خبر معالجة شرقي القدس -هآرتس

الساعة 09:20 ص|21 سبتمبر 2014

معالجة شرقي القدس -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

260 قاصرا تحت سن 18 اعتقلوا في شرقي القدس منذ بداية تموز، للاشتباه بمشاركتهم في أعمال الاخلال بالنظام وبالعنف. قسم هام من المعتقلين هم اطفال، أبناء اقل من 15، وفي

 

المعتقلات يمكن أن نجد أيضا اطفالا ابناء 13. ومراجعة معاملة السلطات، الشرطة، النيابة العامة والمحاكم مع هؤلاء القاصرين تثير أسئلة عسيرة.

 

هكذا مثلا فان احتمال أن يفرج عن طفل فلسطيني، حتى لو كان مشبوها برشق حجر واحد على سيارة جيب محصنة الى الاقامة الجبرية هو احتمال طفيف، مقارنة باحتمال طفل يهودي متهم بذات المخالفة بل وبمخالفات أخطر بكثير. 11 من بين الـ 12 متهم يهودي بعملية الفتك بحق شابين فلسطينيين في حي نافيه يعقوب في نهاية تموز، افرج عنهم الى الاقامة الجبرية. وذلك رغم أن المتهمين في هذه الحالة هم في معظمهم راشدون، ورغم أن الاتهامات ضدهم خطيرة وواحد منهم على الاقل له ماض جنائي بمخالفة مشابهة للاعتداء على خلفية عنصرية.

 

وفضلا عن ذلك، يتبين من شهادات الاهالي والمحامين ان هناك تخوف من الا تكون الشرطة تحرص على الالتزام بقواعد "قانون الشبيبة"، حين يتعلق هذا بالشبيبة وبالاطفال الفلسطينيين. وهكذا مثلا، فان فتيانا بل وحتى اطفال يعتقلون في ساعات الليل المتأخرة ويتم التحقيق معهم لساعات طويلة، واحيانا دون حضور الاهل. من الصعب التحرر من الاحساس بان أجهزة القانون والقضاء قررت التشدد مع المشبوهين الشبان، على حساب الاحتمال لاعادة تأهيلهم، بأمل ان يؤدي الامر الى تهدئة الخواطر. غير أن النتيجة يمكن أن تكون معاكسة. وكما يشهد الاهل ورجال التعليم في شرقي القدس، فان احتمال ان يعود طفل قضى زمنا في المعتقل، حتى وان كان لبضعة ايام، الى طريق العنف، هو احتمال عال جدا.

 

ولكن أكثر من كل شيء آخر تكشف مشاركة الاطفال في العنف عن نقص الجدوى من سياسة اسرائيل في شرقي القدس. فبعد نحو 50 سنة من الاحتلال، السلب، الضم والاستيطان، وبعد سنوات من اقامة سور الفصل الذي فصل بين القدس الشرقية والضفة – نشأ في الاحياء الفلسطينية من العاصمة جيل شاب مستعد لان يدفع الثمن ويراهن على مستقبله كي يعرب عن الاحباط والغضب من شروط حياته.

 

من السابق لاوانه التقدير اذا كانت الاحداث التي بدأت في القدس في بداية الصيف ستتطور الى انتفاضة طويلة. ولكن مشاركة العديد من الاطفال بهذا القدر في الاحداث تدل على أن هذه ليست انتفاضة منظمة وموجهة من فوق، بل على غضب شعبي ينبع من اليأس من الوضع القائم. ان استمرار تجاهل الحكومة وبلدية القدس لمشاكل شرقي المدينة في ظل التغطي بشعار "القدس الموحدة الى الابد"، بالتأكيد لن يساهم في تهدئة الخواطر.