ما قال اوباما امس حلقة البداية فقط لجهد مستمر في هذه الجبهة. لكن برغم اظهار البيت الابيض هذا التصميم ما زالت الطريق الى تحقيق الهدف طويلة. ويواجه اوباما اليوم في واقع الامر انتقادا لاذعا في الداخل من قبل المؤسسة الامنية ومن اشياعه الليبراليين، فان ثلاثة على الاقل من قادة وكالة الاستخبارات المركزية السابقين يتهمونه برفض خيار التدخل البري بلا حاجة.

 

لكن هذا بالضبط ما يخشاه الحمائم في الرأي العام ومجلس النواب الذين يرون العمل الجوي خشبة قفز حتمية لتدخل بري ولمأساة امريكية اخرى وهكذا يجد الرئيس نفسه عالقا بين القطبين في حين يطمح الى اظهار الزعامة والى ان يمتنع في مقابل ذلك عن سيناريو فيتنام الذي هو التدهور التدريجي الى حرب عامة لا غاية لها.

 

من السابق لاوانه الى الان ان نقدر هل سيساعد هذا المسار المرحلي الادارة في مهمتها. ومع ذلك فان اندفاع الطوفان العنيف لداعش قد افضى الى تقارب ما بين واشنطن وطهران، ولهذا ينبغي ألا يرفض رفضا باتا امكان ان تنشأ صلة بين مكافحة داعش والصعيد الذري الايراني وان تلين الادارة مواقفها في التفاوض في التسوية الدائمة، فاذا حدث ذلك فسيكون ثمن تشكيل حلف لمواجهة خطر داعش نشوء تهديد آخر على صورة تحول ايران الى دولة شفا ذري متكاملة الاركان.