خبر دراسة تدعو لإستراتيجية فلسطينية أردنية مشتركة لمواجهة مؤامرة الوطن البديل

الساعة 09:55 ص|21 سبتمبر 2014

غزة

دعا  باحث فلسطيني إلى ضرورة وضع  رؤيا إستراتيجية فلسطينية وأردنية مشتركة لمواجهة ما يسمى بمؤامرة الوطن البديل. والأخذ بالحسبان القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين في مواجهتهما للتحديات والأخطار المحدقة والتي من بينها مؤامرة الوطن البديل.

وشدد الباحث عبد المطلب عامر النخال  في دراسة ماجستير بعنوان "دعاوي الوطن البديل في السياسة الإسرائيلية والموقف الفلسطيني والأردني منها إلى ضرورة الحفاظ على الوجود الفلسطيني في الأردن و الشتات والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وبناء علاقات وحدوية مع الأردن، وكل العرب والدول العربية.

وقررت جامعة الأزهر  بغزة  منح درجة الماجستير في الدراسات الشرق أوسطية للباحث عبد المطلب النخال مع التوصية بنشر الرسالة  وتعميمها على الجامعات العربية لأهميتها  وكونها الدراسة العلمية الأولى التي تتناول  هذه القضية .

جاء ذلك خلال جلسة مناقشة للباحث النخال في قاعة المؤتمرات بجامعة الازهر بحضور لجنة المناقشة وهم أ.د ابراهيم ابراش رئيس لجنة الحكم والمشرف أ.د احمد سعيد نوفل أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية  مناقشا خارجيا عبر الفيديو كونفرانس وأ.د أسامة ابونحل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الأزهر مناقشا داخليا كما حضر جلسة المناقشة كل من رئيس جامعة الأزهر أ.د عبد الخالق الفرا ود. محمد ابوحميدة عميد كلية الآداب ود. فيصل ابوشهلا عضو المجلس التشريعي والمجلس الثوري لحركة فتح و د. جهاد البطش رئيس جامعة القدس المفتوحة بقطاع غزة ود.عصام عدوان رئيس دائرة اللاجئين بحركة حماس و ولفيف كبير من الأساتذة والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية .

واعتبر المناقشون أن هذه الرسالة متميزة وتتناول موضوع لم يناقشه من قبل لا الباحثين الأردنيين ولا الفلسطينيين نظرا لأنها دراسة شائكة ودقيقه ولا يوجد بها مراجع علميه كثيرة آدت إلى ذهاب الباحث إلى الأردن والى مصر لإجراء لقاءات ميدانية والتجول بين مراكز الأبحاث لإخراج هذه الدراسة.

وقال النخال معد الرسالة أن الدراسة التي أجراها أكدت بما لايدعو إلى الشك أنه لا يوجد من حيث المبدأ تناقض بنيوي بين الطرفين الأردني والفلسطيني يمنع قيام اتحاد بينهما “خيار الكونفدرالية” وهو خيار ذا احتمالية عالية لتوفر مقوماته، لكن بعد إقامة الدولة الفلسطينية ليكون هذا الخيار قد حقق المصالح العليا للأردن وفلسطين.

واعتبر الباحث أن على الباحثين والكتاب والمفكرين مناقشة العلاقات الأردنية الفلسطينية من زاوية إحداث التقارب والتجميع والتوحيد،  معتبرا انه لا يجوز لأحد التطرق لهذا الموضوع إلا من زاوية التقارب الأردني والفلسطيني ووحدة المجتمع الأردني، والأخذ بالحسبان القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين في مواجهتهما للتحديات والأخطار المحدقة والتي من بينها مؤامرة الوطن البديل.

وتوصل الباحث خلال دراسته إلى ضرورة الحفاظ على الوجود الفلسطيني في الأردن و الشتات والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وبناء علاقات وحدوية مع الأردن.

وشدد الباحث على ضرورة وضع رؤية إستراتيجية تضمن مشروعنا الوطني الفلسطيني، وتحظى بإجماع الكل الفلسطيني لنتمكن من مواجهة مشاريع التصفية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى وطنهم ومدنهم

وتطرق الباحث النخال الى الموقف الإسرائيلي من فكرة الوطن البديل مبينا انه موقف موحد ومدعوم بتأثير الرأي العام الإسرائيلي، وهذا ما يؤكده لنا المطلب الإسرائيلي الخاص بالاعتراف بيهودية الدولة.

وبين النخال أن طرح ليهودية الدولة ما هو إلا وجه من أوجه مؤامرة الوطن البديل، حيث أنهم يريدونها دولة يهودية نقية، ويتخلصون من العبء الديمغرافي العربي بترحيله للأردن، وهذا ما يجب رفضه بالمطلق .

وبينت الدراسة أن الطرح الإسرائيلي لدعاوى الوطن البديل يستند إلى أفكارهم الدينية والتلمودية، وفكرهم العنصري الهادف لتصفية القضية الفلسطينية، وأن طرح مشاريع التوطين المتعددة ما هو إلا شكل آخر لدعاوى الوطن البديل لتصبح تلك المشاريع أوطانا بديلة.

وذكر النخال أن إسرائيل استغلت الروابط التاريخية بين الأردنيين والفلسطينيين لتسويق دعاوى الوطن البديل.

وقال  النخال ان الدراسة تطرقت الى الموقف الاردني من مؤامرة الوطن البديل مشيرا الى ان  الموقف الاردني اتسم بالرفض المطلق لمؤامرة الوطن البديل والتصدي لها.

وشددت الدراسة على ضرورة الوحدة الوطنية الأردنية لمواجهة مؤامرة الوطن البديل، مع إعطاء المواطنين الأردنيين من أصول فلسطينية كامل حقوقهم، على اعتبار أن هذه الحقوق لا تنقص من حقوقهم الوطنية في فلسطين شيء، وأهمها حق العودة والتعويض.

كما اكد النخال ضرورة أن تعزيز العلاقة بين الأردن وفلسطين على أساس من الثقة والتعاون  لانها الصخرة التي تتحطم عليها كافة مؤامرات  توطين اللاجئين وشطب  حق العودة .

وقال النخال أن الموقف الفلسطيني من مؤامرة الوطن البديل موقف واضح لا يقبل التأويل، فالشعب الفلسطيني يناضل منذ عقود لدحر الاحتلال وإقامة الدولة.

واضاف ان الموقف الفلسطيني اتسم برفض هذه المؤامرة، وواصل التمسك بثوابته الوطنية وحقه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 كما وأظهرت الدراسة أن الفلسطينيين لا ولن يقبلوا بغير فلسطين وطناً لهم،لا في الأردن ولا لبنان ولا غيرها من الأقطار العربية الشقيقة والغير عربية.

وبين النخال أن مشروع الوطن البديل هو جزء من مشروع إسرائيل الكبرى اقتصادياً، والذي تسعى لتحقيقه ليمتد من المحيط إلى الخليج.

وأكد أن إسرائيل تتبنى آليات لتطبيق مؤامرة الوطن البديل، وهي آليات إعلامية واقتصادية وديمغرافية، تمكنها من تنفيذ تصور من اثنين، الأول مؤامرة الوطن البديل، وتشير الأدبيات الإسرائيلية إلى شرق الأردن وطن بديل، بحكم الجوار والتركيب السكاني، حيث يُشكل الفلسطينيون أكثر من نصف السكان هناك، والتصور الثاني أوطان بديلة، ويكون بتوطين فلسطينيي الشتات كلٌّ في موقعه.

 

واستنتج النخال في دراسته  أن الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي يعتمد على عنصر احراق الوقت "عامل الزمن " لفرض المزيد  من الحقائق  على الأرض وتطبيق سياسة الامر الواقع .

واعتبر  الباحث النخال ان التهديد الإسرائيلي لفلسطين والأردن يجب ان يكون  عامل توحيد لجهود إنهاء معاناة  اللاجئين  الفلسطينيين لمواجهة مؤامرة الوطن البديل.

ودعا النخال في دراسته  الى الإبقاء على قضية اللاجئين قضية موحدة في الوطن والشتات وجعلها الأساس لرفض أي مشاريع تهدف لتصفية المخيمات .

كما اكد على ضرورة عمل  برنامج وطني موحد  يكون محطة التقاء واجماع الفصائل الوطنية والإسلامية يعيد الاعتبار  للمقاومة كمطلب شرعي  للسير قدما في انحاز المشروع التحرري الوطني .

وطالب النخال  بتوحيد الخطاب الإعلامي العربي للتصدي للمخططات الإسرائيلية لتصفية قضية اللاجئين   كما شدد على ضرورة انهاء الانقسام  وتوحيد الموقف الفلسطيني  لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية .