خبر رسالة رافضي الخدمة في وحدة « 8200 » تربك إسرائيل وتثير انتقادات شديدة

الساعة 07:32 م|13 سبتمبر 2014

القدس المحتلة

أثارت الرسالة التي وقعها ضباط وجنود احتياط من الوحدة "8200" التابعة للاستخبارات الإسرائيلية ردود فعل واسعة، وتعرض المبادرون للعريضة لانتقادات شديدة من جانب التيار المركزي الإسرائيلي بما في ذلك أقطاب الحكومة والمعارضة على حد سواء، في حين حظيت الرسالة على إشادة من منظمات حقوقية كـ "أطباء من أجل حقوق الإنسان"  التي أكدت أن ما جاء في شهادات الضباط والجنود يعزز ما كانت قد أوردته في تقاريها بشأن ابتزاز المرضى الفلسطينيين.

وخرج اقطاب الحكومة والمعارضة في حملة هجوم عنيف على جنود وضباط الوحدة "8200"،الذين وقعوا رسالة تؤكد رفض مشاركتهم في العمليات ضد الفلسطينيين وعن رفضهم  لمواصلة  كونهم أداة لتعميق السيطرة العسكرية على الأراضي المحتلة عام 1967، واعتبر مسؤولون إسرائيليون أن الرسالة تضر بإسرائيل في المحافل الدولية وتسهم في تشجيع حملات  نزع الشرعية عنها.

وقال  وزير الأمن، موشي يعلون: "إن محاولات المس بعمل وحدة 8200  عن طريق الدعوة للرافض التي تعتمد على ادعاءات لا تلائم نهج الوحدة أو نهج رجالها القيمي، هي محاولات حمقاء ومدانة تسهم في حملات نزع الشرعية الملفقة في العالم ضد إسرائيل وجنود الجيش دون ذنب  اقترفوه".

وأضاف أن "رجال 8200  هم أخلاقيون، قيميون، ويقومون بمهامهم السرية المختلفة، وأود أن أشد على أياديهم واشيد بعملهم ونشاطهم الهام لأمن إسرائيل  وأمن مواطنيها".

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو  عبر عن معارضته للرسالة بشكل غير مباشر وذك عن  طريق الإشادة بالوحدة وعملها، وكتب على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مواطنو إسرائيل يدينون لكم بالشكر والعرفان على خدمتكم المهنية والمخلصة من أجل إسرائيل، استمروا في عملكم  الهام  من أجل أمن مواطني إسرائيل".

رئيس الائتلاف الحكومي ياريف ليفين، الذي خدم في وحدة 8200،  قال: "استنكر كل ما جاء في الرسالة. من يرفض المساهمة في حماية دولته يتجاوز الحدود بين هؤلاء الذين يؤيدون الديمقراطية الإسرائيلية  والحرية التي تمثلها، وينتقل إلى جانب مؤيدي الإرهاب الفلسطيني  الذي يستهدف مواطني إسرائيل الأبرياء. الجيش الإسرائيلي هو أكثر جيشا أخلاقية في العالم. وعليه أن ينبذ  الرافضين من صفوف الاحتياط بشكل فوري".

رئيس حزب العمل يستحاك هرتسوغ، وهو أيضا خريج نفس الوحدة، أعرب عن رفضه الشديد لمضمون الرسالة وقال إن "الرفض ليس وسيلة لإصلاح الأخطاء فثمن ذلك يدفعه مواطنو إسرائيل".    وأضاف أن عمل الوحدة مهم ليس في وقت الحرب فحسب بل في وقت السلام أيضا". واعترف هرتسوغ بإمكانية أن يكون هناك «أخطاء» في عمل الوحدة، لكنه اعتبر أن الحل ليس بالدعوة لرفض الخدمة أو بنشر ذلك في وسائل الإعلام  الأمر الذي يسبب ضررا لإسرائيل، يدفع ثمنه مواطنو إسرائيل".

من جانها أكدت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" أن الشهادات التي جاءت في الرسالة تعزز ادعاءات المنظمة، بما فيها الأدعاء بأن "الشاباك" يستغل ضائقة المرضى الفلسطينيين الذين يحتاجون تصريح خروج من غزة من أجل العلاج. واضافت أن "شهادات المرضى التي جمعتها المنظمة مشابهة للوصف الذي جاء في شهادات خريجي وحدة 8200 وتتحدث عن ابتزاز مباشر أو غير مباشر وبالإيحاء بأسلوب "ساعدنا نساعدك". وأضافت المنظمة: " نحن نشجع أن تقلق تلك الأعمال الذين يخدمون في قوات الأمن  ونأمل أن يقود ذلك إلى نقاش موضوعي لوقف استخدام هذه الممارسات".

وقد وقع ضباط وجنود احتياط من الوحدة "8200"، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على رسالة رفض المشاركة في العمليات ضد الفلسطينيين، ويرفضون أن يوصلوا كونهم أداة لتعميق السيطرة العسكرية على الأراضي المحتلة.

جاء ذلك في رسالة بعث بها 43 ضابطا وجنديا، يوم أمس الجمعة، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، وإلى رئيس أركان الجيش، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وقائد الوحدة "8200".

تجدر الإشارة إلى أن الوحدة 8200 هي هيئة جمع المعلومات المركزية في سلاح الاستخبارات، والأكبر في الجيش الإسرائيلي. وهي مسؤولة عن جمع المعلومات التي يطلق عليها "سيجينت"، والتي تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة (رنقات) والبريد الإلكتروني والفاكس.

وكتب الضباط في رسالتهم أنهم أدركوا خلال خدمتهم العسكرية أن الاستخبارات هو جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن السكان الفلسطينيين الواقعين تحت الحكم العسكري منكشفون تماما للتجسس ومتابعة الاستخبارات الإسرائيلية، خلافا للسكان في إسرائيل وفي الدول الاخرى.

وأضاف الضباط في رسالتهم أنه "لا رقابة على أساليب جمع المعلومات ومتابعة واستخدام المعلومات الاستخبارية بشأن الفلسطينيين، سواء كان لهم دور في العنف أم لم يكن".

وكتبوا في رسالتهم أن المعلومات التي يقومون بجمعها وتخزينها، تمس بـ"أناس أبرياء، وتستخدم للملاحقة السياسية، وخلق تفرقة في المجتمع الفلسطيني من خلال تجنيد متعاونين وتوجيه أجزاء من الشعب الفلسطيني ضد الشعب نفسه".

وأضافوا أنه في حالات كثيرة فإن المعلومات الاستخبارات تمنع المحاكمة العادلة لمتهمين في المحاكم العسكرية، وبدون وجود أدلة ضدهم، حيث تسمح المعلومات الاستخبارية بالسيطرة المتواصلة على ملايين البشر، تحت الرقابة المشددة، إضافة إلى اختراق كافة مجالات حياتهم، مضيفين أن ذلك لا يسمح لهم بحياة طبيعية، ويشعل المزيد من العنف، ويقصي حل الصراع.

وأنهى الضباط رسالتهم بدعوة جنود الاستخبارات العسكرية، حاليا ومستقبلا، إلى إسماع صوتهم، والعمل على وضع حد لذلك. وبحسبهم فإنهم يعتقدون أن مستقبل إسرائيل أيضا متعلق بذلك.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" الرسالة، مشيرة إلى أن أحد ضباط الوحدة "ن" قال إن كل فلسطيني معرض للرصد بدون توقف وبدون حماية قضائية. وبحسبه فإن جنودا صغارا يستطيعون اتخاذ قرار بأن شخصا ما هو هدف لجمع المعلومات الاستخبارية، بدون وجود أية إجراءات يؤخذ فيها بعين الاعتبار حقوقه الشخصية، مشيرا إلى أن "فكرة وجود حقوق فلسطينيين غير قائمة مطلقا".

ونقلت الصحيفة عن الناطق بلسان الجيش قوله إن الوحدة تعمل منذ إقامتها على جمع المعلومات الاستخبارية التي تتيح للجيش وأجهزة الأمن القيام بمهاتها، وأن الوحدة تعمل بوسائل مختلفة وفي ساحات مختلفة.