خبر «الأمير الفيلسوف» هرتسي هاليفي لقيادة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل

الساعة 06:26 ص|20 سبتمبر 2014

حلمي موسى

بعد أن تم ترفيعه إلى رتبة لواء في احتفال عقد مساء أمس الأول في ديوان رئيس الأركان في هكرياه بتل أبيب، أصبح الجنرال هرتسي هاليفي رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بدلا من الجنرال أفيف كوخافي.
ومن المقرر أن يتولى هاليفي مهام منصبه عملياً الأسبوع المقبل، بعد أن يكون أنجز مهمة التعرف على هذه الشعبة ومهامها ووحداتها، وبدأ عمله أيضاً كعضو في هيئة الأركان العامة.
ويعتبر منصب رئيس شعبة الاستخبارات (أمان) أحد أبرز المناصب العسكرية، لأنه الشخص المسؤول عن تقدير الموقف الإستراتيجي لإسرائيل.
ويأتي تعيين هاليفي في هذا المنصب في وقت تمر فيه الشعبة بأزمة، جراء انتقادات كثيرة وجهت لها من أوساط عسكرية وسياسية وإعلامية حول إخفاق في تقدير الموقف في قطاع غزة قبيل وأثناء الحرب الأخيرة. وزاد الطين بلة لدى هذه الشعبة مؤخراً عندما نشر 43 من ضباطها العاملين في الخدمة الاحتياطية رسالة رفض للخدمة، في جهاز يكرس الاحتلال والممارسات القمعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية من دون مبررات دفاعية محقة.
وقد حضر حفل ترقية هاليفي إلى رتبة لواء، إضافة إلى رئيس الأركان الجنرال بني غانتس وكل أعضاء هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وزير الدفاع موشي يعلون.
وكان هاليفي، قبيل تعيينه رئيساً لشعبة الاستخبارات، قد خدم برتبة عميد قائداً لدورة القيادة والأركان، لكنه سبق وخدم في شعبة الاستخبارات لفترة طويلة في الماضي. ويعتبر هاليفي بين «الضباط اللامعين» في الجيش الإسرائيلي، وسبق لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن نشرت تحقيقاً عن شخصيته ووصفته بـ«الجنرال الفيلسوف».
ومثل كوخافي من قبل، كان الجيش قد اعتبره من «الأمراء» الذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل، ولذلك مر في مساره العسكري وتولى قيادة فرقة الجليل. ويعتبر هاليفي صاحب القول الشهير عن الحدود الشمالية بأنه «لا الحرب ولا أي عملية عسكرية يمكنها أن تحل المشكلة هنا».
وقال يعلون، الذي سبق له أن تولى منصب رئيس شعبة الاستخبارات، في مراسم الترقية، «في هذا المنصب، ينبغي الحفاظ على القيم الأساسية والإيمان بما تفعل، وأن تقود وفق الضمير وليس وفق الأهواء. فهذه هي الطريق التي تنتصر في نهاية المطاف. ينبغي العمل بتواضع، بانفتاح وبفضول من أجل التوصل إلى التقدير الصائب».
وأثنى يعلون على رئيس الشعبة المنصرف الجنرال كوخافي، قائلا إن «قامتك في شعبة الاستخبارات مليئة بالعمل. لقد أثبتَّ ذلك، سوياً مع رجالك في أمان، عندما تكهنت بالتغيرات، لذلك كان التغيير مذهلا، وأفلح في اختبار عملية الجرف الصامد، بشكل جعل الشعبة أكثر ضرورة لاتخاذ القرارات على المستويين الإستراتيجي والتكتيكي».
وأشار غانتس إلى أهمية الدور الاستخباري، قائلا إن «شعبة الاستخبارات تأخذ بالحسبان الهزة الإقليمية، والتغييرات الجارية، والحاجة للتغير والحاجة للعمل أثناء التغيير. كل هذا خلال طيف واسع جداً من العمليات، التي في طرفها كانت عملية الجرف الصامد، التي أظهرت واقع شعبة الاستخبارات تجاه الخارج، وداخل الشعبة وكذلك العمل بين الأذرع في كل المستويات».
وأجمل رئيس الشعبة المنصرف كوخافي تجربته، قائلا «أخذت على عاتقي المهمة بوجل مقدس، من منطلق الإحساس بواجب تقديم المعلومات الاستخبارية المطلوبة لكل المستويات، إلى جانب واجب التغيير والتغير. وسوية مع كل شركائي حاولنا مواكبة الواقع المتغير واستباقه حيث كان ممكناً. والزمن هو من سيحاكم ما إذا كنا نجحنا في تحويل المبادئ إلى أفعال. بالمقابل، لست بحاجة لكشف الأخطاء وإظهار الثغرات. كان عندي من هذا وذاك».
أما هاليفي نفسه، فقال «يمكن اعتبار الجهد الاستخباري نبوءة. الأنبياء هم من حاولوا التأثير على الواقع، على الأخلاق، وتحليل وتوصيف الإمكانيات. هذه هي طريق التأثير. وأنا فرح لتسلم قيادة شعبة تغيرت وتتغير بشكل مهم، وسوف نواصل التشكل تحت قيادتي».
تجدر الإشارة إلى أن كوخافي سيتولى قيادة الجبهة الشمالية قريباً بدلا من الجنرال يائير جولان، في إطار التغييرات القريبة التي تصل ذروتها مع تعيين رئيس أركان جديد خلفاً لبني غانتس الذي ينهي مهام منصبه في شباط المقبل.
ويعتبر تعيين هاليفي في المنصب الجديد بداية لتغيير كبير سوف يطرأ على عمل الاستخبارات الإسرائيلية، التي باتت تحظى بحصة وفيرة من كعكة ميزانية الدفاع من ناحية وإقرار بأهميتها الإستراتيجية من ناحية أخرى. وكان كوخافي قد قاد الاستخبارات العسكرية في السنوات الأربع الماضية، وخاض بها حربين ضد غزة «عمود السحاب» في العام 2012 و«الجرف الصامد» في آب الماضي.