خبر مرقب كوخافي- يديعوت

الساعة 07:32 ص|20 سبتمبر 2014

 

مرقب كوخافي- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: تاثير رئيس امان الذي سيترك عمله، افيف كوخافي، في هذا الجهاز واسهامه في تحسين ادائه وعمله برغم انه جاء من خارج صفوفه - المصدر).

 

لو سألوا اللواء افيف كوخافي عن رأيه لبقي في شعبة الاستخبارات، فهو ضابط آخر أدمن على المهنة. لم يكن عنده قبل اربع سنوات حينما قعد في مكتب رئيس "امان" بعد ان كان يتولى رئاسة لواء العمليات، لم يكن عنده أي علم بمبلغ عدم علمه بالمنظمة التي ارسل ليتولى قيادتها. وهو اليوم ممسك بـ "حفتسيلت" أمان وكأنه ولد معها.

 

في الاجتماعات الاولى التي اقامها للعاملين في أمان لم يفهموا عنه ما يريده، فقد كان يتحدث بمصطلحات الجيش الاسرائيلي الذي يمكث في خيام في الميدان، ولم يكن ذلك ملائما بالضبط لجو الهاي تيك في غرف أمان المكيفة. وتعلم كوخافي واستوعب لكنه احدث في أمان فوق

 

كل ذلك وهو النبتة الاجنبية والذي اصبح رجل استخبارات محضا، احدث في أمان تغييرا ثقافيا – تنظيميا لم يكن احد يحلم به.

 

وهو يذكر جدا بذلك بما حدث مع مئير دغان في الموساد وعامي أيلون في الشباك، فقد جاء الثلاثة من عوالم مختلفة المضامين ومع عقليات مختلفة، وتولى الثلاثة مناصبهم دون التزام للناس والتاريخ والتصورات العامة والتقاليد في داخل المنظمة، وهتك الثلاثة الحجب، فالموساد بعد دغان مختلف اليوم تمام الاختلاف، ولم يعد الشباك قبل عامي ايلون وبعده المنظمة نفسها وكذلك أمان بعد كوخافي ايضا. وقد اصبح كليشيه "مصوغ من مادة رؤساء اركان" الذي يسحبه من عمل الى عمل، اصبح اقل صلة بالواقع.

 

يتناول احد التوجيهات الاخيرة الذي صدر عن كوخافي في ظاهر الامر مسألة دلالية – تنظيمية. فقد قضى بأن تكون كل وثيقة استخبارية من الان فصاعدا مصحوبة بـ "درجتين" يمنحهما الباحث إياها. الاولى: ما هو "مستوى احتمال" الواقعة المذكورة، هل هي تهديد مباشر أم تهديد محتمل أم تهديد بعيد أم تهديد في طور التشكل. أي انهم عادوا يتحدثون بمصطلحات الاحتمال العالي والمنخفض والمتوسط. والدرجة الثانية هي "مستوى الصدق": ما هو نوع المصدر، وهل يحتاج الى تكميلات ليمكن الاعتماد على المعلومة، وبعبارة اخرى لا يريد كوخافي الدقة فقط بل التواضع ايضا.

 

ايران في المكان الاول

 

ترى أمان في الحقيقة ان الفظاعات والتهديدات التي تزين في الاسابيع الاخيرة العناوين الصحفية لا تصور الواقع الذي تواجهه دولة اسرائيل في المدى القريب تصويرا صحيحا، فداعش الان تهديد ذو احتمال منخفض وهم ليسوا على الحدود. والان خاصة بعد مرحلة التوسع وتثبيت الاسس يتوقع ان يدخل التنظيم في وضع الوقوف والدفاع عن النفس. بل إن عدد رجال داعش غير واضح. وإن احد اسرار قوة التنظيم الايراد المالي العالي لداعش بعد الاستيلاء على آبار نفط

 

وغاز في سوريا والعراق وبيعها. وداعش ايضا من اكبر منظمات الجريمة في العالم التي تعتمد على التجارة بالآثار التي نهبتها من المناطق التي احتلتها. وهي تواجه في مقابل ذلك الانقسام مع القاعدة والحلف الدولي الذي يقوده اوباما ونفور العالم الاسلامي منها.

 

إن داعش الان من وجهة نظر اسرائيل تهديد محتمل في المستقبل، والحديث عن خلايا نائمة، وعن تقدمات لداعش في لبنان وجنوبها، لا يتشكل الان ليصبح تهديدا حقيقيا. ليس تصور التنظيم العام الذي يرى الشام مركزا لمصالحه ويرى جبل الهيكل ذروة انجازاته – ليس مشتركا بين داعش فقط بل بين الجهاد العالمي كله. ان جبهة النصرة وهي من فروع القاعدة في سوريا هي تهديد محتمل معروف لكن ما زال السكين بعيدا عن عنق أي اسرائيلي. ان رجالها موجودون في الحقيقة في اجزاء ما على حدود هضبة الجولان لكن اسرائيل ليست موجودة الان في قائمة اهدافها. ونقول بالمناسبة ان الاستخبارات الاسرائيلية شريكة فاعلة في الجهد الدولي لجمع معلومات استخبارية عن تلك المنظمات. وليس الحديث فقط عن معلومات نظرية بل عن معلومات تتعلق بالاهداف ايضا اذا ما استقر رأي الامريكيين على الزيادة في عمق الهجمات.

 

ان احتمال التهديد من لبنان محصور في الاساس في المخزون من عشرات الاف الصواريخ والقذائف الصاروخية، والحديث في هذه المرحلة عن احتمال فقط لا عن قصد واضحة معلومة لنشوب ازمة. والخشية من تدهور للوضع غير مراقب موجودة دائما لكن مقدار سيطرة اسرائيل الاستخبارية على الجبهة اللبنانية يعرفه العاملون في أمان بأنه جيد جدا.

 

وهكذا ينهي افيف كوخافي عمله والجهاز الذي كان يرأسه لا يوحي بأي خوف، فاحتمال نشوب حرب في السنة القريبة غير عال.

 

ومن جهة تركيز الجهد وتقسيم الموارد في امان كان التهديد المركزي وما زال هو التهديد الايراني مبتدئا من احتمال اتمام المشروع الذري العسكري الايراني، منتقلا الى تشجيع ورعاية الارهاب الموجه على اسرائيل منتهيا بهجمات سايبر عنيفة. واحتمال ان تحقق ايران مشروعها

 

الذري العسكري المحتمل في الفترة القريبة غير عال لان نظام روحاني ضغط على الكوابح في مجال سباقه الذري العسكري، لكنه يواصل الجهد في سائر المسارات ومنها تطوير صواريخ بعيدة المدى لتأدية ايران الى وضع دولة على الشفا الذري. وان دولة كهذه ستكون بالنسبة لاسرائيل تهديدا وجوديا ولهذا سيستمر جمع المعلومات الاستخبارية والاستثمار في الدخول الى احشاء ايران.

 

والتهديد الثاني في اهميته هو "تهديد النيران": واعني كل نظام القذائف الصاروخية والصواريخ التي تهدد اسرائيل من جميع الجبهات، وبعده مباشرة تهديد الجهاد العالمي، والتهديد الاخير هو حرب السايبر الهجومية من العدو التي اخذت تقوى.

 

على حسب ترتيب الاولويات هذا يقسم مال امان الكثير ايضا. ففي مواجهة هذه التهديدات الاربعة كلها تنشيء امام كل يوم عمليات لجمع معلومات ولاحباط عمل الاعداء.

 

برغم تصريحات كبار قادة حماس في الايام الاخيرة لا تلاحظ امان اية نية للمنظمة لمعاودة اطلاق النار. وقد استتبع اطلاق قذيفة الهاون الوحيدة هذا الاسبوع نشاطا مكثفا من حماس والجهاد الاسلامي في غزة للوصول الى مطلقيها وكفهم. وهم يذيعون هذه الرسالة ايضا في الشارع الغزي ومع ذلك توجد علامات احباط قاسية جدا. ولا يحدث الكثير جدا في شأن تعمير غزة ودفع الرواتب، فالسلطة الفلسطينية نفسها لا تدفع مصالحة حماس قدما. ويحاول أبو مازن ان يستغل ضعف حماس ليحظى بنقاط في الشارع الفلسطيني، ويصعب عليه من جهة اخرى ان يقود اجراءا يفرض على اسرائيل العودة الى التفاوض. اما الامريكيون فلا يريدون ان يفرضوا على اسرائيل مسيرة سياسية. واهتمام المجتمع الدولي مصروف الى داعش، فلم يبق لأبو مازن سوى ان يدفع قدما بمحور سلب اسرائيل شرعيتها في العالم وهو يفعل ذلك ايضا بحذر شديد.