خبر في دراسة الأولى عربياً: طبيب من غزة يكتشف علاجاً لسوء التغذية بـ« الطحالب »

الساعة 08:20 ص|20 سبتمبر 2014

غزة

خلصت دراسة الدكتور الصيدلاني محمود الشيخ علي، التي حصل عليها درجة "الماجستير في التغذية العلاجية من جامعة الأزهر بغزة، إلى إمكانية استخدام الطحالب كبديل للعلاج من سوء التغذية في ظل الحصار الخانق ونقص الأدوية.

وفي الدراسة الأولى في الوطن العربي حول فعالية طحلب الأسبيرولينا كعلاج بديل عن الفيتامينات والمعادن المصنعة كيميائياً، وكعلاج لسوء التغذية والأنيميا عند الأطفال، تؤكد الدراسة أن الطحالب يمكن أن تكون بديلاً عن بعض الأدوية الكيميائية، وسيصبح هذا الطحلب العلاج المستقبلي لأطفال غزة و غذائهم المفضل.

وأوضح د. الشيخ علي، أن دراسته تأتي في ظل تفاقم مشكلة سوء التغذية والأنيميا التي يعاني منها ملايين من البشر حول العالم وخاصة الأطفال بسبب الفقر والحروب و غيرها من العوامل التي تزيد من هذه المشكلة الخطيرة التي تؤدي حتما لأمراض عضوية تصيب من يعاني من سوء التغذية قد تنتهي بإعاقات دائمة في الدماغ و غيرها من الأمراض انتهاء بالموت.

وأشار، إلى أن فلسطين من المناطق حول العالم التي تعاني من سوء التغذية بسبب ارتفاع معدل الفقر و الاعتداءات  الصهيونية و إغلاق المعابر فحسب مركز الإحصاء الفلسطيني لعام 2010 11 طفل اقل من عمر خمس سنوات يعاني من سوء التغذية لكل 100 طفل و بالتاكيد الاعداد في تزايد و تحديدا في قطاع  غزة تتفاقم المشكلة للأسباب السابقة و إضافة إلى إغلاق المعابر المستمر مما يعيق دخول الأدوية التي تساهم في حل مشكلة سوء التغذية عند الأطفال.

وأكد د. الشيخ علي أهمية الدراسة بعد التفكير في حل بديل يساهم في حل هذه المشكلة بعيد عن تحكم الاحتلال في إدخالها عبر المعابر وهو ما بحث فيه ومشرفوه في رسالة ماجستير بالتغذية الاكلينيكية.

وأكد، أن دراسته تعتبر الأولى في الوطن العربي و ي البحث عن بديل او ما يساعد حل مشكلة سوء التغذية عند اطفال فلسطين من الطبيعة و بعد البحث العميق كان التفكير حول ادخال طحلب الاسبيرولينا ضمن بروتوكول العلاج المتبع لعلاج سوء التغذية فكانت مجرد فكرة صعب تحقيقها في ظل التعقيدات التي يعيشها قطاع غزة من حيث قلة الامكانات في البحث العلمي التجريبي و بعض الفحوصات  التي يحتاجها  الباحث على هذا الطحلب من ناحية و عدم تقبل اجراء هذه الدراسة على الاطفال و عدم تقبل الاهالي و المؤسسات الصحية.

ونوه، إلى أن طحالب الاسبيرولينا فهي نوع من الطحالب الزرقاء - الخضراء، التي تمتص أشعة الشمس لتقوم خلاياها بإنتاج العناصر الغذائية وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسيجين، وبذلك فهي واحدة من أقدم الأطعمة على كوكبنا المائي، وهي غذاء قلوي يُحافظ على pH الجسم في حالة توازن مثالية حول 7.2 – 7.4 مما يُبعد عنه شبح الأمراض و هناك العشرات من الانواع لهذا الطحلب و لكن الاكثر استخداما هو من نوع , Spirulina platensis .

وتعتبر مصدر هام من البروتين فنسبة البروتين تتعدى 55% من مكوناته او  تحتوي على أكثر من 100 عنصر غذائي متوازن يجعلها توصف بأنها أكثر مصادر التغذية العضوية الكليّة الكاملة، وتتميز أن لها نسبة قابلية هضم تبلغ 95 % مقارنة بأغلب الأطعمة التي لا تتعدى من 15%، وتحتوي على نسبة عالية جدًا من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. فهي تحتوي على فيتامينات A,D,E، ومجموعة فيتامين B المُركب كاملة، ومثلاً تحتوي من فيتامين ب 12 B- أكثر 4 مرات من الكبد مع العلم عن هذا الفيتامين فقط موجود في المصادر الحيوانية و الذي له دور هام في حل مشكلة نوع من انواع فقر الدم، ويوجد في الإسبيرولينا بيتا كاروتين بنسبة أكثر من 25 ضعف الموجودة بالجزر الطازج، وأكثر من 40 ضعف الموجودة بالسبانخ.

كما يحتوي على فيتامين E المُضاد للسرطان أكثر 3 مرات من جنين القمح الطازج وهي تتضمن مجموعة كبيرة من المعادن مثل: البوتاسيوم، الكالسيوم، الكروم، النحاس، الحديد، المغنسيوم، المنجنيز، الفسفور، السيلينيوم، الزنك والصوديوم، وهي تحتوي على الحديد أغنى 58 ضعف السبانخ، و28 مرة من كبد البقر الطازج و تحتوي على الزنك بكمية تعادل احتياج الطفل اليومي و للزنك دور هام في حل مشكلة التقزم و سوء التغذية عند الاطفال

و أعلن مؤتمر الأمم المتحدة العالمي للأغذية؛ لعام (1974) أن الاسبيرولينا أفضل غذاء للمستقبل و تستخدمها وكالة ناسا كغذاء لرجال الفضاء..............

و بعد السرد البسيط لمكونات هذه الطحالب كان لزاما العمل احضارها لقطاع غزة و زراعتها و الاهتمام و بعد جهد جهيد تم  الحصول عليها من فرنسا و اجراء تحاليل خاصة على هذه الطحالب و بالفعل بعد جهد تم عمل الدراسة على الاطفال في جمعية ارض الانسان بمباركة و دعم من مدير الجمعية د.عدنان الوحيدي و اشراف د.سليمان الجبور عميد كلية الصيدلة و د.عبد الرازق سلامة المحاضر بكلية الزراعة بجامعة الازهر كمشرفين أساسيين على الباحث محمود الشيخ على حيث تم العمل على اعطاء 30 طفل من عمر (1-4)سنوات ممن يعانون من سوء التغذية و فقر الدم و نقص الحديد و مخزون الحديد  طحالب الاسبيرولينا بمقدار 3جم يومياً.

كما تم إعطاء 0 طفل اخرين البروتوكول المتبع في جمعية ارض الانسان  من مكملات غذائية و فيتامينات و معادن مصنعة كيميائيا و تم الملاحظة خلا ال 3 شهور و كانت عنوان الدراسة  "فاعلية طحلب الاسبيرولينا كمكمل غذائي في علاج سوء التغذية لدى الاطفال مقارنة بالفيتامينات و الاملاح المعدنية في جمعية ارض الانسان بقطاع غزة"   و بعد ذلك كانت  المفاجأة التي اذهلت الاطباء في جمعية ارض الانسان و غيرهم ممن كان معارض اجراء هذه الدراسة بحيث من تناول الاسبيرولينا حدث تحسن على الوزن و الطول و ارتفاع مستوى الهيموجلوبين في الدم و كبر كريات الدم الحمراء و انخفاض كريات الدم البيضاء ممن كان يعاني من التهابات بكتيرية او فيروسية مما يؤكد انها تقوي جهاز المناعة و ارتفاع في مستوى الحديد في الدم و ارتفاع مخزون الحديد في الدم و انخفاض عدد من يعاني من الانيميا بشكل كبير مقابل نتائج كانت اقل عند تناول الاطفال الاخرين الفيتامينات و المعادن المصنعة مما زاد قناعة الاهالي بعلاج  الاسبيرولينا بعد ان كانوا متخوفين من النتائج لتصبح هذه الدراسة هى الأولى من نوعها و الأكثر جرأة حسب ما قاله د.عدنان الوحيدي و حسب قوله اثناء مناقشة الدراسة بجامعة الازهر للباحث محمود الشيخ علي يجب العمل فورا على زراعة هذه الطحالب و ادراجها ضمن البروتوكول المتبع في علاج سوء التغذية و في ظل غلاء الادوية الكيميائية و عدم توفرها في كثير من الاحيان بسبب الحصار و اغلاق المعابر و من ابرز التوصيات للباحث هو العمل على زراعة هذه الطحالب في قطاع غزة  و استخدامها في حل مشكلة سوء التغذية و غيرها من المشاكل الصحية الاخرى.