تقرير أهالي المفقودين غاضبون: أبناؤنا ضحايا تخلى عنهم « الجميع »

الساعة 10:01 ص|21 سبتمبر 2014

غزة (خـاص)

"ساجد".. شاب لم يكمل الـ24 سنة من عمره، تعرضت شركته التي عكف سنوات على إنشائها للقصف خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ففكر في الحصول على شهادة الماجستير وبعد حصوله على منحة بتركيا حاول السفر عن طريق معبر رفح، إلا أن محاولته باءت بالفشل، فلجأ لطريق آخر لكنه ذهب منه بلا عودة.

ساجد نافذ حماد من سكان مدينة غزة، لم يشأ أن يفقد المنحة التي حصل عليها لإكمال رسالة الماجستير في تركيا، فانطلق عبر أحد الأنفاق ليصل للإسكندرية برفقة مجموعة من أصدقائه، ليبحروا في سفينة كبيرة وآمنة.

حماد كان أحد عشرات الفلسطينيين الذين كانوا على متن السفينة التي انطلقت من الإسكندرية فجر الأحد الماضي في العاشر من شهر سبتمبر/ أيول الحالي وغرقت قرب السواحل الايطالية، الأمر الذي شَكل صدمة وفاجعة للجميع.

حلم الماجستير

تقول شقيقته بحرقة لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أخي ذهب لإكمال دراسته وطموحه بعد أن أغلقت السبل أمامه بعد قصف شركته خلال الحرب على غزة، فذهب ليكمل دراسته، وخرج بعد توديع ذويه له، حيث سافر عن طريق الأنفاق وهي الطريق الوحيد والمتاح له.

وتضيف: سافر في سفينة كبيرة وآمنة، ولم يخرب بقارب صغير كما يقولون، وجرى إغراقهم بطريقة متعمدة في جريمة بشعة بحقهم، حسبما ذكر لهم زملاء له ممن نجو من حادثة الإغراق، منتقدةً الاتهامات التي وجهت للمهاجرين وذويهم بالسفر بهذه الطريقة، وأكدت أن هذه الطريقة هي التي يسافر بها العرب والفلسطينيون منذ زمن ولكن ما حدث لشقيقها ومن معه متعمد.

كما حملت حماد مسؤولية ما حدث للمسؤولين في الحكومات والدول التي لم تعر الأمر أهمية، ولم تقم بإجراءات حثيثة للبحث عن المفقودين، مؤكدةً أنه لا يوجد أي جهة رسمية تواصلت مع ذويها لمعرفة ما جرى أو للبحث عن شقيقها وكل المفقودين.

وأكدت حماد، أنهم تواصلوا مع السفارات والجهات الرسمية للبحث عن شقيقها وكافة المفقودين، إلا أنه لا يوجد إجابة بهذا الخصوص، منوهةً إلى أن معظم المغادرين عبر السفن هم من شريحة مثقفة تبحث عن طموحها وعملها بعد أن أغلقت السبل أمامهم.


أهالي المفقودين

راحت الزوجة والأبناء

هيام العسولي وابنها يامن ذو العام الواحد وريتاج ذو الأربع سنوات،  خرجوا برفقة زوجها شكري العسولي من مدينة خانيونس عبر معبر رفح البري، للعلاج من آثار شطايا الحرب التي شنتها "إسرائيل" على غزة عام 2008، إلا أنها فقدت وأبنائها في البحر، فيما نجا زوجها.

شكري العسولي الذي يتواجد الىن في جزيرة كريت اليونانية اتصل بوالد زوجته شلاش العسولي ليبلغه بأنه لا يعرف شيئاً عن زوجته وابنيه.

يقول الوالد العسولي لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": ابنتي خرجت بطريقة عادية مع زوجها للعلاج، إلا أنهم حاولوا السفر عن طريق السفينة لكنهم أغرقوا بطريقة متعمدة في البحر، ولن ينجُ سوى زوجها الذي اتصل بنا ليبلغنا.

يضيف: لا نعرف شيئاً عن ابنتنا وحفيدينا، ولم تقم أي جهة بالمسارعة للكشف عن حقيقة ما جرى لهم، محملاً المسؤولية لكافة المتقاعسين عن البحث عن كافة المفقودين، فهو مازال لديه أمل بخبرٍ سعيد ينتظره منذ فقدان ابنته وطفليها.


أهالي المفقودين

جريمة متعمدة

"الأور متوسطي" وفي مؤتمر له سرد تفاصيل دقيقة عما جرى مع المهاجرين، والذي أكد أنه من خلال الإفادات والشهادات توقع أن معظم من كانوا على متن السفينة قد توفي، في حادثة اعتبرها جريمة متعمدة.

وأوصي بضرورة القيام بفتح تحقيق يتناول كافة الانتهاكات التي تخللتها الحادثة، بدءاً من الأماكن التي انطلق منها هؤلاء المهاجرون، والجهات التي تقوم بالاحتيال عليهم وإغرائهم بوعود غير حقيقية، إلى حادثة إغراق القارب عمداً، ثم تباطؤ السلطات في إنقاذ الناجين أو انتشال الجثث.

كما دعا، الدول ذات العلاقة، إلى التعاون فيما بينها لكشف ملابسات انطلاق القارب ثم إغراقه، وتحديد المسؤولين عن ذلك وتقديمهم للعدالة، حادثاً الاتحاد الأوروبي على تقديم المساعدة العاجلة من أجل العمل على انتشال الجثث، وضمان احترام حق الأسر  في معرفة مصير أبنائها الذين غرقوا في البحر.


أهالي المفقودين

فرصة عمل

معتز أبو زهري من مدينة رفح والذي يبلغ من العمر (21 سنة) ضاق فيه الحال في قطاع غزة، فقرر السفر للحصول على فرصة عمل، ليعيل نفسه وعائلته، فسافر لـ الإسكندرية عبر الأنفاق للحصول على عمل من خلال السفر لإحدى الدول.

أيو زهري يقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن كافة المؤسسات الدولية والجهات الحكومية لا تعطي لهم جواباً شافياً ولم يتحرك أحد بطريقة جادة للبحث عن المفقودين، مؤكداً أن ماجرى في الحادث هو جريمة متعمدة استهدفت الفلسطينيين في عرض البحر، وطالب بسرعة البحث والتقصي عن المهاجرين المفقودين.

الصليب الأحمر

ﻣدﯾ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻔﻋﯿﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟدوﻟﯿﺔ ﻟﻠصليب اﻷﺣﻤ ﻓﻲ قطاع ﻏة "ﻛﯾﺴﺘﯿﺎن ﻛﺎردون"، أعرب في حديثه لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن صدمته وغضبه مما حدث مع المفقودين في عرض بالبحر، قائلاً: هذا الحدث مهم ومصدوم وغاضب مما حدث خاصةً بعد أسابيع من الحرب على غزة.

وأضاف، أن دور الصليب وهو التوصل لمعلومات حول غرق هؤلاء المفقودين، والوصول لمعلومات دقيقة، وقد جرى التواصل مع الهلال الأحمر في مالطا وإيطاليا واليونان، للوصول لهذه المعلومات، مشيراً إلى أن العملية دقيقة وصعبة جداً.

وأوضح كاردون أن اللجنة الدولية مهمة عملها هو في الأماكن التي توجد فيها نزاع، وتلك الدول التي نتواصل معها بشأن هؤلاء المفقودين ليست ضمن الأماكن التي يوجد فيها نزاع.

ونوه، إلى أنه وصل الصليب 67 طلباً للبحث عن المفقودين، وهناك عائلات أخرى تقدم طلبات بحث عن أبنائها.

  الصور بعدسة الزميل: داوود أبو الكاس

  



أهالي المفقودين
أهالي المفقودين
أهالي المفقودين