خبر خطة فرار لسكان المستوطنات على تخوم غزّة خشية من الحرب

الساعة 02:41 م|19 سبتمبر 2014

القدس المحتلة

في الوقت الذي أعلن فيه مئات الإسرائيليين من سكان المستوطنات الجنوبية القريبة من قطاع غزة، خصوصاً تلك الزراعية المحاذية للشريط الحدودي مثل "نيريم" و"ناحال عوز" و"باري" و"كفار عزة"، اعتزامهم عدم البقاء في منازلهم في عيد رأس السنة العبرية الأسبوع المقبل، بسبب انطلاق صفارات الإنذار خمس مرات، أمس الخميس، كشف الملحق الأسبوعي لصحيفة "ذي ماركر"، اليوم الجمعة، أن سكان "المستوطنات أعدّوا مسبقاً، ومن دون انتظار مبادرة الحكومة الإسرائيلية، خطة نزوح إلى المستوطنات الإسرائيلية في وسط إسرائيل وشمالها، لا سيّما وأنها تنتمي جميعها للحركة العمالية التابعة لسكان المستوطنات".

ويأتي هذا في الوقت الذي عبّر فيه سكان المستوطنات عن عدم قناعتهم باستمرار الهدوء، متوقعين اندلاع جولة جديدة من القتال بين إسرائيل والمقاومة في قطاع غزة، ما لم يتم بدء المفاوضات أواخر الشهر الجاري بشكل فعلي.

ونقل تقرير "ذي ماركر" عن روتم إيسار من "نيريم" المحاذية لقطاع غزة قولها، إن "العشرات من أعضاء المستوطنات أعدّوا ترتيبات مع مستوطنات أخرى في وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة وشمالها للانتقال إليها خلال أسبوع العيد، تحسباً من اندلاع دائرة العنف مجدداً، في حال قرر رجال حماس استئناف الهجمات ضد إسرائيل في 26 الجاري".

"
أعدّ العشرات من أعضاء المستوطنات ترتيبات مع مستوطنات أخرى في وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة وشمالها للانتقال إليها خلال عيد رأس السنة العبرية تحسباً من اندلاع دائرة العنف مجدداً

"

ولفتت إيسار إلى أنها "على اتصال مع أسرة في مستوطنة مشمار هعيمق الكائن في مرج بن عامر، منذ أيام الحروب السابقة، وقد اتفقنا معها على استضافتنا قبل 26 سبتمبر/أيلول". وأشارت إلى أنّ "مائة من سكان مستوطنتها كانوا قد نزحوا إلى مشمار هعيمق خلال الحرب على غزة، ولم يعودوا إلّا بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار".

ويؤكد التقرير إلى أنّ مسألة ترتيب مكان بديل خلال الأسبوع المقبل لا تقتصر على "نيريم" فقط، بل تطال باقي مستوطنات الجنوب، القريبة من غزة ، مثل "كفار عزة" و"ناحل عوز" و"سوفا"، حيث تسود البلبة وعدم اليقين في صفوف السكان المحتارين بين البقاء خلال العيد في بيوتهم، وبين الانتقال إلى مستوطنات أخرى في الشمال وربما ترك مكان سكنهم نهائياً والانتقال إلى مكانٍ آخر.

في المقابل يشير التقرير إلى أن "قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال تستعدّ هي الأخرى في هذه الأيام على نحو خاص، تحسباً لتطورات جديدة واحتمالات العودة إلى جولات القتال، وإن كانت الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية أوضحت أنّ الجيش على أهبة الاستعداد وفي كامل الجاهزية منذ انتهاء عدوان الجرف الصامد، لكن هذا الموقف يبدو غير مقنعاً لسكان المستوطنات الجنوبية".

وينقل التقرير عن الرئيس السابق للمجلس الإقليمي عسقلان، أبراهام دبوري، قوله إنّ "إحدى العبر التي استخلصناها خلال الحرب هي المسارعة بإخراج الأطفال والأولاد من المستوطنات، بمبادرتنا الخاصة دون انتظار قرار حكومي، لأنه لا يمكننا أن نبقى ونعيش كما في الوضع الذي ساد خلال الحرب".

ويتهم دبوري الحكومة الإسرائيلية بأنها "تريدنا قبة حديدية بشرية في مواجهة قطاع غزة عندما تريد ذلك، علماً أن هناك عدداً كبيراً من المستوطنات الضعيفة، التي تقوم على امتداد الحدود مع غزة، وإذا لم تقدم الحكومة الدعم اللازم فلن يكون بمقدورها في الجولة المقبلة الاعتماد عليها".

وتعترف مسؤولة جهاز "الرفاه" الاجتماعي في "نيريم" بسيطرة الخوف على السكان وتقول "إننا ننتظر أن تقول لنا الدولة ماذا سيحدث هنا بعد أسبوعين، وبعد شهر. فوقف إطلاق النار سينتهي قريباً والناس خائفون".
ويذكر التقرير أن "19 من أصل عشرين مستوطنة حدودية على السياج مع غزة هي من المستوطنات، ونظّم سكانها عمليات النزوح والإخلاء بمفردهم".

في غضون ذلك، لفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم، إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي أعاد في الأيام الأخيرة نصب بطاريات منظومة القبة الحديدية في مناطق مختلفة في الجنوب بينها سديروت ونتيفوت، علما أنّ الضرر الرئيس على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة يأتي من قذائف الهاون التي لا تملك إسرائيل حلولاً لها، خلافا لصواريخ القبة الحديدية التي يدّعي الجيش قدرته على اعتراض الصواريخ حتى مدى 40 كيلومتراً وبنسبة 90 في المائة".