خبر الشاعرية السياسية- معاريف الاسبوع

الساعة 08:23 ص|16 سبتمبر 2014

الشاعرية السياسية- معاريف الاسبوع

بقلم: تل شنايدر

(المضمون: اذا كان لا بد من الحكم، واليمين الاسرائيلي يسعى الى دولة ثنائية القومية، وغير مستعد للتنازل عن اي شبر، فلعله يجدر به أن يسيطر بشكل اكثر حضارية؟ بالتأكد مادة للتفكير أو حتى لفيلم عربي - المصدر).

 

يوم الجمعة، في ساعات ما بعد الظهر شاهدت بالصدفة يغئال رابيد يتحدث مع زهير بهلول في القناة الاولى في برنامج "هكذا كان". وبينما كان رابيد وبهلول يتحدثان عن المذيعين الرياضيين ومزايا اللغة العربية، التقط انتباهي شيئا ما في الحوار. وهو شاذ عن الخطاب السياسي المعتاد في العام 2014.

 

"كي تحتل ثقافة الاخر فانك تحتاج الى ثلاثة امور"، قال بهلول وفصل: "اللغة، المحبة والاستفزاز". "المحبة؟" تساءل رابيد، "اين تجد المحبة بين اليهود والعرب بعد الصيف الاخير؟" فشرح بهلول: "لا حاجة الى النووي الذري كي تحتل شعبا. لا حاجة الى التسلح والسلاح. الاقلية يمكن احتلالها عبر الميكروفون وعبر الثقافة". وفي تالي البث اضاف بهلول بان وجهته الى السياسة وانه خلافا للماضي، لم يعد يرفض التوجهات اليه. وعلمت لاحقا بالمعلومة التالية: بهلول يجري بالفعل مشاورات مغلقة هذه الايام مع حزب ميرتس. وربما أيضا مع احزاب اخرى، ولكن في هذه اللحظة يجري حوارا مع ميرتس حول انضمامه الى الحياة السياسية.

 

اذن كيف سيأخذ رجل الرياضة والاعلام المحبة الى داخل الرابط بين اليهود والعرب؟ كيف سيستبدل الاحتلال الاسرائيلي بالاستفزاز؟ فمجرد الاحتلال هو استفزاز، أليس كذلك؟

 

ينبغي الافتراض باني وقعت في لجاج جملة واحدة، من أصل برنامج ما، في معمعان بحر من الهذر الذي استهلكه. بل اني مقتنعة بان ليس لبهلول او لميرتس مذهب مرتب في موضوع "اللغة، المحبة والاستفزاز". ومن جهة اخرى، فان محمود ومورال بتصميمهما ومشاعرهما أظهرا بان المحبة هي السياسة وفي الحياة اليومية في اسرائيل يضطر الاشخاص الخاصون الى الانشغال بالرومانسية وبالمشاعر وكأنها موضوعا وطنيا؛ حبذا لو كان ممكنا الانشغال فقط بالاخوة بدلا من واجب البقاء والعنف. وها أنا أيضا، في مساء يوم الجمعة اضررت الى شاعرية السياسة.

 

لعل المقصود في "اللغة، المحبة والاستفزاز" هو انه بدلا من ان توعظ الزعامة الاسرائيلية العرب طوال اليوم كيف ينبغي لهم أن يعملوا (لا تعملوا ارهابا دبلوماسيا، لا سمح الله، لا تعملوا ارهابا حقيقيا) يشد بهلول باتجاه السيطرة الاكثر كياسة من اليهود على العرب، بما في ذلك على الاقلية داخل اسرائيل وكذا على الملايين الذين يعيشون تحت الاحتلال. مادة للتفكير.

 

لا يوجد هنا موضوع للمصالحة مع الاحتلال، كما افترض. ولكن بين السطور قيل: اذا كان الجيش الاسرائيلي يسيطر في المناطق بحكم عسكري، واذا كانت اسرائيل على اي حال لا تعمد ابدا الى اخراج الجيش من المناطق واذا كانت اسرائيل تستخدم الذرائع العسكرية فقط كي تواصل السيطرة والبناء والتوسع، فلعله حان الوقت الذي يتعين فيه على اسرائيل ايضا ان توجه المقدرات نحو الربط الشخصي والثقافي. فاذا كان لا بد من الحكم، واليمين الاسرائيلي يسعى الى دولة ثنائية القومية، وغير مستعد للتنازل عن اي شبر، فلعله يجدر به أن يسيطر بشكل اكثر حضارية؟ بالتأكد مادة للتفكير أو حتى لفيلم عربي.