تقرير مع قرب عيد الأضحى.. تجار بلا مزارع وموسم ضائع..!

الساعة 01:38 م|21 سبتمبر 2014

غزة-خاص

لم يعُد تاجر اللحوم جبر حديدو "أبو محمد" يُبالي في الاستعداد لعيد الأضحى الذي شارف على الاقتراب بشراء أعداد كبيرة من الأضاحي، فهو حول اهتمامه إلى محله الصغير في السوق من خلال ذبح عدد قليل من العجول.

"أبو محمد" هو أحد أكبر تجار ومربي العجول بمدينة غزة، فمزرعته تبلغ حوالي دنم و250م مقامة على الحدود بحي الشجاعية شرق مدينة غزة دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية البرية التي شنها في الحرب على القطاع.

"أبو محمد" ليس هو الوحيد الذي دمر الاحتلال مزرعته بل هناك العشرات من التجار أصحاب المزارع المدمرة والتي تم تسويتها بالأرض داست عليها جنازير الآليات العسكرية الإسرائيلية التي لم ترحم الحيوان والحجر والشجر.

"المزرعة دمرت ولا يوجد مكان أخر لكي نستعد لموسم الأضاحي، هذا العام سأجلس في بيتي ومعي نحو 15 أسرة كانت تُعيلهم المزرعة فنحن نعيش أسواء المواسم في تاريخنا" القول للتاجر أبو محمد.

ويضيف بحزن شديد: "المزرعة وكل ما يحيط بها من مزارع عجول ودواجن أصبحت ممسوحة بالأرض وأمام هذا الدمار لا نستطيع الاستعداد فالموسم يحتاج إلى امكانيات كبيرة وفقدناها".

"أبو محمد" لا يختلف كثيراً عن جاره (أبو صقر أبو الهنا) سوى بمساحة مزرعة جاره التي تبلغ 5 دنم والتي كانت تحتوي على 37 عجل ونحو 16 طن علف و5 طن ذرة و 40 "بالة قش".

"أبو الهنا" أكد لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأمور في حالة الصعوبة، المزارع مدمرة والحدود الشرقية للقطاع كافة جرفت لا يستطيع أي تاجر دمرت مزرعته أن يستعد لموسم الأضاحي فالإمكانيات ليست موجودة.

وقال أبو الهنا: "حتى لو استأجرت مزرعة فلا يوجد امكانيات، الاحتلال دمر كل شيء لا يوجد آبار لاستخراج المياه بالمزارع لآن العجول تحتاج لكميات كبيرة جداً من الماء بشكل يومي".

الشهداء والكهرباء

وفيما يتعلق بالزبائن فقد أكد التاجرين "حديدو و أبو الهنا" أن عدداً كبيراً من الزبائن لا يعقدون النية للتضحية هذا العام بسبب الأوضاع فكثير منهم استشهد أبنائه أو استشهد أقاربه أو دمر منزله أو تعرض لخسائر فادحة فالأوضاع غير مهيأة للاستعداد هذا العام لموسم الأضاحي.

وعن البيع في محلاتهم بالأسواق شدد التاجرين على أن البيع ضعيف جداً رغم تدني الأسعار لكن المواطنين والزبائن يخشون الكهرباء فأزمة الكهرباء تضع العراقيل أمام المواطنين فمن كان يشتري 5 كيلو لحم أصبح اليوم يشتري على مقدار الطبخة ويقدرها التاجرين بـوقية لحمة.

وتتجاوز خسائر قطاع الإنتاج الحيواني الــ70 مليون دولار في العدوان الأخير الذي استمر 51 يوما على غزة وفقاً لإحصائية من وزارة الزراعة.

وقد دمر الاحتلال الإسرائيلي الألاف من المزارع الحيوانية سواء دواجن أو عجول أو مزارع زراعية ولا سيما تدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، فقد ارتفع معدل البطالة في القطاع إلى 40% في الربع الأول من عام 2014.

من جهته توقع تحسين السقا مدير عام التسويق في وزارة الزراعة أن يشهد موسم الأضاحي هذا العام "إقبال ضعيف" بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين في قطاع غزة بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي خلفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوقف رواتب الموظفين في حكومة غزة السابقة.

وأوضح السقا في تصريح سابق لفلسطين اليوم الإخبارية، أن قطاع غزة يمتلك 6 آلاف راس من العجول والبقر، متوقعاً استيراد 4 آلاف عبر المعابر الإسرائيلية، مشيراً أن الأعداد مقارنة بالقوة الشرائية لدى المواطن في غزة "تكفي" .

واشار الى وجود نقص في اعداد الخراف بسبب استهداف قوات الاحتلال لمزارع الأغنام وإغلاق الجانب المصري للأنفاق الإنسانية التي ساهمت بإدخال عدد كبير من الاغنام العام الماضي، لافتاً ان نسبة العجز في قطاع الاغنام تصل في غزة الى 20 %.

واوضح أن وزارة الزراعة وبالاتفاق مع وزارة الاقتصاد حددت سعر كيلو لحم العجل الشراري القائم بـ18 شيكل، والهولندي 16 شيكل، وهي أسعار أقل مما كانت عليه بالعام السابق.

كما وحددت الوزارتين سعر كيلو لحم اللحم من الأغنام بالنسبة للبلدي منها 5 دنانير، وغير ذلك من لحوم الخراف سيكون من 6 دنانير الى 6.5 تقريباً، وهي تسعيرة مرتفعة عما كانت عليه الاسعار في الاعوام السابقة.