خبر بعثة حفظ السلام الدولية تنتشر في أفريقيا الوسطى

الساعة 05:29 ص|16 سبتمبر 2014

وكالات

تسلمت بعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا)، رسمياً المهمة من قوات بعثة الدعم الأفريقي (ميسكا) خلال حفل رسمي في مطار العاصمة بانغي، بحسب مراسل الأناضول.

و"مينوسكا"، التي تشكلت في أبريل/نيسان الماضي، هي البعثة رقم 13 لحفظ السلام التي تنتشر في أفريقيا الوسطى منذ عام 1998، وهو رقم قياسي لعمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية.

وستتكفل "مينوسكا" بحفظ الأمن في بلد مازالت فيه الأوضاع الأمنية هشة على الرغم من الاستقرار النسبي الذي شهدته منذ فترة قصيرة.

وكان مجلس الأمن الدولي صوت يوم 10 أبريل/نيسان الماضي لصالح قرار يقضي بإنشاء بعثة جديدة لحفظ الأمن في أفريقيا الوسطى، تحت اسم "مينوسكا"، تضم 10 آلاف جندي و1800 شرطي.

وخلال حفل نقل المهام، قالت رئيسة أفريقيا الوسطى للمرحلة الانتقالية، كاترين سامبا بانزا، إن "الوضع الأمني تحسن، ولكنه يبقى هشا".

ورغم أن عدد قوات "مينوسكا" يقدر بنحو 12 ألف عنصر، إلا أنه تم الاقتصار على نشر 7600 عنصر فقط من أفرادها، أغلبهم (6000) ليسوا سوى عناصر من "ميسكا"، أبدلوا ملابسهم العسكرية.

واعتبرت بانزا أن رهان "مينوسكا" يتمثل في مواصلة جهود إحلال السلام في المناطق الداخلية للبلاد وإعادة العمل إلى الأجهزة الأمنية وللهياكل القضائية.

فيما قال الأمين العام المساعد لعمليات حفظ السلام في أفريقيا الوسطى، هيرفي لادسوس:  "تتمثل مهمتنا في حماية المدنيين ودعم جهود السلطات الانتقالية ضمن المصالحة الوطنية، ودعم دولة المؤسسات في أفريقيا الوسطى".

وترافق "مينوسكا" في مهمتها قوات "يورو فور- أفريقيا الوسطى" الأوروبية المتواجدة على الأرض منذ فبراير/شباط الماضي، والتي استلمت المهمة بدورها عن قوات "سانغريس" الفرنسية، مع المحافظة على عناصر الأخيرة.

ودعت منظمة العفو الدولية، في بيان يوم الإثنين، إلى أن يكون التغيير من قوات "ميسكا" إلى قوات "مينوسكا" فعليا.

وقال المدير الإقليمي المساعد في المنظمة لمنطقة غرب ووسط أفريقيا، ستيف كوكبورن، في البيان، إن "الانتقال من الاتحاد الأفريقي (قوات ميسكا) إلى الأمم المتحدة (مينوسكا) لا يجب أن يقتصر على تغيير الملابس العسكرية، وعلى تغيير القبعات الخضراء بأخرى زرقاء، بل بالعكس، ينبغي أن يتزامن ذلك مع انطلاقة جديدة لعملية حفظ السلام في أفريقيا الوسطى".

ومضى قائلا إنه "يتوجب على البعثة الأممية الجديدة الانتشار بشكل سريع وبجميع قواتها كي تتمكن من حماية المدنيين الذين يتعرضون لانتهاكات".

وأفادت منظمة العفو الدولية بأنها أعدت قائمة بالانتهاكات الخطيرة التي جرت في أفريقيا الوسطى وخاصة عمليات القتل غير القانونية التي قامت بها قوات "ميسكا".

وتابعت: "نطالب الأمم المتحدة بالحرص على عدم السماح لأفراد قوات حفظ السلام الذين عملوا في قوات ميسكا والمتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بالانضمام إلى قوات مينوسكا.. يجب إخضاعهم لتحقيق وتحميلهم المسؤولية في حال إدانتهم".

وفي وقت لاحق، رحب مجلس الأمن الدولي، وأمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون"، في بيانين منفصلين، بـ "الانتقال السلس" لمهمة حفظ السلام، من بعثة (ميسكا) إلى بعثة (مينوسكا).

وأشاد كي مون، في بيان له وصل وكالة الأناضول نسخة منه، بالجهود التي بذلتها بعثة "ميسكا"، في إنقاذ العديد من الأرواح وحمايتها، إلى جانب القوات الفرنسية "سانغريس"، وقوة الاتحاد الأوروبي "يورفور" في جمهورية أفريقيا الوسطى.

كما أعرب أعضاء مجلس الأمن في بيان لهم، مساء يوم الاثنين، عن "تقديرهم العميق للدور الحاسم الذي قامت به بعثة ميسكا، وللبلدان المساهمة بقوات شرطة، فضلا عن دور القوات الفرنسية والأوروبية لحماية المدنيين والمساعدة على تحسين الوضع الأمني​​".

واندلع، العام الماضي، صراع على السلطة في أفريقيا الوسطى، الغنية بالثروات المعدنية، وتطور إلى اقتتال طائفي بين عناصر "سيليكا" (مليشيات مسلحة مسلمة) و"أنتي بالاكا" (مليشيات مسلحة مسيحية)، أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، بحسب الأمم المتحدة.

واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من مايو/ آيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، وهو ما حدث يوم الإثنين.