خبر قلعة « الفريديس » .. شاهد على سيطرة الاحتلال على أكثر من نصف آثار فلسطين

الساعة 05:09 م|22 سبتمبر 2014

وكالات- الأناضول

على قمة جبل مخروطي مصطنع، شيد الملك هيرودوس الكبير، في العام 22 قبل الميلاد قلعة حصينة، إلى الشرق من مدينة القدس قرب بيت لحم بالضفة الغربية، يطلق عليها إسرائيليا، جبل أو قلعة "هيروديون"، بينما يطلق الفلسطينيون عليها جبل أو قلعة "الفريديس"، وهو الجبل الذي يعد شاهدا على سيطرة الاحتلال على أكثر من نصف آثار فلسطين، بحسب مسؤول فلسطيني.

القلعة التي تقع على قمة الجبل، وما يتبعها من أقسام في أسفله، تسيطر عليها دائرة حماية السياحة الإسرائيلية (حكومية)، منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967.

ومن القلعة تبدو القدس القديمة جلية بالعين المجردة، وإذا نظرت شرقا يمكنك أن تشاهد جبال المملكة الأردنية الهاشمية، وأجزاء من البحر الميت أيضا.

ويظهر في قمتها أبراج دفاع وغرف معيشية وقصور ومدرجات وحمامات، وغيرها، وفي صحنها سلالم صغيرة تأخذك إلى ممرات أرضية "أنفاق" في باطن الجبل تحتوي على برك مياه وغرف ومستودعات ومواقع تخزين السلاح، ومخارج سرية للقلعة.

وما يزال الاحتلال يعمل على إعادة ترميم كل أجزاء القلعة، وفي كل مرفق للقلعة لوحات إرشادية بالعربية والعبرية والانجليزية.

وحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الجبل إرثا يهوديا في فلسطين، للملك هيرودوس الكبير، باني هيكل سليمان الثاني، (المزعوم) في القدس.

في المقابل، يقول حمدان طه وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن "الجبل جزء لا يتجزأ من التراث الفلسطيني يقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا لا يغير من الأمر شيئا، فإسرائيل تسيطر عليه بالقوة".

ويضيف طه:  "الاحتلال يحاول توظيف المواقع التراثية لصالح الرواية الإسرائيلية بوجود تاريخ يهودي على أرض فلسطين".

وأوضح  أن هناك "7 آلاف موقع أثري في فلسطين، تسيطر "إسرائيل" على نحو نصفها، حيث تمنع السلطة الفلسطينية من الإشراف على المواقع الأثرية والتراثية في المواقع المصنفة ج حسب اتفاق أوسلو ومنها جبل الفريديس".

ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق "أ" و"ب" و "ج".

وتمثل المناطق "أ" 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإدارياً، أما المناطق "ب" فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.

أما المناطق "ج" والتي تمثل 61% من مساحة الضفة فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.

وأوضح حمدان أن وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية تقوم بالتصدي لهذه المحاولات من خلال إعادة كتابة التاريخ برؤية علمية موضوعية، مشيرا إلى أن السياحة الفلسطينية "أعدت قائمة بمواقع أثرية فلسطينية لإعلانها مواقع على لائحة التراث العالمي، من قبل اليونسكو".

من جانبه، قال إبراهيم أبو عمر، مدير المعهد العالي للآثار بجامعة القدس (غير حكومية) في مدينة أبو ديس، شرقي القدس، إن جبل هيروديون حصن وقلعة دفاع لم يكن له أي بعد ديني، مشيرا إلى الحصن يقع على جبل مصطنع شيده الملك هيرودوس، متصل بعدة قلاع وقصور رومانية في أريحا والقدس.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، دحض أبو عمر، الرواية الإسرائيلية بأن الحصن بني ليرى من قمته هيكل سليمان في القدس، مشيرا إلى أن الهيكل في تصميمه وأجزائه يعد حصنا لحماية هيرديون.

وأضاف أبو عمر أن الجبل سكنه اليهود ومن ثم المسيحيون، وبني فيه كنائس.

وأوضح الخبير الفلسطيني أن "هيروديس الكبير، حصل على دعم روماني لحكم المنطقة، وبنى عدة حصون في فلسطين والأردن، واعتنق اليهودية فيما بعد، وهذا لا يغير من الأمر شيئ".