خبر إسرائيل بعيون التحالف: شريكة غير مرغوبة

الساعة 04:29 ص|15 سبتمبر 2014

وكالات

يختلط حماس إسرائيل للمشاركة بفاعليّة في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مع إسقاطها للحكم ذاته، على "داعش" والمقاومة الفلسطينية، ومساواتها بين الطرفين، تزامناً مع محاولاتها المتكرّرة لطمس "أهدافها" المفضوحة من وراء الترويج للتحالف، وتصوير نفسها على أنّها خطّ الدفاع الأول عن الحضارة الغربية كلّها.

وفي سياق متّصل، يوضح المحلل في صحيفة هآرتس، حامي شاليف، أنّ جهود نتنياهو المذكورة، وحماسه الواضح، لا تنطلي على ما يبدو على الشركاء الأميركيين، الذين يصرّون في جولات الحوار الاستراتيجي الحالية بين إسرائيل والولايات المتحدة، على توضيح "بعض ما التبس على نتنياهو"، ممّا هو مطلوب منه في المرحلة الحاليّة.

ويقول شاليف، في مقالته التي عنونها بـ "الشريكة غير المرغوبة"، إنّه يكفي أحياناً، بيان صحافي، لمعرفة الصورة الكاملة، مشيراً إلى بيان أصدره ديوان وزير الاستخبارات الإسرائيلية، يوفال شطاينتس، حول جولات الحوار مع الولايات المتحدة، ركّز على موضوع التحالف الدولي ضد "داعش"، وعلى تطابق المواقف الأميركيّة والإسرائيليّة في هذا السياق.

لا يقف شاليف عند هذا الحدّ، إذ يشير إلى أنّ بيان الناطقة بلسان الخارجية الأميركية في هذا الصدد، أبرز في واقع الحال، نصاً مغايراً لما ركّز عليه الوزير الإسرائيلي، برغم أنّه لم يحذف نصّ البيان الأميركي المذكور.

ويبيّن شاليف، في هذا السياق، أنّ البيان الأميركي لا يتطرّق، بالرغم من حديثه عن الالتزام المشترك بمحاربة الإرهاب، إلى تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، أو أيّ من أسمائه أو صوره، فيما يخوض (البيان) بكلّ التفاصيل المتعلّقة بإعادة إعمار غزة، وتعزيز السلطة الفلسطينية، سعياً إلى التوصّل إلى تسوية سلميّة، مع الإشارة إلى القلق الأميركي من النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل".

ويقول شاليف، في مقاله، إنّه منذ أن وضع نتنياهو معادلته التي تساوي بين "حماس" و"داعش"، ووقع في حبّ هذه المعادلة، وهو يسعى إلى وضع إسرائيل، في مقدّمة صفوف التحالف الدولي، لكنّ الأميركيين يفضّلون، أن تبقى إسرائيل في الصفوف الخلفيّة، في وقت يقوم فيه وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري بجولات مكوكيّة. وكلما حاول نتنياهو المساواة بين "داعش" و"حماس"، أوضحت الإدارة الأميركيّة الفرق بين الاثنين.

يحاول نتنياهو وضع النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك الحرب في غزة، في أتون الحرب بين الحضارات، لكنّ إدارة أوباما، ومعها الدول الأوروبيّة، تتعامل معه كمن "يبيع السيّارات المستعملة".

ويرى شاليف أن عدم وجود إسرائيل في الصفوف الأماميّة، ليس سببه نتنياهو فحسب، إذ إنّ الدول العربيّة الصديقة، وبرغم حديثها عن مصدر خطر وتهديد مشترك، لا تزال غير مستعدة للوقوف علناً إلى جانب إسرائيل، خصوصاً بعد الخراب الذي خلّفته في قطاع غزة.

ويتابع المحلل الإسرائيلي، في مقاله، معرباً عن اعتقاده بأنّ "الولايات المتحدة، عملياً، تعيد الكرّة لما حدث خلال التحالف الدولي ضد صدام حسين، عندما ألزمت إسرائيل بالمحافظة على الصمت وعدم التدخّل، لكنّ المشكلة اليوم، تكمن في القيادة الإسرائيليّة، التي تفتقر بشكل كبير وحاد إلى الوعي المطلوب، بفعل الفجوة القائمة في أذهان صانعي القرار الإسرائيلي، بين تصوّرهم لأنفسهم وحقيقة صورتهم في العالم بعد حملة "الجرف الصامد".

ويلفت شاليف إلى أنه حتّى لو تمكّنت إسرائيل، من أن تثبت بالصور والخرائط، أن "داعش" و"حماس" لا يختلفان عن بعضهما، لكنّ ذلك لن يُقنع إلا القليل من أنصار نتنياهو، في اليمين الأميركي المحافظ، ولن يكون بمقدور ذلك أن يمحو صور الفظائع من غزة، ولا ردّ الضغوط السياسيّة في الملف الفلسطيني، خصوصاً بعد الردود الصهيونية اللائقة، المتمثّلة بقرار الحكومة مصادرة أربعة آلاف دونم من الأراضي الفلسطينيًة.

ويخلص شاليف للقول إنّ كل الجهود الإسرائيليّة التي يبذلها نتنياهو لن تغير المطلوب عالمياً من إسرائيل. فالعالم يفضّل أن يرى نتنياهو يساهم بدوره وحصته في حلّ النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني، الذي يغذّي، وفق رأي العالم، التطرّف الإسلامي.

وبدلاً من أن يسعى نتنياهو إلى إنهاء الاحتلال، يبدو اليوم، بنظر العالم، وكأنّه يسعى إلى استغلال الصراع مع الإسلام المتطرف، للتظاهر بأنّ الاحتلال غير قائم أصلاً، ويفترض فوق ذلك كلّه، أن أحداً لا ينتبه إلى وجوده.