خبر اربعة دروس من « الجرف الصامد »- هآرتس

الساعة 08:58 ص|23 سبتمبر 2014

اربعة دروس من "الجرف الصامد"- هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: يجب الآن على القيادة الاسرائيلية أن تتجه الى استخلاص الدروس من عملية الجرف الصامد وهي اربعة دروس منها أن حروب اسرائيل يجب أن تكون قصيرة لأن الاسرائيليين غير مهيئين لحروب طويلة - المصدر).

 

حان الوقت لنحلل عملية "الجرف الصامد" ونستخلص منها الدروس المناسبة، لأنه يبدو أنه تنتظرنا جولة قريبة اخرى. فحماس لم تُهزم ولا تنوي أن تنزع سلاحها. ولا شك في أنها ستعيد ملء مخازن قذائفها الصاروخية كي تطلقها في اللحظة التي تراها مناسبة، ولا يجوز لنا أن ننسى أن 100 ألف صاروخ اخرى لمنظمة ارهابية اخرى – حزب الله – موجهة الى اسرائيل، فما هو اذا الدرس الذي يجب علينا استخلاصه؟.

 

الدرس الاول هو أنه لا يمكن ردع ارهابيين: لا الارهابي الفرد ولا القاعدة ولا داعش ولا جبهة النصرة ولا حزب الله ولا حماس. فأفق تخطيطها يمتد في مدى مئات السنين، ولا يمكن تغيير اعتقادها ولن تردعها ضربة واحدة عن عمليات ارهابية اخرى لأنها على يقين من النصر النهائي. وكان يجب على اسرائيل أن تفهم ذلك عقب عمليتي الرصاص المصبوب وعمود السحاب، فهاتان العمليتان لم تردعا حماس عن تجديد اطلاق القذائف الصاروخية على اسرائيل بعد ذلك بسنتين. ويوجد من يريدون أن يؤمنوا بأن الضربة القاسية التي أصابت حزب الله في حرب لبنان الثانية تمنعه من أن يتحرش باسرائيل مرة اخرى. فعليهم أن يدركوا أن حزب الله استغل الفترة التي مضت منذ ذلك الحين لجمع أكثر من 100 ألف صاروخ دقيق بعيد المدى وهو مستعد لتجديد الهجمات على اسرائيل حينما يشاء ذلك أو حينما يتلقى الأمر من طهران.

 

ويتعلق الدرس الثاني بالسلاح الذي يستعمله الارهابيون. إن الانفاق التي حفرتها حماس تعرض للخطر البلدات الواقعة بالقرب من القطاع، لكن يجب أن نتذكر أن الصواريخ الموجهة الى

اهداف اسرائيلية أخطر. فالانفاق خطر محلي في حين يمكن أن يشوش هجوم طويل بالصواريخ سير الحياة كلها في الدولة حتى لو نجحت القبة الحديدية – وذلك بكلفة باهظة جدا – في أن تعترض اكثرها.

 

ولهذا يجب أن يقوم في مقدمة أولويات كل عملية عسكرية القضاء على تهديد الصواريخ وهو أهم كثيرا من الكشف عن الانفاق التي توجد طرق لعلاجها دون ادخال قوات برية. وكان يجب تطبيق تلك الطرق منذ زمن ويجب تطبيقها الآن، لكن يجب أن يكون الهدف الاول القضاء على تهديد الصواريخ.

 

ويتعلق الدرس الثالث بجبهتي الارهاب، فعلى اسرائيل التي تواجه تهديد حماس في الجنوب وخطر حزب الله في الشمال أن تطمح الى منع معركة في الجبهتين في الوقت نفسه، وأن تعالج كل تهديد على حدة. إن حزب الله غارق الآن في الحرب السورية. ومن الواضح لذلك أيهما يجب ضربه أولا. توجد امثلة كلاسيكية لادارة معركة في جبهتين بعلاج كل واحدة على حدة كالمعركة الشهيرة في الحرب العالمية الاولى التي اضطرت فيها المانيا الى أن تواجه الروس في الشرق والفرنسيين والانجليز في الغرب. وقد هزم الجنرال فون هايدنبرغ الروس أولا ومكّن المانيا بذلك من أن تتجه لتواجه الجبهة الغربية. والذي نسي هذه الواقعة يستطيع أن يقرأ عنها في كتاب الكسندر سول زنتسين "آب 1914".

 

والدرس الرابع الاخير الذي يجب علينا استخلاصه من عملية "الجرف الصامد" أن حروب اسرائيل يجب أن تكون قصيرة، فنحن غير مهيئين لحروب طويلة. وكلما طالت الحرب وزاد عدد الخسائر من الطرفين زاد في العالم نفاد الصبر لرؤية حرب يبدو أنها لا تفضي الى أي مكان، ولهذا يجب أن يُفعل ما يجب أن يُفعل سريعا.